مع الشروق .. فشل استراتيجي ذريع للصهاينة في غزّة

مع الشروق .. فشل استراتيجي ذريع للصهاينة في غزّة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/05/18

يبدو أن الرياح لا تجري بما تشتهي سفن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي كان يمنّي نفسه منذ بداية العدوان على غزّة بتدمير غزّة  وتهجير أهلها ثم السيطرة عليها عسكريا لتكريس احتلال جديد  لهذا القطاع ، مثلما احتل أسلافه 80 بالمائة من أراضي الفلسطينيين منذ النكبة  لتشييد هذا الكيان المجرم القائم على الدعم الأمريكي والغربي .
فكل مخطّطات نتنياهو انكسرت اليوم أمام إرادة أهل غزّة الذين تشبثوا بأرضهم و رفضوا التهجير واختاروا الاستشهاد في القطاع بدل الهروب إلى أي مكان آخر . وأمام هذا الصمود التاريخي تبعثرت أوراق الصهاينة وانهارت كل مشاريعهم الاستعمارية الجديدة وبات "اليوم التالي" لما بعد الحرب بمثابة كابوس حقيقي لقادة الاحتلال الذين عجزوا عن وضع استراتيجية قابلة للتنفيذ .
هذا الإخفاق الاستراتيجي الذريع  الذي مُنّي به كيان الاحتلال ،  عبّر عنه نتنياهو باعترافه أمس بفشل حكومته في فرض بديل لحركة المقاومة الإسلامية حماس في إدارة قطاع غزة. وأضاف أن الحديث عن اليوم التالي مجرد كلام فارغ من المضمون ما دامت حركة حماس قائمة...
ويبدو أن هذا الإقرار بعدم قدرة كيانه المأزوم والمهزوز على حكم غزّة هو اعتراف صريح بفشل أهداف الاحتلال في غزّة، وتأكيد على تعافي المقاومة وقدرتها على الصمود ومواجهة جيش الاحتلال بكل اقتدار وكفاءة ، وهو ما تترجمه الملاحم البطولية التي تقودها المقاومة في كل محاور القتال ، ولعل الانسحاب الاسرائيلي قبل أيام من حيّ الزيتون خير دليل على تعافي المقاومة وحسن إدارتها للمعارك وقلب الموازين العسكرية بعد 8 أشهر من الحرب .
ورغم أن الاحتلال يبرّر عجزه عن حكم غزّة بالتكاليف الباهظة والتي تقدر بحوالي 6 مليارات دولار سنويا ، الا ان البعض يرى ان هذا القرار الصهيوني نابع من حالة الانكسار التي بات عليها الاحتلال سياسيا وعسكريا اضافة الى العزلة الدولية التي تواجه خيارات الصهاينة مقابل الدعم الشعبي الدولي الذي تحظى به غزّة  والقضية الفلسطينية عموما .
فالكيان الصهيوني بات اليوم في وضع لا يحسد عليه على جميع المستويات ،و في آخر تقييم إسرائيلي لمسار الحرب في قطاع غزة، نشرت صحيفة معاريف العبرية استعراضاً لمجريات الحرب أشارت فيه إلى أنه ومنذ السابع من أكتوبر و"إسرائيل" في حالة طوارئ، ولم يقتصر الأمر على عدم تحقيق أهداف الحرب، بل إنّ وضع "إسرائيل" بعد هذه الأشهر من الحرب أسوأ ممّا كان عليه يوم السابع من أكتوبر. وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل" لا تمرّ بأزمة أو وقت صعب فقط، بل هي تعيش الخطر الوجودي...هذا التقييم الكارثي لمجريات الحرب بات متداولا بكثرة في الأوساط السياسية في الكيان المحتل وسط إقرار بأن معارك طوفان الأقصى المباركة التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي تمثل بداية نهاية كيانهم المزعوم .
وفي العموم ، يبدو أن المشهد في غزة اليوم بات أكثر وضوحاً، حيث يظهر أن المقاومة والشعب في غزة لن يستسلموا ويعملون على إفشال جميع مشاريع نتنياهو التي تعتمد على التهجير واحتلال القطاع. ومن الطبيعي أن تكون نتيجة كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدّمتها غزة الانتصار على الكيان المحتل وداعميه مهما طال الزمن .
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك