سياسة التداعي للأمواج المتلاطمة قد تجعل كل البحر دوامة

سياسة التداعي للأمواج المتلاطمة قد تجعل كل البحر دوامة

تاريخ النشر : 20:42 - 2020/10/04

هل يمكن تحويل ديناميكية كوفيد 19 إلى ستاتيكية وتحويل تأخرنا في المعركة إلى تقدم؟ وهل نحن حقيقة في وضع مواجهة ديناميكي أم هي سياسة تداع غير مقصود للأمواج المتلاطمة؟
تطبق الحكومة سياسة مواجهة لفيروس كورونا يصفها وزير الصحة دائما وفي كل تصريح بكونها ديناميكية؛ ديناميكية العمل على السيطرة على انتشار الفيروس من جهة والعمل على تطوير أدوات مواجهته من جهة أخرى. طيب، ولكن الحقيقة تقول ان هذا الفيروس فوق ديناميكي بمعنى انه أكثر ديناميكية من قدراتنا الحالية لا فقط على إيقافه وإنما أيضا على مسايرته. وبالتالي فإن هذه الديناميكية المزعومة تصبح لا فقط ستاتيكية وإنما أيضا فشلا وانفراطا فوق السيطرة.
إن مواجهة هذا الوباء بالنظر إلى طبيعته لا تنفع معها لا هذه المفاهيم ولا هذه الأساليب. وفي الحد الأدنى إذا أردنا أن ننجح نجاحا نسبيا في التوقي منه أكثر من السيطرة عليه في المرحلة الحالية، فعلينا أن لا نستمر هذه الديناميكية بمعنى اللهث خلفه هنا وهناك تتحول إلى أمواج متلاطمة ونستمر في التجذيف العبثي بلا فائدة ولا وجهة. وعلينا أن نختار مربعات حركة فاعلة ونؤمن مربعات للتحرك مستقبلا. وعلينا أن لا نجمع الأمواج حولنا فنحيط أنفسنا بدوامة تأخذ في الاتساع حتى تأخذ البحر كاملا. ومثلما لا تنجح هذه الديناميكية إلا في بعض الظواهر الإجتماعية المحدودة فإن هذا الاغراق ينطبق على الفيروس غير الطبيعي وإن كان لا ينطبق على الظواهر الطبيعية الصرفة.
وعلى ذلك نرى انه علينا أن نعمل على تجميد بؤر الخطر غير القارة بدورها ومحاولة التحكم في حركة الفيروس تقليصا من حيث التفشي وتاثيرا من حيث إصابة الأرواح وإصابة الدولة والمجتمع بالانهاك والهلع والعجز وتعطل دورة الحياة العادية الراكدة والكاسدة أصلا. وهنا علينا أن نختار: اما أن نغلق ما سميناه بؤر المخاطر وإما أن نتهرب كما فعل رئيس الحكومة من اتخاذ أي قرار مؤثر يتطلب كلفة وخاصة في إيجاد حلول لمن سوف يتضررون من غالبية الفئات الهشة جدا من ناحية ومن جهة القطاع الخاص من ناحية ثانية.
وعلى كل ذلك ودون إطالة المحاججة على تشخيص هذه المخاطر ومحاولة الاستدلال على صحة ذلك ودون الاطناب في الجدال حول توصيف وانتقاد قرارات الحكومة التي لا تغير شيئا مؤكدا، نعاود اقتراح ما يلي:
* البناء على العزل الطبي الإجباري والاستمرار في تنفيذه الوجوبي على الجميع وتوسيعه أكثر ما يمكن فهو أهم إجراء ومؤكد النتائج وهو بارقة الأمل ومدار الجهد المشكور غير القابل للطعن الذي تقوم به الدولة 
* منع الجولان ليلا في كامل تراب الجمهورية باستثناء ما بات معروفا ومعقولا ومقبولا  
* المنع النافذ للتنقل من وإلى المدن والمناطق المعلنة مغلقة والنظر في كيفية مساعدة أهل النشاطات والمهن المرتبطة 
* تطبيق اجراءات ارتداء الكمامات الإجباري في وسائل النقل بشكل نافذ وبحضور أمني مساعد 
* زيادة عدد الرحلات في كل وسائل النقل وتخفيف التدافع بحضور أمني مساعد وعلى كل الخطوط مع تأمين مستحقات العملة المستوجبة جراء ذلك
* غلق كل الملاهي والعلب والحانات في كامل تراب  الجمهورية واتخاذ الاجراءات المناسبة المتعلقة بالأجور وسواها
* غلق أكبر عدد ممكن من المطاعم غير المجدية وغير المرتبطة بضرورات لها علاقة مباشرة بتأمين خدمات لا غنى عنها للعمال أو الفلاحين أو أعوان الدولة من كل الأسلاك وعلى أساس دراسة القرارات حالة بحالة وبشكل جاد
* منع تجارة الشوارع العشوائية منعا تاما والانكباب على التفكير في الحلول الدائمة للاقتصاد غير المنظم برمته
* التحكم في كل أسواق الطريق شبه الأسبوعية وشبه اليومية (مظاهر البيع والشراء الشبيه بالأسواق مساحة وارتيادا) والعمل على تعويض ذلك بأشكال عرض مؤقتة ومنظمة متباعدة ومحدودة العدد وقابلة للمراقبة تفاديا لقطع الأرزاق
* غلق كل الحمامات وكل المساجد
* غلق كل المسابح وقاعات الرياضة وكل قاعات الألعاب وقاعات الانترنيت غلقا تاما والعمل على مساعدة المتضررين لنصف شهر 
* التخفيض في وقت عمل المساحات الكبرى إلى النصف 
* منع كل مظاهر التجمعات الاحتفالية منعا باتا ودون استثناء عددي أو رسمي 
* الاستعداد للتعامل مع كل حالات الاحتجاج الإجتماعي بالحلول الإجتماعية المعقولة ولا شيء آخر غيرها
* الاستعداد لتسليط أقصى درجات العقوبة على كل من يتورط في التخريب أو النهب أو الجريمة المنظمة والفردية بكل أشكالها
* تسخير كل القطاع الصحي الخاص وتأمين حقوق المعنيين بعقود شفافة ومتفق عليها 
* إعداد خطة إغاثة عسكرية صحة وأمنا وتموينا استعدادا لكل طوارئ ممكنة
* إعداد خطة استمرار الإنتاج الحيوي وفضاءات عزل للعمال تحسبا لكل الطوارئ المحتملة
*الشروع في تفكيك طريقة عمل البنك المركزي بتفاهم وطني عاجل بانتظار تغيير قانونه
* ايقاف أكثر ما يمكن من توريد عشوائي استهلاكي بحت فورا
* تفادي انتحار الدولة والمجازفة بالإغلاق العام أقصى ما يمكن، وتأمين احتمال وقوع ذلك لأقصر فترة ممكنة استباقيا تأمينا صحيا وتموينيا مقنعا لعموم المواطنين تفاديا لأي فشل محتمل جدا في تطبيقه
* تطبيق خطة اتصالية واعلامية وطنية تمنع الانهيار النفسي للمواطنين كما هو واقع الآن.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

من خلال مسيرة الأمين السعيدي الأدبية نتبين أن للرواية تقنياتها الخاصة وأسلوبها المتفرد ولغتها الح
22:14 - 2025/07/29
لست أدري كيف ستكون البداية و إلى أي مدى يمكن أن تسعفني بندقيّتي التي لطالما عانقتني متى اشتقت أين
16:58 - 2025/07/29
في جنوب سوريا برز «سيدٌ»جديدٌ يأمُرُ ويُنْهِي، ويسرُقُ الأراضي، ويُقيمُ القواعد العسكرية، إنَه ال
07:00 - 2025/07/28
عندما كنت صغيرا وأبلغ من العمر 11 سنة أول منظمة انخرطت بها الكشافة التونسية بمدينة بن قردان تحت ق
07:00 - 2025/07/27
كنّا في هذا الوطن سكّانًا… لكنّنا، عجزنا عن التحوّل إلى مواطنين، تراجعنا إلى قاع السلم الحضاري، و
07:00 - 2025/07/26
بدأ شبح المجاعة يطل بوجهه القبيح على سكان قطاع غزة المحاصر ويفتك بأطفاله واحد تلو الآخر، وبات سكا
07:00 - 2025/07/26
من الكلمات الخالدة في تاريخ المقاومة ما قاله الزعيم الخالد للأمة العربية جمال عبدالناصر "أن المقا
07:00 - 2025/07/26