مع الشروق : صدّقوه... لـم ير إبادة ولا مجاعة في غزّة !
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/08/06
مع كل ما تملكه أمريكا من أقمار صناعية ومن جواسيس ومن خدم وحشم في طول الكرة الأرضية وعرضها وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط عموما وحول فلسطين المحتلة خصوصا فإن الرئيس ترامب وجد من الصفاقة ما جعله يصرّح أمام كل العالم أنه لم ير مؤشرات تؤشر على وجود إبادة جماعية أو مجاعة في غزة.. بما أن «حماس» هي التي تضخم أرقام الشهداء والجرحى.. وبما أنها تستحوذ على الغذاء والدواء وتحرم منهما أهالي قطاع غزة.
وبحسب الرئيس ترامب فإن آلة الحرب الصهيونية التي أسقطت وتسقط منذ قرابة العامين آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ.. بما يعادل عديد المرات حجم القبلتين النوويتين اللتين أطلقتهما على اليابان في أربعينات القرن الماضي، بحسب الرئيس ترامب فإن هذه الآلة الحربية التي تدك البشر والشجر والحجر في غزة وتفضي على مظاهر الحياة فيها بريئة من دم الفلسطينيين الذين يتساقطون بالعشرات يوميا في ما بقي من مساكنهم وحول نقاط توزيع المساعدات.. كما أن هذا الكيان المتغطرس الذي يضرب حصارا قاتلا على أزيد من مليوني بشر ويحرمهم حتى أبسط الضروريات من دواء وغذاء بريء من تهمة تجويع سكان غزة.. ووصل به الأمر حدّ ترويج المغالطات واتهام السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح.. مع أن كل العالم يشهد بأن المعبر مفتوح من الجانب المصري وبأن الجيش الصهيوني هو من يفرض حصارا شاملا من الجهة الفلسطينية التي يسيطر عليها بالكامل ويمنع أي شاحنة من مجرّد الاقتراب من المعبر فما بالك بعبوره والدخول إلى القطاع.
نحن ندرك والعالم يدرك ان الكيان الصهيوني يخوض حربه القذرة على غزة وعلى الشرق الأوسط برمته لهثا وراء مشروع إقامة «إسرائيل الكبرى».. وأنه كذلك يخوض هذه الحرب نيابة عن أمريكا.. أي أن الادارة الأمريكية تتخذ من الكيان الذي تسلّحه وتموّله وتحصّنه من قرارات الشرعية الدولية قاعدة متقدمة لتنفيذ مخططاتها الاستراتيجية للإقليم وللعالم.. وتتخذ منه رأس حربة ومخلب قط تختفي وراءهما وتديرهما لتمرير ترتيباتها وخدمة مصالحها وإدارة صراعاتها الكبرى مع القوى العظمى مثل روسيا والصين التي ترفع شعار إنهاء الهيمنة الأمريكية، وإنهاء سطوة الدولار الأمريكي وإقامة نظام عالمي بديل يكون متعدد الأقطاب ويقبر إلى الأبد نظام الاحادية القطبية الأمربكي.
من هنا يصبح من «المفهوم» ما يصرّفه ترامب وما تصرّفه الادارات الأمريكية المتعاقبة من أكاذيب وأباطيل وما يلوحون به من تزييف للحقائق ومن ادزواجية مقيتة للمكاييل والموازين.. ويصبح «مفهوما» ما تبديه من استماتة في الدفاع عن الكيان الصهيوني الذي هو في نهاية المطاف دفاع عن قاعدتها المتقدمة في قلب منابع الطاقة وفي قلب ممرات وطرق التجارة العالمية.. ويصبح «مفهوما» أن تتعرى أمريكا وهي «رافعة» شعار الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان من كل المساحيق وأن تتنكّر للقيم التي خاضت باسمها حروبا ظالمة وأسقطت أنظمة ودمّرت شعوبا زورا وبهتانا كما حدث في العراق زمن الشهيد صدام حسين وكما حدث في ليبيا زمن الشهيد معمر القذافي وكما يحدث في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها.
ومن هنا يصبح من «الطبيعي» أن يستخدم الرئيس تراب كل قدراته البهلوانية وكل ابداعاته في السفسطة وقلب الحقائق لتبرئة حليفه الكيان الصهيوني من قتل أبناء غزة وإبادتهم ومن تجويعهم حتى الموت كي يباد بالجوع والمرض وسوء التغذية من لم تطله قذائف وصواريخ «أكبر جيش أخلاقي» في المنطقة.. اما النزاهة واما الحقيقة واما العدل والانصاف واما حقوق الشعوب في الحياة والحرية والكرامة فتلك مفردات غير موجودة في قواميس الادارات الأمريكية وفي قاموس الرئيس ترامب الذي أبان عن قدرات عجيبة في قلب الحقائق وفي بث الرعب وعدم الاستقرار في كل أرجاء العالم.
يا شعوب العالم ويا كل أحرار العالم صدّقوا الرئيس ترامب.. هو لم ير إبادة جماعية ولا مجاعة في غزة.. لأنه ببساطة ينظر بعيون صهيونية ويزن بموازين صهيونية.
