مع الشروق .. 300 يوم من الإبادة.. 300 يوم من الصُّمود..
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/08/02
طوت الحرب الإسرائيلية على فلسطين أمس رقم 300 يوم وسط تواصل حالة من الانتظار في مختلف أرجاء العالم لموعد إنهاء ما يحصل من إبادة في حق الشعب الفلسطيني.. 300 يوم من الوحشية الإسرائيلية ومن الجرائم ضد الإنسانية ومن المجازر المختلفة بكامل ارجاء الأراضي الفلسطينية، ولا سيما داخل قطاع غزة، لم ينجح خلالها العالم بمختلف دُوله ومنظماته الأممية والدولية والإقليمية في إيقاف نزيف حرب أتت على الأخضر واليابس في قطاع غزة وقتلت ما لا يقل عن 40 ألف شهيد وشرّدت ويتمت مئات الآلاف دون رحمة ولا شفقة ودمّرت المنازل والمستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية..
300 يوم من العدوان المتواصل بلا هوادة ودون انقطاع وبكل وحشية، ذاق خلالها الشعب الفلسطيني كل أنواع آلام الموت تحت نيران القصف اللاإنساني وكل آلام الاحتراق والعذاب والتشريد والجوع والعطش واليتم وسيل الدماء، دون ان يتمكن خلالها العالم بأسره من إيجاد سبيل نحو إيقاف الآلة الحربية الصهيونية الظالمة او على الأقل نحو هدنة يقع خلالها التوافق بين طرفي النزاع على وقف الحرب... 300 يوم كشف خلالها العدو عن وجهه الإجرامي الحقيقي وكشّر طوالها عن كل أنياب الوحشية واللاإنسانية لديه، فلم يستثن العُزّل من النساء والأطفال وكبار السن ومختلف المدنيين والصحفيين، بل إنه أوغل في قصف واستهداف المستشفيات والمدارس ومُخيمات اللجوء بلا شفقة أو رحمة..
300 يوم من العدوان الظالم على فلسطين ظل خلالها العالم بأغلب مكوناته تقريبا في موقع المتفرج، باستثناء جهود بعض الدول التي عبرت عن رفضها لما حصل وبادرت برفع شكاوى لدى المحاكم الدولية والمنظمات الأممية.. وفي المقابل لم تحرك هذه الأخيرة ساكنا ولم تقابل هذه الشكاوى سوى باللامبالاة والصمت ورفض إدانة الكيان المحتل.. 300 يوم تخللها أيضا صمت عربي رهيب تجاه ما يحصل، بل اكثر من ذلك تخللتها شبهات حول وجود "تواطؤ" عربي مع العدوّ، وهو ما شجعه على التمادي في حربه الغاشمة دون هوادة وخاصة دون خوف من أية ردة فعل عربية قوية قوامها تضامن وتآزر عربي شديد يقف في وجهه ويمنعه من التمادي في إجرامه ووحشيته..
في المقابل، قوبل كل ذلك بـ300 يوم من الصمود "التاريخي" من قبل الشعب الفلسطيني الذي نجح منذ 7 أكتوبر 2023، رغم كل الآلام والجراح، في كتابة تاريخ جديد للقضية الفلسطينية، وفي رسم آفاق مستقبل جديد لهذه القضية قد تتضح معالمه قريبا، وفي "حرمان" الكيان المحتل من تحقيق أي من أهدافه: فلا هو تمكن من كبح جماح المقاومة نهائيا، ولا من السيطرة كليا على قطاع غزة ولا من النجاح في التهجير القسري لكامل أبناء غزة مثلما خطط لذلك.. ولا هو نجح في إقناع كل العالم بشرعية ومشروعية حربه على القطاع، بل أكثر من ذلك لم ينجح حتى في اقناع مواطنيه بجدية هذه الحرب، في ظل ما يلقاه نتنياهو وحكومته وآلته العسكرية من داخل الكيان من انتقادات لفشله ومن رفض شعبي كبير لما يرتكبه من وحشية.
300 يوم من الصمود ومن الوقفات البطولية من أبناء الشعب الفلسطيني ستظل دائما في حاجة إلى سند قوي من بقية دول العالم لا سيما من الدول العربية، وأيضا من المنظمات الأممية المؤتمنة على حفظ السلام والأمن في كل شبر من الكرة الأرضية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية. فكل هذه الأطراف تتحمل اليوم ما بلغته الحرب الإسرائيلية على فلسطين من وحشية ومن تدمير بعد أن غضت الطرف طوال حوالي 10 أشهر عن اعمال الإبادة المتواصلة بشكل يومي.. وقد آن الأوان اليوم، بعد كل ما حصل من وحشية وإبادة، لأن تتحرك أكثر من أي وقت مضى وأن تضع حدا لما يحصل خاصة بعد ان وقف كل العالم على الطابع الظالم لهذه الحرب..
