مع الشروق .. خدعة صفقة تحرير الرهائن

مع الشروق .. خدعة صفقة تحرير الرهائن

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/05/05

تريد إسرائيل ضرب عصفورين بحجر  واحد، فهي من جهة تريد القضاء على حركة  حماس و من جهة ثانية تريد إنقاذ ما تبقّى من الأسرى الذين  استطاعت المقاومة أسرهم في السابع من أكتوبر.  ومع محاولات  تعويم المسألة إعلاميا  قطريا ومصريا عن وجود تقدّم كبير في مفاوضات إطلاق الأسرى  من الجانبين ومحاولات الإيهام بأن المسألة باتت قريبة المنال، لا يغيّر المحتل الإسرائيلي  خطابه في اقتحام رفح و تهديد حياة مليون شخص قابعين فيها هربا من جحيم العدوان. و يتقاسم الحليف الأمريكي  ذات الرؤى مع الشريك الصهيوني  في ملف اجتياح رفح، فيما يصمت الوسطاء العرب عن هذه المسألة و يركّزون جهودهم  على  إطلاق الأسرى الصهاينة دون  الحصول على ضمانات لوقف العدوان بصفة نهائية و إطلاق الأسرى الفلسطينيين، و الانسحاب من القطاع. و تدرك المقاومة أن الحليفين الأمريكي و الصهيوني  يناوران  من أجل ضمان إطلاق الأسرى الصهاينة و عدم الالتزام بوقف عملية اجتياح رفح بصفة واضحة وصريحة.  كما  تدرك أن الوسيطين العربيين مصر وقطر، تضغطان عليها من أجل إنهاء مسألة الأسرى الصهاينة الذين وقع أسرهم في حالة حرب وليس مجرد اختطاف تقوم به عصابات منظمة. ولذلك فالمقاومة تناور أيضا بشروطها التي تسمح لها بالخروج من المعركة دون أن يحقق العدو الصهيوني أي هدف من أهدافه الاستراتيجية. الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، أكد أن المقاومة تدير عملية التفاوض في الوصول لاتفاق إطلاق النار، بفهم دقيق وذكاء عميق في إدارة الملف. وقال البرغوثي في تصريحاتٍ صحفيةٍ: إن “صمود الشعب الفلسطيني، ومقاومته الباسلة، مثّل أكبر انتصار في إفشال مخطط الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه التي أعلن عنها”. وأوضح أن ما جرى ينبغي أن يشكل مدخلًا لتوحيد كل الطاقات الفلسطينية، في مرجعية سياسية وطنية، تحقق إدارة المواجهة بكل وسائلها الشاملة. مشيرا إلى أن منظمة التحرير ينبغي أن تضم الآن كل الأطياف السياسية وأن تمثل شراكة حقيقية للكلّ الوطني الفلسطيني، وهذا المطلوب الفوري في ضوء ما جرى. ولفت إلى أنّ الاحتلال ومن خلفه الإدارة الامريكية تتعرض لضغوط كبيرة، لوقف إطلاق النار، “ولهذا نأمل أن نصل إليه قريبًا”. 
هكذا يجب أن تدار معركة  المفاوضات دون القفز  على حقائق الأرض، والتي فيها  رغبة جنونية في اقتحام رفح وبسط السيطرة  على كامل القطاع. إن الكيان الصهيوني هو كيان مخادع  و لا أمان له و لا عهود ولا مواثيق، كما هو الحال للوسيط الأمريكي الذي يتعهد برعاية  الاتفاق إن تم توقيعه. فمن المعلوم أن أمريكا هي شريكة في الجريمة وليست وسيطا محايدا. بل إنّها المتسبب الرئيسي في كل ما حدث وسيحدث مستقبلا. ففي كل مرة تريد واشنطن تسويق نفسها كونها قوة خير في المنطقة وأنها مع إقامة دولة فلسطينية ولكنها تثبت في أكثر من مرة أنها قوة خداع ومكر.  
كمال بالهادي    
 

تعليقات الفيسبوك