مع الشروق.. انتفاضة أقصى جديدة... في الأفق
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/01/03
لم تتأخر «ثمار» عودة نتنياهو إلى رئاسة حكومة الكيان الصهيوني في الظهور. حكومة متطرفة ضمت المتطرفين الدينيين وأعطتهم مواقع متقدمة في الحكومة حتى يتمكنوا من تنفيذ معتقداتهم.. وهي تبدأ وتنتهي عند استهداف المعالم الاسلامية في طليعتها المسجد الأقصى.
ولم تكد الحكومة الصهيونية الجديدة تمسك بمقاليد الحكم حتى أعلن ما يسمى وزير الأمن الاسرائيلي نيته اقتحام الأقصى اليوم أو غدا.. في خطوة استفزارية هي بمثابة الصاعق الذي قد يفجّر الأوضاع في الأراضي المحتلة وقد يغرق المنطقة في بحر من الدم والدمار.. وقد استبقت حركة ـ حماس ـ الخطوة الصهيونية بتأكيدها أنها لن تتسامح مع أي خطوة صهيونية متهورة تستهدف الأقصى.. وهو تأكيد يعيد إلى الأذهان آخر مواجهة بين الصهاينة وفصائل المقاومة على خلفية أحداث حي الشيخ جراح.. وقد أقدمت حركة ـ حماس ـ على تجسيد تهديداتها من خلال ابلاغ الجانب المصري الوسيط في التهدئة الأخيرة بين الحركة واسرائيل أنها لن تسكت وسترد على أي استفزاز يقوم به وزير الأمن الصهيوني المتطرف..
يخطئ من يعتقد أن الوزير المتطرف يتحرك وفقا لقناعات شخصية أو أنه يتحرك وفقا لتوجهات حزبه اليميني المتطرف.. بل انه لم يكن ليفكر في الاقدام على خطوة مشابهة لو لم يتلق ضوءا أخضر من رئيس الوزراء نتنياهو ولو أنه لم يتلق وعدا صريحا منه بإطلاق يديه في القدس المحتلة وفي الأقصى تحديدا مكافأة له على دعم نتنياهو للظفر بفرصة وأحقية تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة. وبذلك يصطاد رئيس الوزراء الصهيوني أكثر من عصفور بحجر واحد.. فهو يرجح كفّته داخل الحلبة السياسية من جهة.. وهو يستقوي بجهة أكثر تطرفا منه تمكنه من الاختفاء وراءها لتمرير كل سياساته ومخططاته. وفي طليعتها مسعاه البيّن لتقويض ما بقي من مسار السلام من ثم الاتجاه إلى تركيع المقاومة الفلسطينية في سياق سعيه إلى فرض «السلام الصهيوني» على الشعب الفلسطيني. وهذا سلام يقوم على الاحتفاظ بالأرض الفلسطينية والتمادي في سياسة الاستيطان تحقيقا لـ«يهودية» إسرائيل والحصول على السلام والتوجه نحو تعويم كل الأنظمة العربية في ما يسمى «اتفاقية ابراهام». والتي جرّت عديد الدول العربية إلى معسكر التطبيع مع الكيان الصهيوني مع أنه لا يزال يحتل الأراضي الفلسطينية بما فيها الأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين علاوة على احتلاله هضبة الجولان السورية وأجزاء من الأراضي اللبنانية.. كل هذا علاوة على سعي الصهاينة المحموم إلى تكريس تقسيم الأقصى وهو ما تشي به اقتحاماتهم المتكررة لهذا المعلم الديني الاسلامي.
إن مثل هذه الخطوات المتهورة وبعيدا عن مخططات حكومة نتنياهو وتوزيع الأدوار الذي تعمد إليه لتمرير هذه المخططات سوف لن تفضي إلا إلى اشعال حريق كبير قد يعرف الصهاينة متى يشعلونه ولكنهم تأكيدا لا يعرفون مداه الجغرافي ولا الزمني.. وسوف يتلقى الاحتلال درسا قاسيا من رجال المقاومة ومن أبناء الشعب الفلسطيني الذين أكدوا مرارا وتكرارا أنهم دائما ما يلبون النداء حين ينادي الأقصى. وليتذكر الصهاينة انتفاضة الأقصى السابقة وليستعدوا لانتفاضة جديدة أشد زخما وأقوى تهديدا لاستقرار هش بطبعه.
عبد الحميد الرياحي
لم تتأخر «ثمار» عودة نتنياهو إلى رئاسة حكومة الكيان الصهيوني في الظهور. حكومة متطرفة ضمت المتطرفين الدينيين وأعطتهم مواقع متقدمة في الحكومة حتى يتمكنوا من تنفيذ معتقداتهم.. وهي تبدأ وتنتهي عند استهداف المعالم الاسلامية في طليعتها المسجد الأقصى.
ولم تكد الحكومة الصهيونية الجديدة تمسك بمقاليد الحكم حتى أعلن ما يسمى وزير الأمن الاسرائيلي نيته اقتحام الأقصى اليوم أو غدا.. في خطوة استفزارية هي بمثابة الصاعق الذي قد يفجّر الأوضاع في الأراضي المحتلة وقد يغرق المنطقة في بحر من الدم والدمار.. وقد استبقت حركة ـ حماس ـ الخطوة الصهيونية بتأكيدها أنها لن تتسامح مع أي خطوة صهيونية متهورة تستهدف الأقصى.. وهو تأكيد يعيد إلى الأذهان آخر مواجهة بين الصهاينة وفصائل المقاومة على خلفية أحداث حي الشيخ جراح.. وقد أقدمت حركة ـ حماس ـ على تجسيد تهديداتها من خلال ابلاغ الجانب المصري الوسيط في التهدئة الأخيرة بين الحركة واسرائيل أنها لن تسكت وسترد على أي استفزاز يقوم به وزير الأمن الصهيوني المتطرف..
يخطئ من يعتقد أن الوزير المتطرف يتحرك وفقا لقناعات شخصية أو أنه يتحرك وفقا لتوجهات حزبه اليميني المتطرف.. بل انه لم يكن ليفكر في الاقدام على خطوة مشابهة لو لم يتلق ضوءا أخضر من رئيس الوزراء نتنياهو ولو أنه لم يتلق وعدا صريحا منه بإطلاق يديه في القدس المحتلة وفي الأقصى تحديدا مكافأة له على دعم نتنياهو للظفر بفرصة وأحقية تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة. وبذلك يصطاد رئيس الوزراء الصهيوني أكثر من عصفور بحجر واحد.. فهو يرجح كفّته داخل الحلبة السياسية من جهة.. وهو يستقوي بجهة أكثر تطرفا منه تمكنه من الاختفاء وراءها لتمرير كل سياساته ومخططاته. وفي طليعتها مسعاه البيّن لتقويض ما بقي من مسار السلام من ثم الاتجاه إلى تركيع المقاومة الفلسطينية في سياق سعيه إلى فرض «السلام الصهيوني» على الشعب الفلسطيني. وهذا سلام يقوم على الاحتفاظ بالأرض الفلسطينية والتمادي في سياسة الاستيطان تحقيقا لـ«يهودية» إسرائيل والحصول على السلام والتوجه نحو تعويم كل الأنظمة العربية في ما يسمى «اتفاقية ابراهام». والتي جرّت عديد الدول العربية إلى معسكر التطبيع مع الكيان الصهيوني مع أنه لا يزال يحتل الأراضي الفلسطينية بما فيها الأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين علاوة على احتلاله هضبة الجولان السورية وأجزاء من الأراضي اللبنانية.. كل هذا علاوة على سعي الصهاينة المحموم إلى تكريس تقسيم الأقصى وهو ما تشي به اقتحاماتهم المتكررة لهذا المعلم الديني الاسلامي.
إن مثل هذه الخطوات المتهورة وبعيدا عن مخططات حكومة نتنياهو وتوزيع الأدوار الذي تعمد إليه لتمرير هذه المخططات سوف لن تفضي إلا إلى اشعال حريق كبير قد يعرف الصهاينة متى يشعلونه ولكنهم تأكيدا لا يعرفون مداه الجغرافي ولا الزمني.. وسوف يتلقى الاحتلال درسا قاسيا من رجال المقاومة ومن أبناء الشعب الفلسطيني الذين أكدوا مرارا وتكرارا أنهم دائما ما يلبون النداء حين ينادي الأقصى. وليتذكر الصهاينة انتفاضة الأقصى السابقة وليستعدوا لانتفاضة جديدة أشد زخما وأقوى تهديدا لاستقرار هش بطبعه.
عبد الحميد الرياحي
