مع الشروق..«الحـــشـــر» الصـــحـــي

مع الشروق..«الحـــشـــر» الصـــحـــي

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/05/10

"باغتت" حكومة المشيشي الجميع بقرارها المتسرع في الحظر الصحي الشامل الذي انطلق أمس الأحد 9 ويتواصل إلى غاية يوم 16 ماي الجاري. فخلقت بذلك حالة من الفوضى لتطبيق كل بنود "الحشر" الصحي ..
محطات النقل ، والفضاءات التجارية ، والأسواق ، ومراكز البريد اكتظت وازدحمت بالمواطنين لحظات بعد استماعهم إلى قرار الحجر الصحي  الذي كانت الحكومة أكدت مرارا وتكرارا أنه لا يمكن اتخاذه بالنظر إلى الظرف المالي الصعب الذي تمر به البلاد .
داخل هذه الفضاءات ، طبقت بروتوكولات الحجر الصحي بتفاصيل تفاصيلها من تباعد ووضع الكمامات لسلامة المواطن ... وفي قلب هذه المساحات شعر المواطن بقيمته كمواطن له واجبات وحقوق تحترم في السراء والضراء ، و في الصحة والوباء ..
حكومة المشيشي باغتت كذلك التجار وخاصة منهم الذين ينشطون أيام العيد ويلقون على هذه الفترة كل آمالهم في تدارك ما فات من الكساد والبوار ، ليجد أصحاب محلات الملابس الجاهزة والأحذية والحلويات ولعب العيد ، أنفسهم في التسلل ويضيفوا الى كساد تجارتهم كسادا ..
حكومة المشيشي التي تشتغل والحمد لله بنصف طاقتها ، جاءت "لكماتها" للمواطن التونسي قوية هذه المرة : قرار حجر صحي مفاجئ  دون مرافقة اجتماعية ، وحظر صحي شامل دون الأخذ بعين الاعتبار واقع التونسي وتفاعله مع أعياده الدينية واندفاعه و"لهفته" في الظروف العادية فما بالك الاستثنائية .  
لكمات حكومتنا للشعب لم تمهد لها حكوماتنا بتسخينات تذكر... هكذا ومباشرة ودون تمهيد جاءت كالموت بغتة . فاتجهت إلى الغلق الشامل دون إعلام مسبق يمكَن المواطن من قضاء شؤونه وحاجياته في متسع من الوقت دون تطبيق بروتوكول "حشر صحي " رأيناه في اليومين الأخيرين وقد يخلف خسائر لا انتصارا على الكوفيد الذي يرتع  في تونس كما يشاء .
الفيروس يرتع ويلهو بيننا ويمرح ، فلا تطعيمات ولا بروتوكولات تقطع سلاسل العدوى .. مواطن متراخ ..وحكومة ورئيس دولة وساسة مهتمون بتفسير الدستور وتأويل فصوله حسب المقاس والصلاحيات التي استأثرت حياتنا وحجبت عنا هول هذا الوباء الذي يأتي في كل 13 دقيقة على روح مواطن سلم حياته للدولة فخذلته .. 
كل الأضواء الحمراء اشتعلت.. المخزون الاستراتيجي من الأوكسيجين نفد أو يكاد ، وأسرة الإنعاش بلغت طاقتها القصوى ، واللقاحات متأخرة ونحن في أسفل ترتيب التطعيمات ... بعد كل هذا لا أجد اقتباسا " ينصف " أولي الأمر منا " إلا ربنا لا تؤاخذنا بما فعل حكامنا ..وكل عام وتونس بخير .
راشد شعور     
 

تعليقات الفيسبوك