أكثر من ثلاثين دمية مختلفة الأحجام والأشكال تم تصميمها من قبل المركز الوطني لفن العرائس والفرق المسرحية التونسية العريقة، تعود أقدم دمية منها إلى 25 سنة وهي « الخنفساء » التي ارتبطت بقصة الخنفساء الخيالية التي تناقلتها الأجيال عبر ليالي السمر مع روايات « الجدة » أوحكايات الدمى المتحركة في جل مسارح العالم.
« الديناصوات » و »لقاء » و »العاصفة » وغيرها من الدمى التي جسدت أدوار البطولة في مسرحيات الماريونات التونسية اكتشفها زوار مدينة الثقافة في هذا المعرض العرائسي الذي يقام على هامش فعاليات الدورة الثانية لأيام قرطاج لفنون العرائس الملتئمة هذا العام من 17 إلى 24 ديسمبر تحت شعار « ماريوانات في قلب الحياة ».
وتزامنا مع عطلة الشتاء المدرسية وفعاليات الدورة الثانية للمعرض الوطني للكتاب التونسي شهد فضاء البهو الرئيسي لمدينة الثقافة حركية ونشاطا لافتا اتسم بإقبال هام للشباب والأطفال اللذين لم يفوتوا فرصة زيارتهم للمدينة للمشاركة في مختلف الورشات التي ينظمها معرض الكتاب حول المطالعة وصناعة الكتب، وتلك التي ينشطها مختصون في فن مسرح الدمى في إطار مهرجان فنون العرائس.
وحول فن صناعة الماريونات، أفادت مديرة المركز الوطني لفن العرائس هاجر الزحزاح في حديث لـ »وات » أنه تم جلب مادة أولية تعرف بإسم « ترموبلاستي » من بلجيكا وهي مادة متطورة يستعملها التقنيون المختصون في صناعة الدمى المتوسطة والضخمة، مشيرة إلى أنه تم تسخير هذه المادة بكميات هامة للأساتذة المسرحيين المشاركين من المهرجان والقادمين من 70 دار ثقافة جهوية لتشكيل وتصميم عرائس سيقع عرضها في أعمال ماريونات في ساحة المسارح في ختام المهرجان.
وبينت في حديثها أن أيام قرطاج لفنون العرائس في دورتها الثانية تميزت بتنظيمها لإقامات فنية لفائدة عدد من المختصين في مسرح الدمى من تونس ومن الخارج مشيدة في هذا الصدد بالتفاعل البناء والايجابي للضيوف الأجانب مع خصوصية هذا الفن في تونس، وهو ما من شأنه أن يساهم في إشعاع الطابع التونسي لهذا الفن في العالم لا سيما بعد توقيع اتفاقيات تعاون وتبادل تجارب وخبرات مع عدد من مراكز فنون العرائس في أوروبا، ملاحظة أنه من المنتظر أن تلتحق تونس ممثلة في المركز الوطني لفن العرائس بالاتحاد الدولي لفن العرائس كعضوة ابتداء من سنة 2020.