مع الشروق ..ليبيا... صراع حتى آخر رصاصة»

مع الشروق ..ليبيا... صراع حتى آخر رصاصة»

تاريخ النشر : 08:30 - 2020/05/06

تقع ليبيا منذ العدوان الكبير عليها سنة 2011ضحية صراعات داخلية وإقليمية ودولية حادة أغرقتها في مستنقع من الحرب التي لا نهاية لها حتى آخر رصاصة.
في الأزمة الليبية غذّى صراع مصالح القوى الكبرى هناك الحرب الدائرة في ليبيا وزاد من تعقيدها وتشعّبها عبر فتح المجال أمام صراع اقليمي إيديولوجي دموي.
وتقاعس المجتمع الدولي والقوى الكبرى في إرساء السلام في ليبيا غذى الصراع الإقليمي الذي بدوره غذى الصراع الداخلي ووضع البلاد أمام شبح التقسيم.
هذا الصراع الإقليمي الإيديولوجي الممزوج بالمصالح والنفوذ  يقوم على تنافس مشروعين متناقضين يسعى كل أحد منهما لإفناء الآخر تماما وليس التعايش معه على قاعدة ديمقراطية بحتة.
فبينما يقوم المشروع الأول  على إرساء سلطة عسكرية قوية وتدعمه أساسا كل من مصر والإمارات ويقوده المشير خليفة حفتر،يقوم المشروع الثاني على ترسيخ موطئ قدم للإخوان المسلمين وتدعمه قطر وتركيا ويقوده فائز السراج وحلفاؤه.
هذين المشروعان هما في صراع وجودي ولا يريدان لليبيا أن تتسع لكليهما وللتعددية بل ان تتسع لأحدهما كلف ذلك ما كلّف.
ولو بقي الأمر على الصراع الدولي الذي هو صراع براغماتي قائم على المصالح الاقتصادية والجيوسياسية وليس صراع إيديولوجي،لقسمت الكعكة هناك ودب الأمن والأمان وانتهى الأمر.
هنا اذن يبدو أن الصراع الدولي اصطدم بصراع اقليمي حاد يخيّر الحرب على السلام والحوار لحسم الأمور لصالحه أولا ولإنهاء المشروع الخصم تماما ثانيا.
وهذا تحديدا ما كشف عنه مؤخرا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون الذي أعلن أن ليبيا كانت قاب قوسين أو أدنى من احلال السلام بمبادرة جزائرية ولكن جهات لم يسمها ويبدو أنها اقليمية عطلت الأمر.
ويعتقد تبّون أن "هناك من عطل الجهود الجزائرية، لأنه يعتقد أن ذلك سيكون نجاحا دبلوماسيا وبروزا لها في المنطقة"، دون تحديد المعني بكلامه.
الواضح من كلام تبون أن أصحاب هذين المشروعين في ليبيا ولو أن أحدهما بدرجة أقل يرفضان ويحبطان كل المبادرات الدولية والاقليمية لحل الازمة ويفضلان صراع إما أنا أو أنت حتى آخر رصاصة.
وفي خضم كل هذا العبث ، يدفع الشعب الثمن باهظا فهو بالإضافة إلى الموت اليومي، بلا كهرباء أو ماء أو غذاء أو دواء.
بدرالدين السّيّاري
 

تعليقات الفيسبوك