مع الشروق.. هـــــروب الأدمغـــــــة»

مع الشروق.. هـــــروب الأدمغـــــــة»

تاريخ النشر : 08:00 - 2021/02/27

سجلت سنة 2020 المنقضية هجرة 2500 مهندس تونسي في الوقت الذي ينشغل فيه حكام تونس بالخلافات وتفسير الدستور وفي الوقت الذي أصبح فيه الاهتمام بتنظيم المسيرات في العاصمة أكثر أهمية من كل القضايا والاشكاليات المطروحة.
آلاف المهندسين والاطباء والجامعيين يهاجرون كل يوم، وآلاف مطالب الهجرة تودع كل يوم وكل ساعة في شبابيك السفارات ، الجميع هدفه الهروب من تونس والبحث عن وطن جديد بعد ان فقد الجميع الأمل.
تتعمد كل الحكومات التي تعاقبت على تونس عدم الاهتمام بملف هجرة الادمغة التونسية ، معاهدنا العليا وجامعاتنا صارت مختصة في تخريج المهاجرين ، لا أحد يهتم بالأمر ، وزارة التعليم العالي آخر اهتماماتها ملف هجرة الأدمغة وهروب المهندسين والاطباء والعلماء وحتى الطلبة وخريجي مراكز التكوين المهني.
بعض الدراسات أكّدت ان هروب الادمغة والجامعيين من تونس يفوق هروبهم من سوريا التي تعاني من حرب طاحنة منذ أكثر من عشر سنوات.
في العشر سنوات الاخيرة غادر تونس آلاف الاطباء ومنهم عميد كلية الطب ، يبدو انه بعد سنوات قليلة سنضطر الى جلب اطباء ومهندسين وجامعيين من بلدان أخرى للعمل هنا.
لماذا لا يهتم رئيس الدولة بهذا الملف ويعتبره احد ملفات الأمن القومي ويسعى الى إيجاد حلول له.
تونس هي البلد الوحيد في العالم الذي يعتصم فيه العلماء والدكاترة وخريجي المراحل العليا مطالبين بفتح المخابر امامهم للعمل ، وتونس هي البلاد الوحيد في العالم الذي فيه اطباء وتقنيين سامين في الصحة عاطلين عن العمل في الوقت الذي يحارب فيه العالم وباء الكورونا وفي الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات من نقص فادح في الموارد البشرية وغياب الأطباء.
كل القطاعات في تونس اليوم تحتاج الى خبرات ومهارات المهندسين الذين يعانون لسنوات بعد التخرج من البطالة والتهميش.
على الحكومة ان تراجع تصوراتها ومواقفها ونظرتها الى هذه الملفات وعلى رئيس الدولة ان يضع ملف هروب الادمغة من تونس ضمن أولوياته المطلقة.
لا نحتاج اليوم الى تفسير الدستور فقد صدقنا كذبة انه أفضل دستور في العالم بل نحتاج الى فهم مشاكلنا وإيجاد حلول عاجلة لمشاكل مزمنة.
تونس اليوم تحتاج الى كل ابنائها من الاطباء والمهندسين والعمّال وخريجي كل مراحل التعليم لا يمكن ان يستمر الوطن في طرد ابنائه وان يستمر السياسيون في الضحك على ذقون الشعب المسكين.
سفيان الاسود

تعليقات الفيسبوك