مع الشروق ..كمّامات الرغيف و«السميد»
تاريخ النشر : 13:00 - 2020/05/04
لم يحتج العالم كمثل حاجته في هذه الفترة إلى الكمامات... مصانع تشتغل ليلا نهارا، توريد، تصدير... شحن... المهم "الكمامات" للتوقي، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشرية التي ودعت ما يقارب الـ250 الفا من سكان الارض.
العالم يبحث عن الكمامات حتى لا يشتم رائحة الموت في ايام الإفطار، وفي هذا الشهر الكريم الذي يصوم فيه المسلمون في كل العالم عن الأكل والشرب وعن كل الشهوات لتسمو النفس وتحلق مع الملائكة في عالم الطهر والخشوع والنقاوة ونكران الذات...
العالم يبحث عن كمامات حتى لا تزكم ريح الموت أنفه ولا يتلقف حلقه حرقة الفراق ومعانيه، حتى ان الصائمين الخاشعين الذين يخافون "يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار" " طلقوا " في هذا الشهر المساجد حماية لأنفسهم وأنفس غيرهم ، واكتفوا بسجاد صغير في البيت يضمن الركوع والسجود بجسد يتوجس خيفة من فيروس لعين وبنفس تطمح لمزيد البقاء بين الأقارب والأحباب وتظن أن عزرائيل يطوقها من كل جانب إن لا يرتدي صاحبها الكمامات...
رمضاننا هذا العام، بالكمامات، ولمن يرفض هذا اللفظ نقول باللثام المهم هو رمضان استثنائي، لا مقاه ليلية، ولا شيشة ولا حشيشة رمضان، رمضان في الجائحة لم تعهده البشرية ولم يتعود التونسيون على صيام نهاره ونوم ليله باكرا على فراش مل ظهر صاحبه بحجر صحي انفلت منه من خاف جوع عياله ففضل الموت بالفيروس اللعين عن الموت وبطون أبنائه خالية خاوية...
صيامنا هذا العام بكمامات لم تقدر أن تلجم فم محتكر "مستكرش" صام يومه "رئاء الناس" وجوَع أرامل ويتامى ليكتنز من المال ما قد لا تسعفه الحياة بأن يشتري به كمامة توضع في العادة على فم الدابة لئلا تأكل وتعض غيرها...
صيامنا بكمامات لم تذكر مستثمر أن أجيره لن ينزع كمامته لتناول رغيف بين يدي مؤجر أسقطته الدولة من حساباتها فقسمت مواطنيها إلى نصفين.. مواطن عمومي ومواطن في القطاع الخاص، هذا براتبه يصيح وذاك بناقوس الجوع يدق...
صيامنا بكمامات لم تمنع لسان سليط أن يثقب قماشها ليخرج ألسنة لهب يسجل بها بعض النقاط الإضافية على خصومه... كمامات لم تلجم سياسيين كانوا بالأمس في الشوارع والأزقة يوزعون الوعود و"اقسموا بالله جهد ايمانهم " إن هم باتوا حكاما وصناع قرار سيحولون البلد إلى جزء من الجنة...
اليوم صاموا عن الكلام لبسوا "الكمامة" حتى لا يفتحوا أفواههم ويعترفوا بعجزهم عن توفير ربع رغيف وبعض "السميد"...
راشد شعور
لم يحتج العالم كمثل حاجته في هذه الفترة إلى الكمامات... مصانع تشتغل ليلا نهارا، توريد، تصدير... شحن... المهم "الكمامات" للتوقي، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشرية التي ودعت ما يقارب الـ250 الفا من سكان الارض.
العالم يبحث عن الكمامات حتى لا يشتم رائحة الموت في ايام الإفطار، وفي هذا الشهر الكريم الذي يصوم فيه المسلمون في كل العالم عن الأكل والشرب وعن كل الشهوات لتسمو النفس وتحلق مع الملائكة في عالم الطهر والخشوع والنقاوة ونكران الذات...
العالم يبحث عن كمامات حتى لا تزكم ريح الموت أنفه ولا يتلقف حلقه حرقة الفراق ومعانيه، حتى ان الصائمين الخاشعين الذين يخافون "يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار" " طلقوا " في هذا الشهر المساجد حماية لأنفسهم وأنفس غيرهم ، واكتفوا بسجاد صغير في البيت يضمن الركوع والسجود بجسد يتوجس خيفة من فيروس لعين وبنفس تطمح لمزيد البقاء بين الأقارب والأحباب وتظن أن عزرائيل يطوقها من كل جانب إن لا يرتدي صاحبها الكمامات...
رمضاننا هذا العام، بالكمامات، ولمن يرفض هذا اللفظ نقول باللثام المهم هو رمضان استثنائي، لا مقاه ليلية، ولا شيشة ولا حشيشة رمضان، رمضان في الجائحة لم تعهده البشرية ولم يتعود التونسيون على صيام نهاره ونوم ليله باكرا على فراش مل ظهر صاحبه بحجر صحي انفلت منه من خاف جوع عياله ففضل الموت بالفيروس اللعين عن الموت وبطون أبنائه خالية خاوية...
صيامنا هذا العام بكمامات لم تقدر أن تلجم فم محتكر "مستكرش" صام يومه "رئاء الناس" وجوَع أرامل ويتامى ليكتنز من المال ما قد لا تسعفه الحياة بأن يشتري به كمامة توضع في العادة على فم الدابة لئلا تأكل وتعض غيرها...
صيامنا بكمامات لم تذكر مستثمر أن أجيره لن ينزع كمامته لتناول رغيف بين يدي مؤجر أسقطته الدولة من حساباتها فقسمت مواطنيها إلى نصفين.. مواطن عمومي ومواطن في القطاع الخاص، هذا براتبه يصيح وذاك بناقوس الجوع يدق...
صيامنا بكمامات لم تمنع لسان سليط أن يثقب قماشها ليخرج ألسنة لهب يسجل بها بعض النقاط الإضافية على خصومه... كمامات لم تلجم سياسيين كانوا بالأمس في الشوارع والأزقة يوزعون الوعود و"اقسموا بالله جهد ايمانهم " إن هم باتوا حكاما وصناع قرار سيحولون البلد إلى جزء من الجنة...
اليوم صاموا عن الكلام لبسوا "الكمامة" حتى لا يفتحوا أفواههم ويعترفوا بعجزهم عن توفير ربع رغيف وبعض "السميد"...
راشد شعور
