سلفي..
"سلفي" هو عنوان الكتاب الجديد للكاتبة والإعلاميّة الصّديقة علياء رحيم  والصّادر مؤخّرًا عن أوتار للنّشر تبر الزّمان في طبعة أنيقة.  وقد سبق أن نشرت  ثلاث مجموعات قصصيّة : "طين وبلّور"(1994)، " الخيبة تسبق الموت" (1998) والعوسج يتبرّأ من ظلّه (2001) ومجموعتين شعريّتين :" اسمك لا يدلّ عليك" (2008) و" بماذا تعدني أيّها اللّيل؟" 2013"
"سلفي" تضمّن 16 لوحة قصصيّة  اشتركت في تيمة القلق في مُواجهة واقعنا التّونسي المذبوح من الوريد إلى الوريد، ولعلّ الكاتبة وهي تضع العنوان موضع نكرة  تؤكّد على إشكاليّة مركز في نصوصها الجديدة، إشكاليّة  القلق ممّا يجري في البلاد، في الشّوارع والمؤسّسات ،في السّياسة والمجتمع، في المصير الذي بشّعه المُتاجرون بكلّ شيء، بالدّين، بالأخلاق وبالإنسان. نقلت لنا رحيم اليوميّ الفجّ والمعتوه والرّخيص الوافد على بلاد لا تُفرّطُ في الحبّ والحريّة والشّموخ.
شخصيّات اللّوحات القصصيّة بسيطة ومُركّبة، واقعيّة وخياليّة، تُقاومُ في الغالب سفالة ما يجري من خيانات، تُقاتل بوعي وسرياليّة مُنفلتة من أورام التّفتيت والفاشيّة الجديدة المُجهضة للتنوّع والتعدّد والمُكرّسة للعنف والفوضى والكراهية.
" سلفي" حكاية وطن مغدور وموجوع، كتبتها رحيم، كما عرفتُها، بانفلات وتمرّد ومقاومة.
شُكرًا علياء رحيم على هذه اللّوحات التي تسرد تفاصيلنا المنسيّة، تفاصيلنا السّوداء.