مع الشروق.. هدنـــة هشـــة في غــــزة
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/08/09
بعد جولة مواجهة دامية ودموية طيلة ثلاثة أيام، دخلت الهدنة التي كانت بوساطة مصرية فجر أمس حيّز التنفيذ بين حركة الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني،لكن أقل ما يقال عن هذه الهدنة أنها هشة وأن المواجهة مرة أخرى لن تتأخر.
ما عرف عن الكيان الصهيوني المحتل طيلة مواجهاته مع المقاومة الفلسطينية أنه طرف مجرم ودموي لا يأخذ أي شيء في عين الاعتبار هذا أولا وثانيا أنه دائما ما يخرق أي هدنة موقعة.
لذلك من المؤكد أن هذه الهدنة لن تطول كثيرا، فإما هجوم صهيوني جديد على ما يسميه أهدافا رئيسية ودفاعا عن النفس أو انتقام الحركة لشهدائها خاصة القياديين البارزين.
أما بالعودة إلى أطوار مواجهة الأيام الثلاثة الأخيرة، فيمكن اخضاع ثلاثة أطراف لمنطق الربح والخسارة وهم طرفي الصراع حركة الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني ثم حركة حماس الحاكم الفعلي لقطاع غزة.
بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي ورغم خسارتها لاثنين من أبرز قياداتها الميدانية وهم تيسير الجعبري وخالد منصور هذا بالإضافة إلى عشرات الشهداء ومئات من الحركة ومن المدنيين، فإنها وقفت وقفة تحدّ وعز وشموخ أمام غطرسة واجرام الكيان الصهيوني رغم شساعة فارق القدرات.
ويكفي الحركة (فصيل مسلح)أنها جعلت الكيان يسارع لطلب الهدنة بعد امطاره بأكثر من 950 صاروخا ومئات قذائف الهاون التي وصل بعضها إلى القدس المحتلة وتل أبيب ومدن غلاف غزة.
أما بالنسبة للكيان الصهيوني ورغم تحقيق ما يسميه أهدافا رئيسية وربما قد نجح في ذلك، ولكنه خسر بقية جوانب المواجهة اعلاميا ونفسيا وردعيا.
فاعلاميا أظهرت المواجهات وحشية وجرائم الاحتلال ضد المدنيين والأطفال وهو أمر مهم يهزّ صورة الكيان المجرم الذي يصور نفسه في موضع الضحية الذي يدافع عن نفسه.
أما نفسيا وردعيا، فالاحتلال اليوم عاد إلى مربع الصفر بعد تسويقه للأمان والاطمئنان إثر موجة التطبيع في إطار اتفاقيات "ابراهام" وفشلت مرة أخرى درة دفاعاته الجوية(القبة الحديدية) في السيطرة على صواريخ المقاومة.
حركة حماس هي الأخرى خرجت في مظهر الطرف المحرج من المواجهة الأخيرة، بعد أخذها طرف الحياد وإلقاء اللوم عليها في ترك "الجهاد الإسلامي " وحيدة في وجه جبروت الكيان المحتل.
هذا الموقف "غير المفهوم" من الحركة قد يكون له تبرير من وجهة نظر القيادات الحمساوية لكن لا تبرير له من وجهة نظر الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي وهي التي كانت دائما تلعب رأس الحربة في أي جولة من جولات المواجهة مع الاحتلال.
ولذلك نأمل أن يكون هناك مبررا مقنعا من الحركة كما نأمل أن لا يدب الخلاف مستقبلا بين الطرفين باعتبار أن ذلك سيكون أكبر هدية للكيان الصهيوني الذي يريد شق وحدة صف المقاومة ككل.
بدرالدّين السّيّاري
بعد جولة مواجهة دامية ودموية طيلة ثلاثة أيام، دخلت الهدنة التي كانت بوساطة مصرية فجر أمس حيّز التنفيذ بين حركة الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني،لكن أقل ما يقال عن هذه الهدنة أنها هشة وأن المواجهة مرة أخرى لن تتأخر.
ما عرف عن الكيان الصهيوني المحتل طيلة مواجهاته مع المقاومة الفلسطينية أنه طرف مجرم ودموي لا يأخذ أي شيء في عين الاعتبار هذا أولا وثانيا أنه دائما ما يخرق أي هدنة موقعة.
لذلك من المؤكد أن هذه الهدنة لن تطول كثيرا، فإما هجوم صهيوني جديد على ما يسميه أهدافا رئيسية ودفاعا عن النفس أو انتقام الحركة لشهدائها خاصة القياديين البارزين.
أما بالعودة إلى أطوار مواجهة الأيام الثلاثة الأخيرة، فيمكن اخضاع ثلاثة أطراف لمنطق الربح والخسارة وهم طرفي الصراع حركة الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني ثم حركة حماس الحاكم الفعلي لقطاع غزة.
بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي ورغم خسارتها لاثنين من أبرز قياداتها الميدانية وهم تيسير الجعبري وخالد منصور هذا بالإضافة إلى عشرات الشهداء ومئات من الحركة ومن المدنيين، فإنها وقفت وقفة تحدّ وعز وشموخ أمام غطرسة واجرام الكيان الصهيوني رغم شساعة فارق القدرات.
ويكفي الحركة (فصيل مسلح)أنها جعلت الكيان يسارع لطلب الهدنة بعد امطاره بأكثر من 950 صاروخا ومئات قذائف الهاون التي وصل بعضها إلى القدس المحتلة وتل أبيب ومدن غلاف غزة.
أما بالنسبة للكيان الصهيوني ورغم تحقيق ما يسميه أهدافا رئيسية وربما قد نجح في ذلك، ولكنه خسر بقية جوانب المواجهة اعلاميا ونفسيا وردعيا.
فاعلاميا أظهرت المواجهات وحشية وجرائم الاحتلال ضد المدنيين والأطفال وهو أمر مهم يهزّ صورة الكيان المجرم الذي يصور نفسه في موضع الضحية الذي يدافع عن نفسه.
أما نفسيا وردعيا، فالاحتلال اليوم عاد إلى مربع الصفر بعد تسويقه للأمان والاطمئنان إثر موجة التطبيع في إطار اتفاقيات "ابراهام" وفشلت مرة أخرى درة دفاعاته الجوية(القبة الحديدية) في السيطرة على صواريخ المقاومة.
حركة حماس هي الأخرى خرجت في مظهر الطرف المحرج من المواجهة الأخيرة، بعد أخذها طرف الحياد وإلقاء اللوم عليها في ترك "الجهاد الإسلامي " وحيدة في وجه جبروت الكيان المحتل.
هذا الموقف "غير المفهوم" من الحركة قد يكون له تبرير من وجهة نظر القيادات الحمساوية لكن لا تبرير له من وجهة نظر الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي وهي التي كانت دائما تلعب رأس الحربة في أي جولة من جولات المواجهة مع الاحتلال.
ولذلك نأمل أن يكون هناك مبررا مقنعا من الحركة كما نأمل أن لا يدب الخلاف مستقبلا بين الطرفين باعتبار أن ذلك سيكون أكبر هدية للكيان الصهيوني الذي يريد شق وحدة صف المقاومة ككل.
بدرالدّين السّيّاري
