مع الشروق: المقاومة ستكتب مستقبل فلسطين... والمنطقة

مع الشروق: المقاومة ستكتب مستقبل فلسطين... والمنطقة

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/11/04

في خضم الحرب الضارية التي تدور بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي، بدأت بعض الدوائر الغربية والامريكية في الترويج لمرحلة ما بعد نهاية معركة "طوفان الأقصى" وتزعم ان لديها خططا جاهزة و نماذج لإدارة قطاع غزة ، وهي كلها تصورات غير قابلة للتطبيق ولا تتطابق مع الواقع وغايتها محاولة ارباك المقاومة الصامدة التي تقارع العدوان وحلفاءه بكل ما لديها من عزيمة وثبات وقوة .


ومن بعض الاقتراحات التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية ،تشكيل قوات لحفظ السلام بمعية بعض الأنظمة الخليجية لنشرها في قطاع غزة ، وهو مخطط بائس سيتكسّر  حتما على جدار صمود المقاومة .


فهذا المقترح الامريكي مخالف لكل القوانين الدولية على اعتبار ان هذه المهمة تتجاوز دورها وتقع على عاتق جهات اخرى كمنظمة الأمم المتحدة مثلا ، كما ان هذا المقترح خارج عن سياق الواقع لأن المقاومة لن تفرط في اي شبر من القطاع وهي بصدد كتابة الانتصارات ، وستخرج بنصر كبير ولن تسمح لأي كان ان يركب على الاحداث ويسرق نصرها الذي تكتبه بدماء الشهداء والابرياء والمقاومين.


ليست الولايات المتحدة وحدها من بدأت في تسويق هذه المزاعم والتصورات المستقبلية لما بعد طوفان الاقصى، بل توجد شخصيات اخرى معروفة بقربها من الدوائر الصهيونية التي تطرح نماذج مسقطة للتحكم في غزة وتتحدث عن فترات انتقالية وانتخابات ، وهي تصورات لا يمكن ان تتحقق بتاتا لان المقاومة ستقول كلمة الفصل وهي من ستحدد مستقبل القطاع وربما مستقبل المنطقة ككل .


ويبدو ان هذه التقارير والحديث عن الجهات التي ستحكم غزة بعد معارك الطوفان كلها افكار صهيونية او مبادرات غربية وامريكية ، تم تلقينها لبعض المسؤولين لمحاولة ارباك المقاومة في المقام الاول وايضا لمحاولة ارجاع الاوضاع الى ماكانت عليه قبل عملية "طوفان الاقصى" البطولية ، التي اطلقتها المقاومة لتغيير الواقع وكسر الصهاينة وتحرير البلاد لا من اجل ارجاع مثل هذه المبادرات الرامية الى تثبيت واقع الاحتلال والتحكم الصهيوني في القرار الفلسطيني.


كل هذه المبادرات والمزاعم سيكتب لها الفشل حتما على اعتبار ان المنطقة ككل تتجه نحو حالة جديدة من قواعد الاشتباك ، وقد تتسع الحرب بعد التهديدات القوية التي اطلقها الامين العام لحزب الله حسن نصر الله.


فنصر الله توعد بعدم التفريط في انتصار المقاومة الفلسطينية، وأطلق تحذيرات قوية حول امكانية توسّع الصراع واشتعال حرب اقليمية بهدف تثبيت انتصارات المقاومة في غزة وانهاء الغطرسة الصهيونية المتواصلة منذ عقود.


هذه التهديدات توحي بأن انتصار غزة هدف رئيسي لمحور المقاومة ، وهو انتصار سيدفع نحو تشكيل خارطة جيوسياسية جديدة في المنطقة.. فكل هذه التغييرات والمفاجآت المقبلة ستكون في صالح المقاومة الفلسطينية ، التي ستسطّر في نهاية المطاف نصرا على اعدائها و سترسم مستقبل فلسطين لتسقط كل المبادرات والدسائس والمؤامرات الصهيونية والامريكية التي تحاك ضد غزة وفلسطين عموما .


ناجح بن جدّو

تعليقات الفيسبوك