مع الشروق ..آن لمظلمة الدهر أن تنتهي

مع الشروق ..آن لمظلمة الدهر أن تنتهي

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/05/15

74 عاما ومظلمة الدهر لا تزال متواصلة.. ولا يزال الصهاينة يعربدون ولا يزال «العالم المتحضر» يتفرج على كيان يعبث بكل القيم الكونية والمواثيق الدولية.. ولا يزال يكيل بمكيالين.. تجده يقيم الدنيا ولا يقعدها على روسيا لإقدامها على «غزو» أوكرانيا ويكتفي بالفرجة والكيان الصهيوني يصادر الأراضي ويبني المستوطنات ويقتل البشر ويقتلع الشجر ويدمر المعالم والحجر. فمتى يستفيق الضمير المستتر لهذا الغرب المنافق؟ ومتى تستعيد الشرعية الدولية معانيها ومضامينها؟ ومتى يكف «العالم المتحضر» عن الكيل بمكيالين؟
74 عاما تفنّن فيها الصهاينة في ابتكار أنواع العسف والتنكيل وتفننوا في اختلاق الحجج الواهية والأعذار الخاوية لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وإخضاع المزيد منها إلى معاول التهويد سعيا إلى تحقيق ما سموه «يهودية دولة إسرائيل». و74 عاما والشعب الفلسطيني يفاجئ عدوه بأشكال نضالية مبتكرة مازالت تكشف وجهه القبيح ككيان غاصب وككيان معاد لكل القيم والمواثيق.. الشعب الفلسطيني أسقط من خلال مسيرته النضالية المظفرة أكذوبة ان «اسرائيل واحة للديمقراطية في محيط من الوحوش».. وعرّى الطبيعة العنصرية لهذا الكيان الذي لا يتردد في اطلاق آلته العسكرية والأمنية لتعبث بأبسط حقوق الانسان.. ولو كان حقه في أن يوارى التراب بسلام كما حدث أول أمس مع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة .. حيث لم يسلم النعش من هجمات عساكر مدججين بالسلاح استفزتهم ألوان العلم الفلسطيني وعبارات رددها المشيعون.
74 عاما يفترض أنها كافية للكيان الصهيوني ولكل من يقف وراءه ويدعم صلفه وغطرسته بالمال وبالسلاح وبالغطاء السياسي لكي يدركوا بأن ساعة التحرر والانعتاق قد دقت. وبأن الضمير الانساني يجب أن يصحو ليعترف للشعب الفلسطيني بحقه في العيش بحرية وسلام كباقي الشعوب وكباقي البشر.. لقد ولّى زمن أكذوبة «الدولة بلا شعب لشعب بلا أرض».. وقد أثبت الشعب الفلسطيني أنه صاحب الأرض وصاحب الحق وأن توقه لانتزاع حقوقه الوطنية المشروعة وفي طليعتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف هو توق مشروع ولا يمكن أن تنتزعه منه كل الآلات العسكرية مهما أوتيت من أدوات البطش والتقتيل والتدمير.
وإذا كان الصهاينة يمتلكون حجة القوة ويتمترسون وراء آلة عسكرية لا تزال أمريكا والغرب يمدّانها بكل أسباب العربدة والبطش، فإن الشعب الفلسطيني يمتلك قوة الحجة ويتكئ على قوة الحق التي ستهزم كل الجيوش والأساطيل في نهاية المطاف.. واليوم، حين يطلق الفلسطينيون فعاليات احياء ذكرى النكبة تحت شعار «كفى 74 عاما من الظلم والكيل بمكيالين»، فإنهم يؤكدون بذلك أن ساعة الحسم مع الاحتلال قد حانت وان الصهاينة وان طال المدى سيبقون مجرّد «مارين بين كلمات عابرة» كما اختزلهم ذات مرّة فقيد الشعر الفلسطيني محمود دروويش رحمه الله.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك