مع الشروق..مؤتمــر «إنقــاذ ليبيا»

مع الشروق..مؤتمــر «إنقــاذ ليبيا»

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/08/31

في خطوة حقيقية وجادة نحو تلقّف ليبيا من العودة الى الفوضى والاقتتال، اجتمع جيران ليبيا الّسبعة في الجزائر (تونس، مصر، الجزائر، السودان ،النيجر، التشاد، مالي) لإنقاذ خارطة الطريق التي رسمها المجتمع الدولي هناك.
كان لافتا الاسابيع الأخيرة على الاقل، بروز تقارب مصري جزائري كبير على الساحة الى الليبية ، الأمر الذي قرّب وجهات النظر بين الطرفين حول الملف الليبي بعد أن كانا كلاّ على ضفة مقابلة.
فبينما كانت الجزائر قد عبّرت عن أن طرابلس خط أحمر لا يمكن تجاوزه وذلك في ذروة هجوم المشير حفتر على طرابلس، عبّرت مصر بدورها عن أن سرت خط أحمر لا يمكن تجاوزه خلال الهجوم المضاد لقوات حكومة الوفاق السابقة.
البلدان يبدو أنهما تجاوزا أمر الخطوط الحمراء ودخلا مربّع الخطوط الخضراء التي تحفظ أمن ومصلحة الجميع  وتحفظ أساسا استقرار ليبيا التي لا تزال تقف في مفترق طرق وتكاد تعود خطوات الى الوراء.
هذا التقارب بين البلدين اضافة الى تونس شكّل معطى حيويا جديدا في الأزمة الليبية كونه سيحدّ من التدخّل الخارجي ويعيد الى دول جوار ليبيا مسك زمام الأمور وحلّ  المشاكل في اطار عربي وافريقي.
وعجّل أيضا باستضافة الجزائر لاجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي الذي بحث في أجنداته أربع نقاط هامة كفيلة بإعادة البلاد الى سكة الأمان والتقدّم بخطوات ثابتة نحو  الاستقرار الدائم.
النقطة الأولى هي رأب الصدع بين الطرفين المتصارعين في شرق لبيبا (مجلس النواب وحليفه المشير خليفة حفتر) وغربها (حكومة الدبيبة وحلفائها)، حيث وصل الأمر الى حدّ التلويح بسحب الثقة من الحكومة الحالية.
وهذه النقطة بالذات على قدر كبير من الأهمية، لأن الصراع الحالي بينهما قد يطيح بالحكومة وقد يعيد البلاد الى مربّع الاحتراب بين الشرق والغرب لا قدّر الله.
أما النقطة الثانية فهي ملف الانتخابات المزمع عقدها في ديسمبر المقبل، حيث بدأت المخاوف  والشكوك تزداد يوما بعد يوم حول اجراء هذا  الاستحقاق الهام الذي سيمثّل خطوة أولى هامة نحو الاستقرار وتوحيد الدولة ومؤسساتها.
فيما تتمثّل النقطة الثالثة والرابعة في ملفّي إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية ووقف التدخّل الخارجي خاصّة التركي الذي أصبح يقوّض أمن المنطقة برمّتها وحان وضع حد لذلك.
الكواليس القادمة من الاجتماع ترجّح أيضا أن يعمد وزراء خارجية الدول السابع، إلى محاولة التوافق حول أسماء معينة تخوض العملية الانتخابية، تكون مقبولة من قبل الطرفين المتصارعين، تفاديا لانهيار التوافقات السابقة.
نأمل أن يكون هذا الاجتماع قاعدة حقيقية ليس فقط لإنقاذ ليبيا من محنتها فحسب، وإنّما لحماية دول شمال افريقيا ككل من المؤامرات والدسائس التي أصبحت تحاك ضدّها لتمزيقها وإدخالها في مستنقع الفوضى والخراب.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك