مع الشروق.. الدب الروسي يكشّر عن أنيابه
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/02/23
إن كان هناك أمر يمكن استخلاصه من الأزمة الثلاثية المندلعة بين روسيا من جهة وأوكرانيا وأمريكا والأوروبيين من جهة أخرى، أنه لا يمكن حشر الدّب في الزاوية أبدا خاصة اذا لم يكن هناك أمامه الا مخرج وحيد.
من هنا تحديدا، لم تثن كل التهديدات الاقتصادية والعسكرية التي لوّح بها مرارا وتكرارا القادة الأمريكيين والبريطانيين والأوروبيين في وجه روسيا، الرئيس الروسي عن تنفيذ ما يراه أمرا لازما تجاه أوكرانيا.
فلاديمير بوتين الذي يعتبر أوكرانيا جزأ لا يتجزأ من روسيا، راوغ الغرب بنجاح منقطع النظير -وهو سيّد لعبة "حافة الهاوية"- طيلة الايام الفارطة حين ترك الغرب تائهين أمام خططه تجاه كييف.
ففي حين انتظر الغرب وخاصة أمريكا غزوا شاملا لأوكرانيا يضع موسكو بالتالي في موضع المعتدي على دولة ذات سيادة مما يعرّض موقفها أمام المجتمع الدولي للاهتزاز والادانة.
قام بوتين بخطة ذكية عبر الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، وبالتالي إيجاد مدخل شرعي لدخول قواته العسكرية الى هذه المناطق في صورة مهاجمة كييف لها لإعادتها تحت السيادة الأوكرانية.
وهذه الخطوة هي مقدّمة لمواجهة شاملة مع اوكرانيا في صورة تطوّر الامور نحو حرب حقيقية هي في الأصل الهدف الرئيسي لواشنطن التي تريد جرّ موسكو اليها جرّا لضرب علاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الأوروبيين.
كان واضحا منذ البداية، أن روسيا بوتين تعتبر أوكرانيا خطا أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كلّف الثمن، فارتماء الأخيرة في حضن "الناتو" يعني آليا أن أمريكا تحديدا أصبح لها حدود ادارية مع موسكو.
كما يعني أيضا أن موسكو وأغلب مجالها الجغرافي أصبح تحت عين "الناتو" من رادارات وطائرات بلا طيار وصواريخ باليستية وقواعد عسكرية وهو ما لا يمكن لموسكو أن تسمح به أبدا مهما كانت العقوبات والتهديدات.
فموسكو تعرف جيّدا وهي التي جرّبت سابقا العقوبات الغربية القاسية عليها عند سيطرتها على القرم سنة 2014، أن توسّع "الناتو" شرقا بلغ مرحلة يمكن معها تحدّي اي عقوبات جديدة مهما كانت قسوتها في سبيل صدّه.
وكما هضمت موسكو العقوبات السابقة وتأقلمت معها، فإنها بالتأكيد تضع العقوبات الجديدة في الحسبان وتعرف جيّدا مدى حاجة الأوروبيين اليها فيما يتعلّق بالتزوّد بالغاز (نورد ستريم 2) مربط الفرس الذي يثير جنون الارتياب لدى واشنطن.
ومما لا شكّ فيه أن أزمة أوكرانيا ستكون عنوانا جديدا لعديد الصراعات الدولية منها ما يتعلّق بانهيار عالم القطب الواحد وعودة الحرب الباردة وما يتعلّق بحرب الغاز التي ستكون حرب المستقبل بامتياز.
بدرالدّين السّيّاري
إن كان هناك أمر يمكن استخلاصه من الأزمة الثلاثية المندلعة بين روسيا من جهة وأوكرانيا وأمريكا والأوروبيين من جهة أخرى، أنه لا يمكن حشر الدّب في الزاوية أبدا خاصة اذا لم يكن هناك أمامه الا مخرج وحيد.
من هنا تحديدا، لم تثن كل التهديدات الاقتصادية والعسكرية التي لوّح بها مرارا وتكرارا القادة الأمريكيين والبريطانيين والأوروبيين في وجه روسيا، الرئيس الروسي عن تنفيذ ما يراه أمرا لازما تجاه أوكرانيا.
فلاديمير بوتين الذي يعتبر أوكرانيا جزأ لا يتجزأ من روسيا، راوغ الغرب بنجاح منقطع النظير -وهو سيّد لعبة "حافة الهاوية"- طيلة الايام الفارطة حين ترك الغرب تائهين أمام خططه تجاه كييف.
ففي حين انتظر الغرب وخاصة أمريكا غزوا شاملا لأوكرانيا يضع موسكو بالتالي في موضع المعتدي على دولة ذات سيادة مما يعرّض موقفها أمام المجتمع الدولي للاهتزاز والادانة.
قام بوتين بخطة ذكية عبر الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، وبالتالي إيجاد مدخل شرعي لدخول قواته العسكرية الى هذه المناطق في صورة مهاجمة كييف لها لإعادتها تحت السيادة الأوكرانية.
وهذه الخطوة هي مقدّمة لمواجهة شاملة مع اوكرانيا في صورة تطوّر الامور نحو حرب حقيقية هي في الأصل الهدف الرئيسي لواشنطن التي تريد جرّ موسكو اليها جرّا لضرب علاقاتها الاقتصادية المتنامية مع الأوروبيين.
كان واضحا منذ البداية، أن روسيا بوتين تعتبر أوكرانيا خطا أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كلّف الثمن، فارتماء الأخيرة في حضن "الناتو" يعني آليا أن أمريكا تحديدا أصبح لها حدود ادارية مع موسكو.
كما يعني أيضا أن موسكو وأغلب مجالها الجغرافي أصبح تحت عين "الناتو" من رادارات وطائرات بلا طيار وصواريخ باليستية وقواعد عسكرية وهو ما لا يمكن لموسكو أن تسمح به أبدا مهما كانت العقوبات والتهديدات.
فموسكو تعرف جيّدا وهي التي جرّبت سابقا العقوبات الغربية القاسية عليها عند سيطرتها على القرم سنة 2014، أن توسّع "الناتو" شرقا بلغ مرحلة يمكن معها تحدّي اي عقوبات جديدة مهما كانت قسوتها في سبيل صدّه.
وكما هضمت موسكو العقوبات السابقة وتأقلمت معها، فإنها بالتأكيد تضع العقوبات الجديدة في الحسبان وتعرف جيّدا مدى حاجة الأوروبيين اليها فيما يتعلّق بالتزوّد بالغاز (نورد ستريم 2) مربط الفرس الذي يثير جنون الارتياب لدى واشنطن.
ومما لا شكّ فيه أن أزمة أوكرانيا ستكون عنوانا جديدا لعديد الصراعات الدولية منها ما يتعلّق بانهيار عالم القطب الواحد وعودة الحرب الباردة وما يتعلّق بحرب الغاز التي ستكون حرب المستقبل بامتياز.
بدرالدّين السّيّاري
