قلبت الطاولة على المطبعين.. تونس تعيد المبادرة لمحور المقاومة 

قلبت الطاولة على المطبعين.. تونس تعيد المبادرة لمحور المقاومة 

تاريخ النشر : 15:09 - 2023/10/31

قلبت تونس الطاولة على المطبعين برفض التصويت على قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الداعي إلى «هدنة إنسانية» في قطاع غزة الفلسطيني. 
والواضح أن هذا الموقف بالذات قد عرّى نفاق دول التطبيع التي تعلن رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين فيما تساند هدنة إنسانية تنسجم ضمنيا مع موقف الدول الداعمة للكيان الصهيوني التي تكرس «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». 
وبالنتيجة فإن الدول العربية التي هرولت إلى الأمم المتحدة لإستصدار هذا القرار قد تواطأت مع العدو الصهيوني الذي يعتبر المقاومة الفلسطينية مجرما مارقا يستحق العقاب «مع مراعاة الجانب الإنساني قدر المستطاع". 
والأخطر من ذلك أن دول التطبيع أرادت من خلال هذا القرار أن تكرس سياسة الأمر الواقع بإعطاء «شرعية عربية» لمواقفها المخزية والمتطرفة  التي وصلت إلى حد توصيف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب في انسجام كامل مع الإحتلال الصهيوني الغاشم. 
والواضح أيضا أن رئيس الجمهورية قيس سعيد قد وجه الأضواء إلى مكمن الداء حين اعتبر «التطبيع خيانة عظمى» حيث يظهر التاريخ أن الكيان الصهيوني قد عول كثيرا على الأنظمة العربية المطبعة لكسر عزيمة الشعب الفلسطيني الأبيّ كلما استجمع قواه ومضى قدما في محاربة الإحتلال وذلك باستنفار هذه الأنظمة لإيجاد مخارج تزيد في شهية وغطرسة الصهاينة. 
وعلى هذا الأساس عمدت دول التطبيع إلى تضييع الوقت عبر تنظيم مؤتمر للسلام في القاهرة احتكره أعداء فلسطين ثم التوجه إلى الأمم المتحدة في نطاق مواصلة النفخ في ما يسمى «الشرعية الدولية» التي يبين التاريخ القريب والبعيد أنها أشبه ببالونة هواء. 
إن التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني مكانه الأرض وليس «نيويورك» فالحد الأدنى المطلوب هو تكريس مبدأ المعاملة بالمثل من خلال إمداد الفلسطينيين بكل ما يلزم لمقاومة الاحتلال مثلما تفعل الصهيونية العالمية بقيادة الولايات المتحدة التي لم تكتف بإمداد تل أبيب بالأسلحة الفتاكة بل أقحمت جنودها في المعارك الضارية الدائرة على الأرض. 
كما كان على دول التطبيع أن تخجل من نفسها وهي تخون الأمانة بترك أغلب المساعدات الإنسانية التي تصل إلى مطار العريش المصري تذهب إلى إسرائيل وليس سكان غزة المحرومين من أبسط أساسيات الحياة أليس بمقدور الجيش المصري العظيم الذي قوامه مليون و200 ألف جندي أن يخصص كتيبة توصل المساعدات إلى أهلها خصوصا وأن غزة في الأصل أرض مصرية. 
بل إن الرهان المصيري الذي تواجهه الشقيقة مصر هو استعادة طبيعتها الأصيلة بالخروج من جلباب مجلس التعاون الخليجي الذي تلوثت أغلب أنظمته  بعقيدة المال وصارت جزءا لا يتجزأ من التآمر الصهيوني على المنطقة العربية حيث لا يخجل قادة الخليج من تبني المفردات الصهيونية كما تحولت قنواتهم التلفزية إلى منابر للتضليل الإعلامي الصهيو أمريكي الذي يهدف إلى كسر عزيمة الشعب الفلسطيني وحجب المتغيرات العميقة التي طرأت على المعادلة الإقليمية والدولية إلى جانب مواصلة النفخ في وهم الشرعية الدولية رغم أن العالم بأسره بصدد الانتفاض على منظومة التحكيم الدولية الراهنة التي ستدفن قريبا في فلسطين. 
وبالمحصلة يتأكد اليوم أن مفعول التطبيع لا يختلف عن «غاز الأعصاب»  حيث يقتل الإرادة الوطنية ويحول البلدان المطبعة إلى خرفان تأتمر بأوامر الكلاب التي تحرسها وهي اليوم تسير نحو حتفها حيث أن عواصم التطبيع ستخرج من سياق التاريخ فيما محور المقاومة الذي تعد تونس أحد أهم أعمدته سيفرض إرادته الحرة من خلال المضي قدما في تحرير المنطقة بأسرها من السرطان الصهيوني. 

 

 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

توجّه رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد مساء يوم الخميس 1 ماي 2025 الى معتمديّة الدّهماني بولاية الكاف حي
07:40 - 2025/05/02
ستؤدي لجنة التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة والنقل والبنية التحتية والتهيئة العمرانية بمجلس
07:00 - 2025/05/02
أحال مكتب مجلس نواب الشعب مؤخرا مقترح قانون يتعلّق بمزيد تنظيم أداء الواجب الوطني في إطار التعيين
07:00 - 2025/05/02
أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد في مستهلّ الاجتماع الذي عقده أول أمس، الأربعاء 30 أفريل 2025 بقصر ق
07:00 - 2025/05/02
إنها " جامعة الدول الناطقة بالعربية " لا غير .
07:00 - 2025/05/02
اتفاقية شراكة في مجال الترجمة
07:00 - 2025/05/02
استقبلت رئيسة الحكومة سارّة الزعفراني الزنزري، صباح أول أمس الأربعاء 30 أفريل 2025، بقصر الحكومة
07:00 - 2025/05/02
بالتزامن مع بدء احتفالات الصهاينة بالذكرى الـ 77 لإقامة كيانهم على أرض فلسطين، اندلعت حرائق هائلة
07:00 - 2025/05/02