عبد الحميد الرياحي
مع كل ما تملكه أمريكا من أقمار صناعية ومن جواسيس ومن خدم وحشم في طول الكرة الأرضية وعرضها وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط عموما وحول فلسطين المحتلة خصوصا فإن الرئيس ترامب وجد من الصفاقة ما جعله يصرّح أمام كل العالم أنه لم ير مؤشرات تؤشر على وجود إبادة جماعية أو مجاعة في غزة.. بما أن «حماس» هي التي تضخم أرقام الشهداء والجرحى.. وبما أنها تستحوذ على الغذاء والدواء وتحرم منهما أهالي قطاع غزة.
وبحسب الرئيس ترامب فإن آلة الحرب الصهيونية التي أسقطت وتسقط منذ قرابة العامين آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ.. بما يعادل عديد المرات حجم القبلتين النوويتين اللتين أطلقتهما على اليابان في أربعينات القرن الماضي، بحسب الرئيس ترامب فإن هذه الآلة الحربية التي تدك البشر والشجر والحجر في غزة وتفضي على مظاهر الحياة فيها بريئة من دم الفلسطينيين الذين يتساقطون بالعشرات يوميا في ما بقي من مساكنهم وحول نقاط توزيع المساعدات.. كما أن هذا الكيان المتغطرس الذي يضرب حصارا قاتلا على أزيد من مليوني بشر ويحرمهم حتى أبسط الضروريات من دواء وغذاء بريء من تهمة تجويع سكان غزة.. ووصل به الأمر حدّ ترويج المغالطات واتهام السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح.. مع أن كل العالم يشهد بأن المعبر مفتوح من الجانب المصري وبأن الجيش الصهيوني هو من يفرض حصارا شاملا من الجهة الفلسطينية التي يسيطر عليها بالكامل ويمنع أي شاحنة من مجرّد الاقتراب من المعبر فما بالك بعبوره والدخول إلى القطاع.
نحن ندرك والعالم يدرك ان الكيان الصهيوني يخوض حربه القذرة على غزة وعلى الشرق الأوسط برمته لهثا وراء مشروع إقامة «إسرائيل الكبرى».. وأنه كذلك يخوض هذه الحرب نيابة عن أمريكا.. أي أن الادارة الأمريكية تتخذ من الكيان الذي تسلّحه وتموّله وتحصّنه من قرارات الشرعية الدولية قاعدة متقدمة لتنفيذ مخططاتها الاستراتيجية للإقليم وللعالم.. وتتخذ منه رأس حربة ومخلب قط تختفي وراءهما وتديرهما لتمرير ترتيباتها وخدمة مصالحها وإدارة صراعاتها الكبرى مع القوى العظمى مثل روسيا والصين التي ترفع شعار إنهاء الهيمنة الأمريكية، وإنهاء سطوة الدولار الأمريكي وإقامة نظام عالمي بديل يكون متعدد الأقطاب ويقبر إلى الأبد نظام الاحادية القطبية الأمربكي.
من هنا يصبح من «المفهوم» ما يصرّفه ترامب وما تصرّفه الادارات الأمريكية المتعاقبة من أكاذيب وأباطيل وما يلوحون به من تزييف للحقائق ومن ادزواجية مقيتة للمكاييل والموازين.. ويصبح «مفهوما» ما تبديه من استماتة في الدفاع عن الكيان الصهيوني الذي هو في نهاية المطاف دفاع عن قاعدتها المتقدمة في قلب منابع الطاقة وفي قلب ممرات وطرق التجارة العالمية.. ويصبح «مفهوما» أن تتعرى أمريكا وهي «رافعة» شعار الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان من كل المساحيق وأن تتنكّر للقيم التي خاضت باسمها حروبا ظالمة وأسقطت أنظمة ودمّرت شعوبا زورا وبهتانا كما حدث في العراق زمن الشهيد صدام حسين وكما حدث في ليبيا زمن الشهيد معمر القذافي وكما يحدث في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها.
ومن هنا يصبح من «الطبيعي» أن يستخدم الرئيس تراب كل قدراته البهلوانية وكل ابداعاته في السفسطة وقلب الحقائق لتبرئة حليفه الكيان الصهيوني من قتل أبناء غزة وإبادتهم ومن تجويعهم حتى الموت كي يباد بالجوع والمرض وسوء التغذية من لم تطله قذائف وصواريخ «أكبر جيش أخلاقي» في المنطقة.. اما النزاهة واما الحقيقة واما العدل والانصاف واما حقوق الشعوب في الحياة والحرية والكرامة فتلك مفردات غير موجودة في قواميس الادارات الأمريكية وفي قاموس الرئيس ترامب الذي أبان عن قدرات عجيبة في قلب الحقائق وفي بث الرعب وعدم الاستقرار في كل أرجاء العالم.
يا شعوب العالم ويا كل أحرار العالم صدّقوا الرئيس ترامب.. هو لم ير إبادة جماعية ولا مجاعة في غزة.. لأنه ببساطة ينظر بعيون صهيونية ويزن بموازين صهيونية.
عبد الحميد الرياحي
