من يخاف من الاستفتاء سنة 2021 هو نفسه من خاف الشهداء سنة 2011

من يخاف من الاستفتاء سنة 2021 هو نفسه من خاف الشهداء سنة 2011

تاريخ النشر : 21:10 - 2021/08/26

بلا تردد مجاميع الإحصاءات كما قال أحد المناضلين الذي أوحى إلينا بالعنوان. بلا تردد جماعة صفر ديمقراطية إذا لم تكن تناسب حصولي على مقعد. بلا تردد، الوطن والشعب هما آخر ما يمكن التفكير فيه عند هؤلاء أمام حتمية الخروج بخفي حني في أي انتخابات لاحقة بعد الاستفتاء إذا لم يقنعوا شعبنا. هؤلاء يخافون الشعب في الحقيقة، ونقصد دائما غالبية الشعب وليس كل سكان ومواطني الوطن. وهكذا جالت في الذاكرة فكرة نشرناها على موقع الحوار المتمدن في 7 مارس 2011 بعنوان "من يخاف من الشهداء؟ ". وقتذاك كنا ننادي بتمثيل عائلات الشهداء والشباب والنساء والمنظمات... في انتخابات المجلس التأسيسي على اعتبار كل الجمهورية التونسية دائرة واحدة. وكان المقال مفتتحا بما يلي:
"ولعل الحكمة الساخرة التي يتشدّق بها الليبراليون في الغرب، تلك القائلة بان الحسّ الديمقراطي في الدول العربية مقتصر على النخبة الليبرالية دون الطبقة الشعبية قد أثبت فشله الذريع.... لا بدّ إذن من أن لا تكون النسخة مشابهة لرائعة اغاتا كريستي: "وكأن شيئا لم يكن" ". (سلافوي جيجاك، 4 فيفري 2011).
"لا شيء يشبه ما يحصل الآن في تونس... ترفض إسرائيل ومعها أمريكا رفضا قاطعا وعميقا وُمهينا كل تطلعات الشعوب العربية إلى الديمقراطية... وان القوى التي تتحكم بآلية الانتقال أو التغيير لا تريد ديمقراطية حقيقية" (نعوم تشومسكي، أمريكا وإسرائيل في ورطة بسبب ما يحدث في العالم العربي، مارس 2011 ). 
وبعد عشر سنوات وبعد 25 جويلية 2021 نقف على العبرة ذاتها. ونحاول التوجه إلى من لم يغيرهم حتى الرصاص، لا رصاص ارتقاء شهداء الانتفاضات ولا رصاص ارتقاء شهداء الإرهاب: لا تقزيم لجماهير شعبنا بعد اليوم ولا تراجع ولا استهانة بالذكاء المشترك والتساوي أمام العقل والثقة بعقول عموم المواطنين والمواطنات والعدالة الديمقراطية والمساواة أمام الحق الديمقراطي والتعددية الاجتماعية والشعبية ولو أفتى المفتون بأتعس نماذج الديمقراطيات. وفي كل الأحوال لا سبيل إلى وهم توقع ركون الشعب وعدم خروجه مرة أخرى لفرض حقه ألأغلبي والمطلق في اختيار ما يراه مناسبا وإبعاد ما لا يراه مناسبا وبناء نظام آخر، بناء الدولة أبعد من كل التنظيمات التي لا تنسجم مع الإرادة الشعبية وفوق الجميع وأبعد وأعلى من السياسة نفسها.
منذ ذلك الوقت ونحن نقول "من المؤسف التشدق بمقولة الكفاءة التكنوقراطية (سلطة التقنية) أو الجيريسقراطية (سلطة القانون أو الحق بالمعنى القانوني) وهؤلاء يهللون لنهايتهم بأنفسهم بدل تجديد حضورهم الوطني والنضالي بين الناس ومعهم. 
كنا نأمل حرفيا بأن يبقى الأهم" تحضير شعبنا لهذه المرحلة وتحقيق الحد الأدنى من التطلعات السياسية والاجتماعية الطوفانية من الأمل الديمقراطي إلى الطمأنينة إلى أمل الحياة". ولا شيء من هذا حصل ونحن على بعد عشر سنوات. ويا سبحان الله كم رددنا سنة 2011 وفي نفس النص: "فلنشترك ما استطعنا في مواجهة الديمقراطية المضادة والمكابِرة والكاذبة ولنتجنب الفساد الديمقراطي والشلل والتعطيل وديمقراطية التسلية والتهريج اللاعبة على الشعب باسم الشعب وباسم لعب الشعب مع الشعب بواسطة الشعب... فالخير المشترك والمصلحة العامة والشأن المشترك قبل الديمقراطية الكاريكاتورية. والتعبير عن المشترك هذا هو الحق الديمقراطي الأساسي وهو موضع الامتحان الحقيقي على أرضية الأخلاق والسياسة بلا هامش أو سلب ولا استيعاب واستقطاب والمشترك أعمق وأقوم من مجرد التعدّد والتعدّدية". 
وحتى قيام ذلك نذكر بمعنى ما قاله جيفرسون ذات يوم: التمرد شيء جيد بين حين وحين، وضروري في العالم السياسي مثل العواصف في الحياة... إنه الدواء اللازم لصون صحة الحكم. وعليه، توجب العمل دوما وبلا انقطاع على تحويل الوثيقة الثورية الشعبية الواقعية إلى وثيقة ثورية دستورية تمارس وتطبق في الواقع من خلال دستور التونسيين من الشهداء إلى الشهداء إلى الشهداء ما قبل الاستقلال وما بعده وبينهما كل الانتفاضات.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

إن الهدف الرئيسي من تقديم هذه المعطيات المجمعة حول الخسائر الاقتصادية والمالية للعدو من عدة مصادر
00:12 - 2024/05/03
إن آخر ما يتبادر إلى الذهن تحليل ما يجري في الجامعات الأمريكية.
21:21 - 2024/04/27
قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22