مع الشروق.. ... وإنّها لثورة حتى النصر

مع الشروق.. ... وإنّها لثورة حتى النصر

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/11/16

مرّت أمس الذكرى الرابعة والثلاثون لإعلان استقلال دولة فلسطين (15 ـ 11 ـ 1988). ومع أن الذكرى رمزية فهي تؤشر إلى تواصل احتلال فلسطين وإلى تواصل جرائم الكيان الصهيوني ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني. كما تؤشر إلى استمرار الاعتداءت والانتهاكات الصهيونية في المسجد الأقصى وفي كل شبر من أرض فلسطين. الذكرى مؤشر أيضا لاستمرار مأساة اللاجئين الموزعين على المنافي ومخيّمات اللجوء في مشهد يتواصل منذ عشرات السنين رغم قرارات الشرعية الدولية التي تكرّس حق العودة. مع كل هذا فقد حرص أحرار فلسطين ومجاهدوها على احياء المناسبة على طريقتهم... كما حرصوا على تذكير العدو بأن الاحتلال وفق كل الشرائع والقوانين يستدعي المقاومة لإنهائه.. كما حرصوا على تذكير باعة القضية من عرب التطبيع بأن الحق الفلسطيني مقدّس وهو غير قابل للبيع والشراء.. وكذلك باعة القضية من الدول المتنفذة على الساحة الدولية (أمريكا والغرب تحديدا) بأن هناك خلف جدران الصمت واللامبالاة والتواطؤ تستمر مأساة شعب مشتت نصفه تحت قهر الاحتلال ونصفه الآخر في ذلّ التشرّد والتيه بعيدا عن أرضه وعن دياره وديار أجداده.
فقد عمد أحرار فلسطين يوم أمس إلى تنفيذ عمليتين زلزلتا الكيان الصهيوني وكشفتا وهن قوته وقدرة العقل الفلسطيني على اختراق كل الاجراءات الأمنية وكل أساليب المراقبة وكل التضييقات التي يعتمدها الصهاينة والتي تحصي على الفلسطينيين حتى أنفاسهم. وبهذه الروح الفدائية المقاومة نَثَرَ المجاهدون بدمائهم الطاهرة الزكية جرعات أمل وتفاؤل في ذكرى اعلان قيام الدولة الفلسطينية.. هذه الدولة التي يريدها الفلسطينيون حرة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف تبقى المطمح والمطلب لشعب بأسره ظل على مدى عقود نكبته يعلّم العالم أساليب النضال والفداء.. وظلّ يبتكر مع الأيام والأعوام أساليب نضالية دوّخ بها العدو الصهيوني المدجج بالسلاح وبكل أدوات القوة والمرفود بقوى التجبّر والطغيان في العالم وفي طليعتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تفتح مخازن أسلحتها وخزائن أموالها لهذا الكيان الغاصب.. والتي تظله بمظلة «الفيتو» في مجلس الأمن وتمنعه حتى من تأنيب قرارات الشرعية الدولية ومقتضيات القانون الدولي وما جاءت به كل الشرائع والدساتير من تكريس لقيم حقوق الانسان وفي طليعتها الدساتير من تكريس لقيم حقوق الانسان وفي طليعتها حق الانسان في العيش بحرية وحقّه في تقرير مصيره بلا قيود ولا وصاية.
ان رسالة المجاهدين ولئن كانت موجهة أساسا إلى الكيان وحلفائه فإنها موجهة أيضا إلى العرب الخانعين وإلى العرب المطبّعين الذين هرولوا إلى أحضان العدو وإدارة ظهورهم لفلسطين الوطن والقضية والمقدسات وكأنما أرادوا مكافأة العدو الصهيوني على احتلال فلسطين وتشجيعه على التمادي في نهج الغطرسة والدوس على كل قرارات الشرعية الدولية بما فيها مبادرات السلام العربية التي صاغوها منذ قمة بيروت 2002 والتي ظلوا يلوكون عباراتها رغم تجاهل الصهاينة ورغم تجاهل المجتمع الدولي بكل ما جاء فيها..
أخيرا فإن رسالة الشباب الفلسطيني الذي يروي بدمائه تراب فلسطين موجهة كذلك إلى كل المتخاذلين العرب الذين أصبح التطبيع بالنسبة الهم وجهة نظر وأصبحوا لا يستحون حين ينادون بـ«الانفتاح» على هذا الكيان.. رغم تواصل الاحتلال واستمرار القمع والتنكيل ورغم تواصل مأساة اللاجئين الفلسطينيين ورغم طبول التطرف والعنصرية التي ما فتئت التيارات المتطرفة والمتعصبة تعزفها في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
حين فجر الشعب الفلسطيني ثورته تحت شعار «ثورة حتى النصر».. فلقد كان ذلك نوعا من الثورة والتمرّد على الخنوع العربي علاوة على الاحتلال الصهيوني. والثورة مستمرة حتى تحقيق النصر والعودة وان كره الصهاينة ومن وراءهم.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك