قصة نجم (محمد القمّودي) ..فخر تونس وملهم الأجيال
تاريخ النشر : 09:13 - 2020/05/01
محمد التليلي بن عبد الله أو محمد القمّودي ابن منطقة سيدي عيش بقفصة، عداء كتب التاريخ بأحرف من ذهب وكان أفضل سفير لتونس في مختلف التظاهرات التي شارك فيها خاصة الأولمبياد. وقد اختص في المسافات الطويلة ممّا مكّنه من الاحراز على أربع ميداليات أولمبية. دخوله عالم العدو كان صدفة بما أنه لم يمارس الرياضة منذ صغره، ولم يذهب إلى المدرسة يوما في حياته. ولكنه اكتشف موهبته بنفسه بل تحت ضغط والده الذي كان يخاف عقابه كلما تأخر في تحقيق طلبه.
تهديد والده كشف موهبته
لم تكن موهبة محمد القمّودي ظاهرة للعيان بل كانت سرا لا يدركه أحد، فهو لم يتدرب في مراكز التكوين ولم يصقل موهبته أي مدرب، بل يمكن القول إن والده هو الذي دربه أحسن تدريب دون قصد كما اعترف بذلك محمد القمّودي، فهو كان يعيش في قرية ريفية جبلية اسمها سيدي يعيش وتبعد حوالي 20 كليومترا عن مدينة قفصة، وكان والده يطلب منه احضار الشاي في زمن قياسي من مدينة قفصة، ولأنه كان يخاف عقابه يسرع ركضا ويعود ركضا قاطعا مسافات طويلة بين الذهاب والاياب لتلبية رغبة والده. ومن تلك الحادثة انطلقت قصة نجاح هذا البطل الذي قارع الكبار في الأولمبياد وخاصة في سباقات المسافات الطويلة. والمعروف عن محمد القمودي انضباطه وعزيمته القوية وإصراره على التألق، ذلك أنه خلال التربصات الإعدادية وبعد التدريب يتناول العشاء ثم يخلد الى الراحة في غرفته عكس بقية زملائه الذين يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل.
إنجازات غير مسبوقة
ترك محمد القمودي ارثا كبيرا من مشاركاته في الألعاب الأولمبية منذ 1964 إلى 1972، ولعل أولمبياد مكسيكو 1968 هي الأفضل في مسيرته بما أنه حقق ميداليتين واحدة ذهبية وأخرى برونزية رغم المنافسة القوية خاصة من العدّاء الكيني «كينو» الذي كان مرشحا للفوز لكن القمودي خالف كل التوقعات وأحدث المفاجأة ليهدي تونس أول ميدالية ذهبية، بعد أن سبق له احراز الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو 1964. وواصل القمودي كتابة تاريخ الرياضة التونسية في الأولمبياد عندما أحرز الفضية في ألعاب مونيخ سنة 1972، وكان بالإمكان أفضل مما كان لولا حادثة سقوطه أثناء السباق عندما تمت مضايقته من طرف العداء الفنلندي «فيران» ولما حاول الابتعاد عنه دفعه بقوة دون قصد فسقط أرضا وخسر وقتا كان سيمنحه مكسبا أفضل.
بفضله عرف العالم علم تونس
انجازات محمد القمّودي لم تقتصر على الصعود على منصات التتويج فقط بل تجاوز ذلك ليكون أفضل سفير لتونس في المحافل الدولية وبفضله عرف العالم هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بعطاء أبنائه، فخلال حصوله على أول ميدالية أولمبية وهي فضية في طوكيو تفاجأ المنظمون بعدم معرفتهم للعلم التونسي فاستنجدوا بحقيبة القمودي الرياضية المرسوم عليها علم تونس وبسرعة توصّلوا الى إنقاذ الموقف بإعداد علم تونس قبل مراسم التتويج. وكان في الحسبان أن يشارك القمودي خلال أولمبياد مونتريال 1976 في سباق «الماراطون»، ورغم أنه استعد لهذا الحدث كما يجب إلا أنه تفاجأ بقرار الوفود الافريقية بمقاطعة تلك الألعاب ولم يسمح له بالمشاركة فيها ليُحرم بإنهاء مسيرته الرياضية بميدالية أخرى يضيفها للميداليات التي أحرزها. ويمكن القول إن القمودي يبقى أحد أفضل أبطال تونس لكل الأوقات كما أنه ألهم أجيالا بأكملها.

