مع الشروق : مجلس أمن النظام القديم

مع الشروق : مجلس أمن النظام القديم

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/21

بعد رفع الولايات المتحدة للفيتو في جلسة التصويت على قرار وقف الحرب في قطاع غزة، بعد أن وافق عليه 14 دولة من جملة 15 دولة، و بعد حضور مجرم الحرب الذي صدرت في حقه اتهامات بارتكاب الإبادة الجماعية، و فسح المجال له لإلقاء كلمة من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، بات من الضروري العمل على إسقاط النظام الدولي القديم، و إنهاء حالة التغول و التطرف التي تمارسها أمريكا في حماية الكيان الصهيوني. 
إذا كان من المعتاد أن تستخدم الولايات حق النقض "الفيتو" عندما يتعلق الأمر بقرار يكون فيه الكيان الصهيوني طرفا، فإنه في ظل التحولات الجارية بات من الضروري أن تعلن الدول التي تحمل فعليا لواء الدفاع عن الإنسانية عن خطوات جدية للانسحاب أو لتعليق عمل بعض الهيئات، التي لم تكن يوما إلاّ "عصا" في يد واشنطن لتدمر بها شعوبا و دولا. فمجلس الأمن على سبيل المثال ليس إلاّ عنوانا لنظام قديم يتآكل و يتراجع ، ولم يعد مقبولا بتاتا أن يستمر بالشكل القديم لأنّ العالم تغير و القوى المهيمنة بالأمس لا تمتلك فعليا أدوات قيادة العالم و التحكم في مصيره، فليس مقبولا أن يستمر المجلس بأغلبية غربية ( أوروبا و امريكا) عندما يتعلق الأمر بحق استخدام الفيتو. و القوى القوية فعلا مثل الصين و روسيا و من ورائهما بقية دول الجنوب الناهض و التجمعات الإقليمية مثل شنغهاي و بريكس و الاتحاد الأفريقي، بات لزاما عليها أن تتحرك على قاعدة بناء عالم جديد، و لم لا الانسحاب من "الهيئات الأممية " الخادمة لآليات هيمنة المنظومة القديمة المتطرفة و التي تقودها واشنطن. 
هل بات ضروريا اليوم إسقاط مجلس الأمن و حلّه نهائيا لأنه آلية استعمارية قديمة؟ الإجابة نعم و بالتأكيد، فلا خيار أمام أحرار العالم و قواه الصادقة في إنسانية أكثر عدالة إلا الاشتغال على هذا المبدإ و هذا الهدف؟ و لماذا الاستمرار في الحفاظ على الجمعية العامة وهي غير قادرة إلا على إصدار قرارات غير قابلة للتنفيذ. إن الاستمرار الحضور السنوي إلى واشنطن و تقديم خطابات بلهاء، هو استمرار في منح النظام الاستعماري القديم فسحة من الزمن ليواصل إفساد الحياة البشرية. و لا خيار إلاّ سحب آليات الرقابة و السيطرة من ذلك النظام.    
كمال بالهادي       

تعليقات الفيسبوك