يحق للدولة استعراض قوتها المعنوية وحسم قرارها السيادي، هل بات البيان الرئاسي جاهزا؟

يحق للدولة استعراض قوتها المعنوية وحسم قرارها السيادي، هل بات البيان الرئاسي جاهزا؟

تاريخ النشر : 23:47 - 2021/08/29

اتضحت الرؤية أكثر مغاربيا وعربيا، ولا أحد قادر على زعزعة أمننا. فمن قمة بغداد إلى قمة الجزائر إلى الحركة الديبلوماسية والدفاعية الروسية الجارية الآن في الجوار من الجهتين إلى اقتراب بعض الدول أكثر فأكثر نحو التعويل ليبيا على القوة الأكثر انسجاما مع عدة دول في المنطقة وفي العالم ومنها بريطانيا، في المستجدات، وعلاوة على صعوبة السماح بفلتان كبير للأمور في ليبيا يمنع إجراء الانتخابات رغم محاولات البعض التأجيل واستحثاث الوساطات، هذا دون أن نتحدث لا عن فرنسا وأميركا ولا عن مصر ولا عن تركيا التي تقع تحت كسر الأجنحة من كل الجهات، اتضحت الرؤية بما يسمح، مع العزل الاستخباري لعوامل التشويش ومزيد تثبيت اتجاه الدولة والشعب نحو مرحلة أخرى بقطع النظر عن بعض القلاقل البسيطة التي قد تزعج البيئة الاستراتيجية المحيطة لتونس، اتضحت بما يسمح بالمرور إلى الخطوة المقبلة.
اتضحت الرؤية، نكرر، إلى حد كبير في خصوص الوضع الأمني والسياسي في تونس والجزائر وليبيا هذين اليومين وجرت مياه كثيرة في نهر الدفع نحو الاستقرار مهما كانت القلاقل. ولهذا سيتمكن رئيس الجمهورية حسب رأينا من الاقدام على خطوة البيان الموجه إلى الشعب بشكل أكثر بعدا عن اللايقين وأكثر قربا إلى تحصين تعهدات قابلة للتنفيذ. وبالتالي يمكن موضوعيا أن نتابع البيان الرئاسي غدا أو بعد غد، إلا إذا كان ثمة ماهو أهم في شؤون الدولة التونسية في الأمور العاجلة والطوارئ. مع ان تونس لا تحتاج أي عجلة ولا غالبية شعبها قلق على القرار وجهة القرار ووجهة القرار. 
نحن نظن أن لا قدرة لأحد على زعزعة أمننا مستقبلا. ففي أكتوبر قمة عربية في الجزائر وفي نوفمبر قمة فرنكوفونية في تونس وانتخابات محلية وانتخابات الولايات في الجزائر. وفي ديسمبر ثمة إمكانية استفتاء في تونس وانتخابات في ليبيا. وهذا تحليلنا وتقديرنا للأمور الأفضل لبلدنا وشعبنا وبشيء من الانحياز إلى وجهة نظر محددة.

وعلى كل ذلك، يحق للدولة التونسية، بل عليها، أن تستعرض كل قوتها المعنوية بهدوء واثق يصل عين من يجب أن يصل إليه لوضع حد للجرائم العظمى وطي صفحة الماضي وسد باب التدخل الخارجي بتصعيد مؤشرات استعراض القرار السيادي والاستعداد التام للقيام بما يلزم ومزيد فتح باب الأمل عند غالبية الشعب وردع الأعادي. أما رئيس الجمهورية في حد ذاته فهو لا يبكى على كل ما يتباكى عليه غيره. انتقده منتقدوه بشدة لأنه لم يفعل وعندما فعل نال، إلى جانب كونه محل ثقة من قبل، نال ثقة أخرى واسعة وتراكمية شاركت فيها روافد كثيرة وأتى هو في الوقت المناسب وشارك وتقدم ونجح ووصل ذروة الانعطافة الكبرى وانجزها. وبالتالي فهو الأجدر في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة أي المدة المقبلة، ونقطة على آخر السطر. وليكن الأهم الآن الانكباب على توسيع دائرة المساهمة في تحقيق الأهداف الكبرى وتوسيع قوس الفاعلين وتجاوز قضية الأفراد والتركيز على روح القيادة الوطنية الجماعية للنجاحات التي تحققها عدة مؤسسات دولة تعمل بالليل وبالنهار بسواعد الشرفاء الأحرار في كل مجال.
قد تكون الظروف الموضوعية بما فيها المالية والاقتصادية واستعدادات الأشهر المقبلة جاهزة ومواتية بنسبة معقولة تمكن من التقدم خطوة أخرى إلى الأمام في المستوى التنفيذي وفي مستوى المحاسبة وفي مستوى الخيارات الدستورية والقانونية المقبلة. والقادم أفضل بإذن الله.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

إن آخر ما يتبادر إلى الذهن تحليل ما يجري في الجامعات الأمريكية.
21:21 - 2024/04/27
قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22
تصاعدت منذ انطلاق طوفان الأقصى وتيرة مواجهة الكيان الصهيوني من خارج فلسطين وأصبحت ظاهرة بارزة بصد
07:00 - 2024/04/21
لم يكن قصف القنصلية الايرانية في دمشق عملا عبثيا وانما عملا مخطط له هدفه خلط الاوراق اقليميا ودول
07:00 - 2024/04/21
-إذا كان الوعي من أعمال العقل،وإذا كان العقل يغلب عليه التشاؤم أحيانا،وهو يحلّل ويستقرئ ببرود وحي
09:16 - 2024/04/15