محمد التليلي بن عبد الله أو محمد القمّودي ابن منطقة سيدي عيش بقفصة، عداء كتب التاريخ بأحرف من ذهب وكان أفضل سفير لتونس في مختلف التظاهرات التي شارك فيها خاصة الأولمبياد. وقد اختص في المسافات الطويلة ممّا مكّنه من الاحراز على أربع ميداليات أولمبية. دخوله عالم العدو كان صدفة بما أنه لم يمارس الرياضة منذ صغره، ولم يذهب إلى المدرسة يوما في حياته. ولكنه اكتشف موهبته بنفسه بل تحت ضغط والده الذي كان يخاف عقابه كلما تأخر في تحقيق طلبه.
تهديد والده كشف موهبته
لم تكن موهبة محمد القمّودي ظاهرة للعيان بل كانت سرا لا يدركه أحد، فهو لم يتدرب في مراكز التكوين ولم يصقل موهبته أي مدرب، بل يمكن القول إن والده هو الذي دربه أحسن تدريب دون قصد كما اعترف بذلك محمد القمّودي، فهو كان يعيش في قرية ريفية جبلية اسمها سيدي يعيش وتبعد حوالي 20 كليومترا عن مدينة قفصة، وكان والده يطلب منه احضار الشاي في زمن قياسي من مدينة قفصة، ولأنه كان يخاف عقابه يسرع ركضا ويعود ركضا قاطعا مسافات طويلة بين الذهاب والاياب لتلبية رغبة والده. ومن تلك الحادثة انطلقت قصة نجاح هذا البطل الذي قارع الكبار في الأولمبياد وخاصة في سباقات المسافات الطويلة. والمعروف عن محمد القمودي انضباطه وعزيمته القوية وإصراره على التألق، ذلك أنه خلال التربصات الإعدادية وبعد التدريب يتناول العشاء ثم يخلد الى الراحة في غرفته عكس بقية زملائه الذين يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل.
إنجازات غير مسبوقة
ترك محمد القمودي ارثا كبيرا من مشاركاته في الألعاب الأولمبية منذ 1964 إلى 1972، ولعل أولمبياد مكسيكو 1968 هي الأفضل في مسيرته بما أنه حقق ميداليتين واحدة ذهبية وأخرى برونزية رغم المنافسة القوية خاصة من العدّاء الكيني «كينو» الذي كان مرشحا للفوز لكن القمودي خالف كل التوقعات وأحدث المفاجأة ليهدي تونس أول ميدالية ذهبية، بعد أن سبق له احراز الميدالية البرونزية في أولمبياد طوكيو 1964. وواصل القمودي كتابة تاريخ الرياضة التونسية في الأولمبياد عندما أحرز الفضية في ألعاب مونيخ سنة 1972، وكان بالإمكان أفضل مما كان لولا حادثة سقوطه أثناء السباق عندما تمت مضايقته من طرف العداء الفنلندي «فيران» ولما حاول الابتعاد عنه دفعه بقوة دون قصد فسقط أرضا وخسر وقتا كان سيمنحه مكسبا أفضل.
بفضله عرف العالم علم تونس
انجازات محمد القمّودي لم تقتصر على الصعود على منصات التتويج فقط بل تجاوز ذلك ليكون أفضل سفير لتونس في المحافل الدولية وبفضله عرف العالم هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بعطاء أبنائه، فخلال حصوله على أول ميدالية أولمبية وهي فضية في طوكيو تفاجأ المنظمون بعدم معرفتهم للعلم التونسي فاستنجدوا بحقيبة القمودي الرياضية المرسوم عليها علم تونس وبسرعة توصّلوا الى إنقاذ الموقف بإعداد علم تونس قبل مراسم التتويج. وكان في الحسبان أن يشارك القمودي خلال أولمبياد مونتريال 1976 في سباق «الماراطون»، ورغم أنه استعد لهذا الحدث كما يجب إلا أنه تفاجأ بقرار الوفود الافريقية بمقاطعة تلك الألعاب ولم يسمح له بالمشاركة فيها ليُحرم بإنهاء مسيرته الرياضية بميدالية أخرى يضيفها للميداليات التي أحرزها. ويمكن القول إن القمودي يبقى أحد أفضل أبطال تونس لكل الأوقات كما أنه ألهم أجيالا بأكملها.