المقاومة مسافة صفر مفتوحة وساعة صفر دائمة

كيف قطعت معركة سيف القدس الحَبْلَ السُرِّي الوُجودي لكيان الاحتلال والاستعمار الدولي لفلسطين في استراتيجية القدس أقرب؟

المقاومة مسافة صفر مفتوحة وساعة صفر دائمة

تاريخ النشر : 19:06 - 2021/05/17

نعيد التأكيد مرة أخرى على أن كل كيان العدو الصهيوني ساقط عسكريا ووجوديا ولنقل انه كذلك بحكم علم حرب الوجود خاصية كل مقاومة في هذا العالم على مدار تاريخ البشرية وبمقتضى فن المقاومة الوجودي، بمعنى ان السلاح يستطيع أن يطال كامل فلسطين المحتلة من غزة إلى صفد ونهاريا وإيلات والنقب وان كانت غزة لا تحتاج كل هذا التوسع وكل هذا الشعاع باعتبار ان جزءا واسعا من أقصى الشمال ساقط عسكريا بحكم وجود جبهة المقاومة الشمالية التي تضم سوريا ولبنان والتي سوف يحين وقتها من جديد. وأما الجنوب فالمقاومة الفلسطينية كفيلة ومقتدرة حتى الحدود، وما وراء الحدود أمر متروك للشعوب. هذا ولا ننسى الشرقية واليمن والكل كطوق وكمحيط وكخليج. وبمعنى ان كل معركة مقبلة سوف تكون بلا شك استكمالا للنقطة التي قد ننتهي إليها في أي استراحة حرب أو قطع مؤقت للنيران مهما طال. وهنا يجوز لنا اعتبار ان كل الزمان المقبل عد تنازلي وكل لحظة تمر هي ساعة صفر مفتوحة وكل ذرة من تراب فلسطين المحتلة هي مسافة صفر قتالية منذ الآن والقضية الآن ليست قضية أمنية وعسكرية صرفة تتعلق بالبر وبالاشتباك الشعبي والمسلح.
في الجغرافيا أيضا تتلخص استراتيجية القدس أقرب التي لا تمثل مجرد كلام على كلام ولا كلام عابر في خطاب ما، تتلخص في انه بات من المستحيل التفكير (إلا بالمعنى العملياتي المباشر طبعا) بمنطق المدى والنطاق والمساحة والمسافة والنقطة وكل هندسات القتال وهندسات الفضاء والعسكر وكل انواع الجغرافيا المجالية وكل انواع الجغرافيا الأخرى عموما.
لم يعد هناك من بعيد وقريب ولا أبعد وأقرب. فالتحرير هو الذي يقترب وليس سعينا للاقتراب هو الحاسم وإن كان ذلك قد حصل ويحصل وإنما نقصد سعي المقاومة لاستكمال دورة النار ودورة الوجود ودورة الزمان ودورة القرار ودورة الخيار ودورة التاريخ ودورة الأرض والسماء.
وفضلا عن قضايا الإنسان والأرض المقدسات من الجهتين اي من جهة المقاومة ومن جهة العدو، وهذا أمر شرحنا جزءا منه سابقا، وفضلا عن قضية العقيدة بكل المعاني من الديني والروحي والحضاري إلى العقيدة الاستراتيجية، فإن ما يسمى القانون الدولي القاضم للوجود والمستنقص من الحقوق والمقسم لما لا يقسم... انتهى عصره أيضا، وحتى حق المقاومة وحق تقرير المصير لم يعد يكفي بل الأمر الواقع الواضح والمحدد والبسيط والدقيق والمحسوم وهو إزالة كيان العدو من الوجود مهما بلغت التضحيات وأخذت من زمان، أشد وجودية من وجودية القرب.
وعلى ذلك فإن الاحتلال الشامل لفلسطين المحتلة الذي يشارك فيه التطبيع وهو جزء من الاحتلال مدمج اقتصاديا وأمنيا واستخباريا وعسكريا وسياسيا وثقافيا، فضلا عن القواعد الأمريكية في الخليج على الأقل والمشاركة الأمريكية والغربية في تسليح وتمويل الحرب علينا، وفي سياسات الاحتلال الإستيطاني والتطبيع أيضا،  يتجلى سقوطه كله حيث يتجلى الاستعمار الشامل وغير المباشر لأغلب دول الوطن العربي.
هذا الاستعمار الشامل الذي يعرقل تقدم المعركة بما فيها من تقدم نحو البناء والنماء والتطور والانعتاق لا العربي والإسلامي فقط بل الإنساني العالمي، هو أيضا على طريق الزوال في طريق القدس وعلى قاعدة استراتيجية القدس أقرب التي قطعت كل الحبال السرية وغير السرية لهذا الكيان ورعاته وملحقاته.

18
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22
تصاعدت منذ انطلاق طوفان الأقصى وتيرة مواجهة الكيان الصهيوني من خارج فلسطين وأصبحت ظاهرة بارزة بصد
07:00 - 2024/04/21
لم يكن قصف القنصلية الايرانية في دمشق عملا عبثيا وانما عملا مخطط له هدفه خلط الاوراق اقليميا ودول
07:00 - 2024/04/21
-إذا كان الوعي من أعمال العقل،وإذا كان العقل يغلب عليه التشاؤم أحيانا،وهو يحلّل ويستقرئ ببرود وحي
09:16 - 2024/04/15
مرّت ذكرى يوم الطفل الفلسطيني الموافق للخامس من شهر افريل هذه السنة في ظروف صعبة لواقع الطفل الفل
09:16 - 2024/04/15
بقلم: محمد سعد عبد اللطيف (مصر) كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية
09:16 - 2024/04/15