الردع الإقليمي، ليس بعده سوى نزع التأقلم وانتزاع الأرض والإزالة من الوجود

الردع الإقليمي، ليس بعده سوى نزع التأقلم وانتزاع الأرض والإزالة من الوجود

تاريخ النشر : 23:30 - 2021/05/25

نشر مركز دراسات الأمن القومي الصهيوني مقالة بعنوان "حزب الله و"حارس الأسوار"، مغاز أولية" بقلم كل من أورنا مزراحي ويورام شفايتسر. لم تنته المقالة حقيقة إلى توصيات معينة ولم تطرح أي افكار جديدة أو حتى مقدمات عامة لاستراتيجية مجدية تساعد العدو الصهيوني، بل ان الأمر لم يتجاوز سرد السلوك السياسي لحزب الله أيام ما يسميه العدو عملية حارس الأسوار وما تسميه المقاومة الفلسطينية معركة سيف القدس. 
وعدا بعض التوصيات عن كيفية تصرفه وما هو بصدد الانكباب عليه بشكل عام، نلاحظ بلا أي استخفاف ان عقل العدو مضروب فعلا وادمغته مرتعبة متصدعة مصدومة مسحوقة نفسيا ومحدودة التفكير والخيال، وأكثر من ذلك تعاني من كي وعي ساخن الأثر. 
ومباشرة عند توقيت كلمة الأمين العام لحزب الله وبعدها ركز إعلام العدو بشكل جوهري وهو ما كان منتظرا على المعادلة الجديدة التي طرحها للعمل، والتي لا نشك في انه يتم العمل عليها فعلا، وهي معادلة المساس بالقدس تعني حربا إقليمية تنتهي بإنهاء كيان العدو. والمقصود هنا بلوغ عدوان العدو على القدس الشريف والأقصى المبارك درجة الخطر الوجودي التهويدي والاستيطاني أو حتى محاولة بسط السيطرة وربما خطر الحفريات والهدم. وأما المقصود بحرب إقليمية فدخول محور المقاومة كاملا في معركة فاصلة ضد الاحتلال وليس مجرد إرسال رسائل نارية من وراء الحدود كما حصل منذ أيام؛ معركة كبرى تتطور حتما إلى حرب شاملة بل أشمل ونقصد أوسع من محور المقاومة من ناحية الشعوب والجيوش وتكون إقليمية وربما فوق إقليمية.
نحن لا نبحث هنا لا هذه الفرضية ولا ما بعدها وإنما نؤكد على ما كان منتظرا وهو حفظ قرار محور المقاومة بعدم السماح بهزم غزة مهما حصل واستعداد غرفة عمليات محور المقاومة الدائم للتدخل في كل لحظة تحت الطلب الفلسطيني وهو جزء أصيل من محور المقاومة ووفق متطلبات المعركة. وإنما نشير إلى أن الموقف الآن تطور أكثر فأكثر بعد انتصار معركة سيف القدس التي نسميها معركة سيف القدس الأولى ونعتبرها خطة أو جزئية ضمن "استراتيجية القدس أقرب" أو استراتيجية التحرير التي تختزل إليها المسافات ويختصر الزمن وما هي إلا مسألة وقت حسبما ما جاء في كلمة الأمين العام نفسه قبل ساعات مع العلم انه هو بنفسه أيضا من حرص وسطر على أهم ما في خطابه وقال انه أهم ما لديه في عيد النصر والتحرير اللبناني الذي يوافق نهار اليوم من سنة 2000، ونعني معادلة القدس مقابل انهاء العدو من الوجود واستعادة فلسطين من البحر إلى النهر.
ومن هنا طرحنا عنوان الردع الإقليمي أو ردع محور المقاومة للعدو والذي سوف يتثبت أكثر فأكثر ويترجم أكثر فأكثر مع تعميق مأزق العدو الوجودي وتنقلب موازين القوى ضد مصلحته وتنتهي حتما بضرب كل أسباب تأقلمه بالمعنى الحرفي والمعنى السياسي والجيوسياسي وبالتالي انتزاعه التاريخي من الإقليم وسحبه من الجغرافيا واستعادة الأرض  وازالته من الوجود تحت النار ثم الهروب ثم الزوال النهائي.
نعم العدو لا يملك عقلا لأنه لا يملك حقا ولا وجودا ولا مصيرا ولا يملك أرضا ولا روحا... ولا أي مقومات وجود وحدود وبقاء... وبالتالي فسوف يحاول كسر المعادلات القائمة ومنع المعادلات المقبلة... وسوف يخرج عن طوره نحو عدمه وسينتحر، لا مردوعا وإنما معدوما انعداما تاما. ونذكر كما ذكرنا سابقا... كل المسألة مسألة وقت.


 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22
تصاعدت منذ انطلاق طوفان الأقصى وتيرة مواجهة الكيان الصهيوني من خارج فلسطين وأصبحت ظاهرة بارزة بصد
07:00 - 2024/04/21
لم يكن قصف القنصلية الايرانية في دمشق عملا عبثيا وانما عملا مخطط له هدفه خلط الاوراق اقليميا ودول
07:00 - 2024/04/21
-إذا كان الوعي من أعمال العقل،وإذا كان العقل يغلب عليه التشاؤم أحيانا،وهو يحلّل ويستقرئ ببرود وحي
09:16 - 2024/04/15
مرّت ذكرى يوم الطفل الفلسطيني الموافق للخامس من شهر افريل هذه السنة في ظروف صعبة لواقع الطفل الفل
09:16 - 2024/04/15