مع الشروق .. زيلينسـكي في «ورطــــة»

مع الشروق .. زيلينسـكي في «ورطــــة»

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/07/04

 "الأوضاع صعبة"، هكذا وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الوضع في شرق البلاد، بينما تحدثت "واشنطن بوست" الامريكية عن اطلاع مسؤولين اوكرانيين لرئيس وكالة المخابرات الامريكية عن نيتهم بدء التفاوض بحلول نهاية العام الجاري.
بعد شهر تقريبا على بدء الهجوم الأوكراني المضاد والذي يعلّق عليه زيلينسكي ومن وراءه الغرب آمالا كبيرة، بدا أن خيبة الأمل هي ما حصده كلا الطرفين، بعد أن فشل الهجوم في إحراز تقدّم يحفظ ماء الوجه ويكون سببا في مواصلة الدعم الغربي السخي لكييف.
وباستثناء الجبهة الجنوبية في زابوريجيا وخيرسون أين تحرز القوات الاوكرانية والمرتزقة الأجانب تقدمات طفيفة غير مؤثرة في مسار الحرب، فإن جبهة دونيتسك ولوغانسك وحتى خاركيف تشهد تقدّمات روسية مطّردة.
فعلى عكس ما كان متوقّعا من الجانب الأوكراني والغربي، أبدت القوات الروسية دفاعا شرسا جدا في الجنوب وكبّدت القوات الاوكرانية والغربية خسائر فادحة في الجنود خاصة في المعدات الغربية التي على رأسها الدبابة الألمانية "ليوبارد" والمدرعة الامريكية "برادلي".
وكشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، امس أن القوات الروسية دمرت كل دبابات "ليوبارد" الألمانية التي قدمتها بولندا والبرتغال إلى أوكرانيا، كما عدّد خسائر أخرى للقوات الأوكرانية.
بالاضافة الى ذلك أيضا، تشنّ القوات الروسية هجوما كاسحا أعلى الشرق الأوكراني في اتجاهات ليمان وأفدييفكا ومارينكا في منطقة دونيتسك وتحرز تقدّمات ملحوظة وتحاصر مدنا مهمّة.
اعتراف زيلينسكي بالوضع الصعب والمعقّد، يضعه بين مطرقة مواصلة الهجوم الفاشل وسندان ايقاف الحرب وبدء مفاوضات سلام مع روسيا التي لن تتردّد في القبول بذلك وفق شروطها الخاصة طبعا.
المسؤولون الأوكرانيون في هذا المضمار، أطلعوا كبار المسؤولين الأمريكيين على خططهم للهجوم المضاد، والرغبة في استعادة مساحات شاسعة من الأراضي في جنوب أوكرانيا، والآمال في أن يؤدي الأداء القوي في الهجوم المضاد إلى تحسين فرصهم في الفوز بصفقة أفضل في أي مفاوضات مرتقبة.
لكن الهجوم المضاد ولحد كتابة هذه الأسطر فشل فشلا ذريعا، مما يعني أن الغرب الذين كلفتهم الحرب خسائر فادحة من خزائنهم وعتادهم العسكري، قد يعيدون التفكير في مواصلة تسليح نظام كييف و بالتالي إجباره على الجلوس الى طاولة المفاوضات التي ستكون في هذه الحالة وفق شروط موسكو.
الاصوات بدأت تتعالى سواء في أمريكا او اوروبا والتي تدعو الى وقف الحرب وتبنّي نهج السلام حتى لا تنزلق الأمور الى حرب عالمية ثالثة قد تكون نووية وستكون مدمّرة على الجميع ولا رابح فيها.
لكن السؤال الملح الآن هو أي رأي لواشنطن عرابة الحرب وقائدتها الفعلية التي دفعت الأوروبيين إليها كحطب في مواجهتها مع موسكو؟ وهل تذهب في حرب الاستنزاف هذه الى الأخير أم أنها ستجبر زيلينسكي على التفاوض مع موسكو؟
الجواب على ذلك سيتوضّح خلال الأشهر القليلة القادمة، فإما إحداث اختراق في الهجوم الأوكراني المضاد وبالتالي مواصلة الحرب والدعم المالي والعسكري الغربي، وإما الفشل الذي يعني انتصار موسكو وبدء مفاوضات سلام وفق شروطها الخاصة.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك