أعلن الامين العام  للإتحاد التونسي للشغل نورالدين الطبوبي في ذكرى اغتيال الزعيم فرحات حشاد عن مشروع الخط الثالث لإنقاذ البلاد وهذا من صميم دور الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان شريكا في بناء الدولة وفي معركة التحرير وبالتالي فهو معني تماما ككل الأحزاب في بلورة مشروع وطني ينقذ البلاد من الهاوية التي تقترب منها بسبب الأزمة الاقتصادية والاحتقان الاجتماعي وتأخر الرئيس قيس سعيد في الاعلان عن خارطة طريق تطمئن التونسيين. 
فالاتحاد العام التونسي للشغل كان دائما معدّلا للحياة السياسية باعتباره قوة اقتراح وغير معني بشكل مباشر بالحكم لكن هذا الدور التعديلي لن ينجح فيه الاتحاد مالم تنخرط معه الأحزاب التي لم تشارك في الحكم خلال العشرية السوداء (لأنهم مسؤولون عن الأزمة ولا يمكن أن يكون لهم حل لها) ولابد من الالتقاء على الحد الأدنى والاتفاق على خارطة طريق تلتقي حولها الاحزاب والمنظمات الوطنية فيما يشبه أحياء الجبهة الوطنية بالاتفاق مع الرئيس قيس سعيد الذي يمثل ضمانة خارطة الطريق التي بدأها في 25جويلية لكن توقفه عند تجميد مجلس نواب الشعب فقط دون تحديد سقف زمني ودون اجراءات أخرى مرافقة تطمئن الشارع جعل الثقة والحماس لهذه الاجراءات تتراجع. 
فصحيح أن مجلس نواب الشعب كان هو المشكل ولم يكن من الممكن إيجاد حلول طالما أن المجلس يتحكم في كل شيء وكان لابد من كسر هذه الحلقة المفرغة التي كانت تعيش فيها تونس منذ اقرار دستور 2014 لكن ماذا بعد؟ اي مصير للمجلس؟ اي مصير للدستور؟ متى ستجرى الانتخابات ووفق أي قانون؟ الخ… 
ان الخط الثالث الذي اقترحه الاتحاد العام التونسي للشغل لن يكون هو الحل ما لم يلتق ويلتف حوله الفاعلون من أحزاب لم تشارك في الحكم ولم تتورط في الخراب الذي تعيشه البلاد ودون مساندة اتحادي الاعراف والفلاحين واتحاد المرأة والجمعيات الفاعلة. 
فلا خلاص لتونس ولا سلامة لشعبها مالم تولد هذه الجبهة الوطنية من أجل الانقاذ على ان لا يتجاوز السقف الزمني عاما آخر في أقصى الحالات. 

نورالدين بالطيب