مع الشروق.. سرت تعيد بعث أنصار القذافي

مع الشروق.. سرت تعيد بعث أنصار القذافي

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/09/01

بين قوّتين رئيسيتين تتصارعان على السلطة منذ 2015  تمثّل احداهما خليفة حفتر في الشرق والأخرى فائز السراج في الغرب، ظلّت الساحة الليبية تفتقد الى قوة ثالثة لا يستهان بها وهي أنصار العقيد الراحل معمّر القذافي.
غرق ليبيا في الفوضى والدمار والانقسام عوض الديمقراطية والرخاء والأمان الذي قصفت به طائرات الناتو المدن الليبية وحوّلت البلاد الى جحيم بالإضافة الى الصراع الدائر بين القوتين الحاليتين، بعث حنينا في نفوس الليبيين الى عهد القذافي رغم هناته.
هذه الاشارة التقطها جيّدا أنصار الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي الذين ظلوا طوال 9 سنوات "تحت الأرض" وعادوا الآن باستحياء لتصدّر المشهد رويدا رويدا من بوابة نجل القذافي سيف الاسلام  الذي يتحيّن الفرصة لاستعادة نظام والده.
أنصار القذافي الذين فرّق شملهم وقطّعت أوصالهم بين القتل والسّجن واللجوء الى الخارج، يرون الآن في وضع ليبيا فرصة للعودة الى أخذ مكان في المشهد الليبي كقوّة تستمدّ وجودها من الشعب الليبي وليس من القوى الاقليمية والدولية على غرار قوتي الشرق والغرب.
ومع وصول الأزمة الليبية الى طريق مسدود وارتهان مصيرها بيد قوى خارجية، يقدّم أنصار القذافي وتحديدا نجله سيف الاسلام كخيار ثالث  لتوحيد ليبيا المقسّمة بين المشير خليفة حفتر وفائز السراج وارساء السلام مجدّدا.
ومن مدينة سرت الواقعة في منتصف الساحل الليبي المطل على البحر الأبيض المتوسط والتي يتقاتل من أجلها المتقاتلون وتقدّمها واشنطن كمكان لحلّ وسط، بعث أنصار القذافي من جديد.
 هذه المدينة  التي شهدت مولد القذافي ثم مصرعه بعد 69 عاما إبان انتفاضة مدعومة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2011، أصبحت مركزا رئيسيا للمئات من أنصار القذافي الذين ظلوا منذ 20 أوت الجاري يتظاهرون في شوارعها.
كما أنها -أي مدينة سرت- أصبحت مرجعا للمدن الأخرى ففي أوت الماضي ما إن انطلقت بها مسيرات استجابة لنداء حراك "رشحناك من أجل ليبيا"، الداعي لعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت والداعم بشكل رئيسي لسيف الاسلام القذافي، حتى سارت على نهجها مسيرات أخرى  في أغلب مدن ومناطق ليبيا، مثل درنة وبنغازي وبني وليد، وفي المنطقة الجنوبية أيضا، حيث غات وسبها والكفرة، وغيرها.
هذه المسيرات ترى أن نجل العقيد معمر القذافي رئيسا مستقبليا لليبيا التي يمزقها صراع سياسي وعسكري بين شرق البلاد، تحت قيادة المشير خليفة حفتر، وبين حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها العاصمة طرابلس.
ويبدو أن هذه المسيرات بعثرت الاوراق في ليبيا وبعثت برسالة قويّة لجميع الاطراف الداخلية والخارجية ومفادها "نحن هنا"، وما بيان أنصار القذافي في سرت الموجّه الى قوات حفتر الايام الماضية إلا خير مثال على ذلك.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك