مع الشروق .. هل استوت صفقة التبادل؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/04/09
"نحن أقرب من أي وقت مضى لإبرام صفقة"، هكذا نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول أمريكي، مؤكدة أن جميع الأطراف تظهر مرونة أكبر من ذي قبل في مفاوضات الرهائن ووقف إطلاق النار.
بالنّظر إلى جميع المعطيات، سواء مسار العدوان الصهيوني على قطاع غزة أو الضغط الدولي خاصة الأمريكي على الاحتلال وصمود المقاومة الاسطوري، فإن كلام المسؤول الأمريكي قد يكون معقولا.
هناك العديد من الأسباب التي أنضجت عملية القرب من التوصّل الى صفقة تبادل، بين حركة "حماس" المتمسّكة بشروطها الى حد هذه اللحظة، والكيان الصهيوني الذي يريد الالتفاف على الهزيمة العسكرية والخروج بنصر سياسي عبر المفاوضات.
ولعلّ أبرز هذه الأسباب هي الفشل العسكري الذريع للكيان الصهيوني في قطاع غزة، حيث تكبّد ومايزال خسائر فادحة في العتاد والأرواح ويبدو أنّه غرق في رمال غزة لذلك قرّر الانسحاب وراء الانسحاب.
عند إطلاقه آلة الحرب الوحشية على غزة، قال بنيامين نتنياهو إن الحرب ضد حركة "حماس" يجب "ألا تتوقف حتى تحقق إسرائيل 3 أهداف رئيسية: القضاء على حماس، وإعادة رهائننا، والتأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل".
اليوم وبعد 6 أشهر على حرب الإبادة والتطهير والقتل والتجويع والتهجير، يمكن النظر الى نتائج الأهداف الثلاثة وهي صفرية في الحقيقة بالمفهوم العسكري، باستثناء الدمار المهول وغير المسبوق.
فلا حماس تمّ القضاء عليها نهائيا وتقويض حكمها أولا، ولا الأسرى عادوا كما وعد نتنياهو، حيث مايزال أغلبهم في قبضة المقاومة، ولا تم التأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا للاحتلال ويكفي الاشارة الى أنّه ومع انسحاب الاحتلال اول امس من خان يونس تم ّ بعد سويعات قليلة قصف مستوطنات الاحتلال ب 5 صواريخ.
فشل تحقيق هذه الأهداف الثلاثة والوصول الى مرحلة العجز الواضحة، يرجع بالأساس الى سوء تقدير كبير لدى المؤسسة السياسية والعسكرية للاحتلال عن قدرات المقاومة، التي أثبتت براعة عسكرية وسياسية فذّة تدرّس، وصمدت صمودا أسطوريا في وجه أقبح محتل على مرّ العصور وداعميه الغربيين.
لذلك تحديدا نزل نتنياهو من فوق الشجرة، حيث قال مصدر إسرائيلي رفيع في حكومة تل أبيب إن رئيس الوزراء، متحرّق للتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة إعادة المختطفين.
أما السبب الثاني وهو بنفس درجة الأهمية أيضا، فهو التكلفة العالية للحرب عسكريا وسياسيا وقانونيا وأخلاقيا وإنسانيا، وإن كان الاحتلال بلا رادع قانوني وبلا أخلاق وضمير وإنسانية، فإن داعميه الغربيين خاصّة الأمريكان قد دفعوا فاتورة باهظة.
فعلى الجانب الأمريكي، بات فوز بايدن بدورة رئاسية ثانية أمرا صعب المنال، وحرب غزة هي السبب الأكبر، كما تلقّت بقية الحكومات الغربية ضربة موجعة سياسيا وأخلاقيا واستراتيجيا.
وبصفة عامة عرّت حرب غزة زيف المبادئ والقيم الغربية، وهي بالمنظور الاستراتيجي ضربة موجعة أظهرت ازدواجية المعايير الغربية، حيث المصالح والتحالفات و الولاءات تأتي قبل كل شيء.
السبب الثالث هو مقتل موظفي منظمة الإغاثة "المطبخ العالمي المركزي"، هذا الحدث غيّر كل شيء وقلب كل الموازين والمواقف ضدّ الكيان الصهيوني، فعلى الجانب الأمريكي أصبحت الضغوط هائلة على نتنياهو في اتجاهين، الأول وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل والثاني هو تجميد عملية اجتياح رفح.
وفيما استدعت بعض الدول سفراء الاحتلال لديها، تفكّر بريطانيا وتحت ضغط سياسي وشعبي هائل في وقف تصدير السلاح الى الاحتلال، أما ألمانيا (أكبر ثاني مصدّر للسلاح إلى الاحتلال) فهي الأخرى باتت اليوم متّهمة بالمشاركة في جريمة الإبادة في غزة.
كل هذه الأسباب مجتمعة بالإضافة الى المصالح السياسية الضيّقة لنتنياهو وخروجه عن الطاعة الأمريكية وطبيعة تركيبة ائتلافه المتطرّف، عجّلت باستواء صفقة التبادل المنتظرة والتي قد تكون مقدّمة لإنهاء الحرب.
بدرالدّين السّيّاري
"نحن أقرب من أي وقت مضى لإبرام صفقة"، هكذا نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤول أمريكي، مؤكدة أن جميع الأطراف تظهر مرونة أكبر من ذي قبل في مفاوضات الرهائن ووقف إطلاق النار.
بالنّظر إلى جميع المعطيات، سواء مسار العدوان الصهيوني على قطاع غزة أو الضغط الدولي خاصة الأمريكي على الاحتلال وصمود المقاومة الاسطوري، فإن كلام المسؤول الأمريكي قد يكون معقولا.
هناك العديد من الأسباب التي أنضجت عملية القرب من التوصّل الى صفقة تبادل، بين حركة "حماس" المتمسّكة بشروطها الى حد هذه اللحظة، والكيان الصهيوني الذي يريد الالتفاف على الهزيمة العسكرية والخروج بنصر سياسي عبر المفاوضات.
ولعلّ أبرز هذه الأسباب هي الفشل العسكري الذريع للكيان الصهيوني في قطاع غزة، حيث تكبّد ومايزال خسائر فادحة في العتاد والأرواح ويبدو أنّه غرق في رمال غزة لذلك قرّر الانسحاب وراء الانسحاب.
عند إطلاقه آلة الحرب الوحشية على غزة، قال بنيامين نتنياهو إن الحرب ضد حركة "حماس" يجب "ألا تتوقف حتى تحقق إسرائيل 3 أهداف رئيسية: القضاء على حماس، وإعادة رهائننا، والتأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل".
اليوم وبعد 6 أشهر على حرب الإبادة والتطهير والقتل والتجويع والتهجير، يمكن النظر الى نتائج الأهداف الثلاثة وهي صفرية في الحقيقة بالمفهوم العسكري، باستثناء الدمار المهول وغير المسبوق.
فلا حماس تمّ القضاء عليها نهائيا وتقويض حكمها أولا، ولا الأسرى عادوا كما وعد نتنياهو، حيث مايزال أغلبهم في قبضة المقاومة، ولا تم التأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا للاحتلال ويكفي الاشارة الى أنّه ومع انسحاب الاحتلال اول امس من خان يونس تم ّ بعد سويعات قليلة قصف مستوطنات الاحتلال ب 5 صواريخ.
فشل تحقيق هذه الأهداف الثلاثة والوصول الى مرحلة العجز الواضحة، يرجع بالأساس الى سوء تقدير كبير لدى المؤسسة السياسية والعسكرية للاحتلال عن قدرات المقاومة، التي أثبتت براعة عسكرية وسياسية فذّة تدرّس، وصمدت صمودا أسطوريا في وجه أقبح محتل على مرّ العصور وداعميه الغربيين.
لذلك تحديدا نزل نتنياهو من فوق الشجرة، حيث قال مصدر إسرائيلي رفيع في حكومة تل أبيب إن رئيس الوزراء، متحرّق للتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة إعادة المختطفين.
أما السبب الثاني وهو بنفس درجة الأهمية أيضا، فهو التكلفة العالية للحرب عسكريا وسياسيا وقانونيا وأخلاقيا وإنسانيا، وإن كان الاحتلال بلا رادع قانوني وبلا أخلاق وضمير وإنسانية، فإن داعميه الغربيين خاصّة الأمريكان قد دفعوا فاتورة باهظة.
فعلى الجانب الأمريكي، بات فوز بايدن بدورة رئاسية ثانية أمرا صعب المنال، وحرب غزة هي السبب الأكبر، كما تلقّت بقية الحكومات الغربية ضربة موجعة سياسيا وأخلاقيا واستراتيجيا.
وبصفة عامة عرّت حرب غزة زيف المبادئ والقيم الغربية، وهي بالمنظور الاستراتيجي ضربة موجعة أظهرت ازدواجية المعايير الغربية، حيث المصالح والتحالفات و الولاءات تأتي قبل كل شيء.
السبب الثالث هو مقتل موظفي منظمة الإغاثة "المطبخ العالمي المركزي"، هذا الحدث غيّر كل شيء وقلب كل الموازين والمواقف ضدّ الكيان الصهيوني، فعلى الجانب الأمريكي أصبحت الضغوط هائلة على نتنياهو في اتجاهين، الأول وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل والثاني هو تجميد عملية اجتياح رفح.
وفيما استدعت بعض الدول سفراء الاحتلال لديها، تفكّر بريطانيا وتحت ضغط سياسي وشعبي هائل في وقف تصدير السلاح الى الاحتلال، أما ألمانيا (أكبر ثاني مصدّر للسلاح إلى الاحتلال) فهي الأخرى باتت اليوم متّهمة بالمشاركة في جريمة الإبادة في غزة.
كل هذه الأسباب مجتمعة بالإضافة الى المصالح السياسية الضيّقة لنتنياهو وخروجه عن الطاعة الأمريكية وطبيعة تركيبة ائتلافه المتطرّف، عجّلت باستواء صفقة التبادل المنتظرة والتي قد تكون مقدّمة لإنهاء الحرب.
بدرالدّين السّيّاري