فاضل الطياشي
طوت الحرب الإسرائيلية على فلسطين أمس رقم 300 يوم وسط تواصل حالة من الانتظار في مختلف أرجاء العالم لموعد إنهاء ما يحصل من إبادة في حق الشعب الفلسطيني.. 300 يوم من الوحشية الإسرائيلية ومن الجرائم ضد الإنسانية ومن المجازر المختلفة بكامل ارجاء الأراضي الفلسطينية، ولا سيما داخل قطاع غزة، لم ينجح خلالها العالم بمختلف دُوله ومنظماته الأممية والدولية والإقليمية في إيقاف نزيف حرب أتت على الأخضر واليابس في قطاع غزة وقتلت ما لا يقل عن 40 ألف شهيد وشرّدت ويتمت مئات الآلاف دون رحمة ولا شفقة ودمّرت المنازل والمستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية..
300 يوم من العدوان المتواصل بلا هوادة ودون انقطاع وبكل وحشية، ذاق خلالها الشعب الفلسطيني كل أنواع آلام الموت تحت نيران القصف اللاإنساني وكل آلام الاحتراق والعذاب والتشريد والجوع والعطش واليتم وسيل الدماء، دون ان يتمكن خلالها العالم بأسره من إيجاد سبيل نحو إيقاف الآلة الحربية الصهيونية الظالمة او على الأقل نحو هدنة يقع خلالها التوافق بين طرفي النزاع على وقف الحرب... 300 يوم كشف خلالها العدو عن وجهه الإجرامي الحقيقي وكشّر طوالها عن كل أنياب الوحشية واللاإنسانية لديه، فلم يستثن العُزّل من النساء والأطفال وكبار السن ومختلف المدنيين والصحفيين، بل إنه أوغل في قصف واستهداف المستشفيات والمدارس ومُخيمات اللجوء بلا شفقة أو رحمة..
300 يوم من العدوان الظالم على فلسطين ظل خلالها العالم بأغلب مكوناته تقريبا في موقع المتفرج، باستثناء جهود بعض الدول التي عبرت عن رفضها لما حصل وبادرت برفع شكاوى لدى المحاكم الدولية والمنظمات الأممية.. وفي المقابل لم تحرك هذه الأخيرة ساكنا ولم تقابل هذه الشكاوى سوى باللامبالاة والصمت ورفض إدانة الكيان المحتل.. 300 يوم تخللها أيضا صمت عربي رهيب تجاه ما يحصل، بل اكثر من ذلك تخللتها شبهات حول وجود "تواطؤ" عربي مع العدوّ، وهو ما شجعه على التمادي في حربه الغاشمة دون هوادة وخاصة دون خوف من أية ردة فعل عربية قوية قوامها تضامن وتآزر عربي شديد يقف في وجهه ويمنعه من التمادي في إجرامه ووحشيته..
في المقابل، قوبل كل ذلك بـ300 يوم من الصمود "التاريخي" من قبل الشعب الفلسطيني الذي نجح منذ 7 أكتوبر 2023، رغم كل الآلام والجراح، في كتابة تاريخ جديد للقضية الفلسطينية، وفي رسم آفاق مستقبل جديد لهذه القضية قد تتضح معالمه قريبا، وفي "حرمان" الكيان المحتل من تحقيق أي من أهدافه: فلا هو تمكن من كبح جماح المقاومة نهائيا، ولا من السيطرة كليا على قطاع غزة ولا من النجاح في التهجير القسري لكامل أبناء غزة مثلما خطط لذلك.. ولا هو نجح في إقناع كل العالم بشرعية ومشروعية حربه على القطاع، بل أكثر من ذلك لم ينجح حتى في اقناع مواطنيه بجدية هذه الحرب، في ظل ما يلقاه نتنياهو وحكومته وآلته العسكرية من داخل الكيان من انتقادات لفشله ومن رفض شعبي كبير لما يرتكبه من وحشية.
300 يوم من الصمود ومن الوقفات البطولية من أبناء الشعب الفلسطيني ستظل دائما في حاجة إلى سند قوي من بقية دول العالم لا سيما من الدول العربية، وأيضا من المنظمات الأممية المؤتمنة على حفظ السلام والأمن في كل شبر من الكرة الأرضية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية. فكل هذه الأطراف تتحمل اليوم ما بلغته الحرب الإسرائيلية على فلسطين من وحشية ومن تدمير بعد أن غضت الطرف طوال حوالي 10 أشهر عن اعمال الإبادة المتواصلة بشكل يومي.. وقد آن الأوان اليوم، بعد كل ما حصل من وحشية وإبادة، لأن تتحرك أكثر من أي وقت مضى وأن تضع حدا لما يحصل خاصة بعد ان وقف كل العالم على الطابع الظالم لهذه الحرب..
فاضل الطياشي