مسرحية "القلص" لأمير العيوني: حينما يدور حوار عبثي تحت القصف وصوت الرصاص

مسرحية "القلص" لأمير العيوني: حينما يدور حوار عبثي تحت القصف وصوت الرصاص

تاريخ النشر : 22:00 - 2019/11/12

عرض ركح فضاء التياترو بالعاصمة  مسرحية "القلص" لامير العيوني والقلص»  وهي عمل مسرحي جديد مقتبس عن نص «هذيان ثنائي» لاوجين يونسكو سينوغرافيا واخراج لامير العيوني واداء فاتن خميري ورمزي بن ريانة وامير العيوني و توظيب ركح وانارة لمحمد صالح المداني وتوضيب عام أميرة قسيم وتنفيذ الملابس لجليلة المداني وماكياج لريحانة عباس وفوتوغرافيا لمحمد قلنزة وهي تجربة جديدة ورؤية سينوغرافية مختلفة ترسخ مفهوم «المخرج-السينوغراف"
تدور احداث المسرحية في خزانة ملابس داخل شقة  في وطن تسيطر عليه أهوال الحرب ويخيم عليه صوت الرصاص,,هناك في هذه الخزانة يجلس زوجان يتبادلان حديثا غريبا  حول "الحلزون والفكرون" ,, يبحثان في نقاط التشابه ونقاط الاختلاف بين هذه الكائنات  ,, يحتد النقاش ويصل مرحلة الصراع بسبب "الحلزون والفكرون" 
حكاية " هذيان ثنائي" ليونسكو حكاية عبثية تقر بلا جدوى الوجود اصلا وهذا العبث هو نتيجة ماوصلنا اليه بفضل مخططات العقل ,,فلم يعد لصوات الزوجين  من معنى وسط صوت الرصاص وهو حال نقاشاتنا البلهاء في وطن يكتوي الانسان فيه بنار الازمات الاقتصادية الخانقة و"الحرب" غير المعلنة  على جيب المواطن في بلدنا  ,,
ويتخذ  مسرح العبث كما عرفناه مع صاموييل بيكيت من الكوارث و الأزمات الانسانية مجالا خصبا  للسخرية والكوميديا السوداء  كمقاومة فنية شرسة  للبؤس والاكتئاب وهو ما ينطبق على مسرحية "القلص" المعتمدة أساسا على لغة الجسد من الايماءات وملامح الوجه فتطحن التعابير الجسدية كل سلوك يومي رتيب وتعصف بطاحونة الشيء المعتاد ,, يتم اعتماد نفس الديكور لتجسيد الخزانة على الركح وتجسيد فراش النوم وكذلك حلبة الصراع بين الشخصيات كما ساعدت الانارة والموسيقى المصاحبة في رسم معالم عالم عبثي داخل الخزانة فينتبه المشاهد الى تفاصيل التعبير ومختلف الانفعالات ويلج بسهولة الى أعماق هذا العالم الغريب والقريب منه في الان ذاته 
"القلص " مسرحية تنتمي الى المسرح المعاصر على المستوى المضمون والشكل وهي فسحة فنية تأخذنا في رحلة لهو بالكلمات والتعابير الجسدية تحت دوي القصف وتلك ميزة الفن المسرحي في تحدي معضلات الواقع وقسوته .
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

بعد صمت طويل أطل الشاعر شكري السلطاني بديوان شعري جديد أعتقد أن ولادته كانت عسيرة.
07:00 - 2025/09/18
سالت الأحلام مثل الأودية الهادرة في رأس «الذهبي» ولم يستطع أحد إيقافه عن الحلم المشروع، فالحلم يد
07:00 - 2025/09/18
هذه الرواية تُكتب بالصّاعقة، بالصّمت، وبالصّخرة التي تشبه قدرًا أملسا لا يمسكه أحد.
07:00 - 2025/09/18
صدر هذه الأيام  عن دار العوسجي الجزائرية للنشر للكاتب والصحفي محمود حرشاني كتاب في نحو 32 صفحة من
07:00 - 2025/09/18
سنة 1987, حللتُ بتونس العاصمة لدراسة المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية, وطالبًا للّجوء الأدبي
07:00 - 2025/09/18
تحتفي الدورة الثانية من مهرجان بغداد السينمائي، التي انتظم حفل افتتاحها مساء الاثنين 15 سبتمبر 20
07:00 - 2025/09/18