مع الشروق : سقـــوط عميـــــل
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/12/08
في رفح الجريحة، حيث تختلط رائحة الدماء الطاهرة الزكية برائحة البارود والقذائف، سقط العميل ياسر أبو شباب سقوطًا يليق بكل من خان أهله.
بائع وطنه بثمن بخس، خرج من قبيلة علّمته معنى الرجولة والشرف والدفاع عن قضيته بل قضية كل المسلمين العرب المشروعة، لكنه انقلب على إرثها وهرول نحو العدو، معتقدًا أن الطريق إلى النجاة يُعبد بالخيانة والذل دون حياء ، فكانت في الموعد للتخلص منه ..من العار .
لم تكن خطيئته عمالة فقط رغم ما في الكلمة من جرم ونذالة ، بل مشروع خيانة كامل بنى عليه طموحه المريض.. ترأس ما سُمّي بالقوات الشعبية، وأدار شبكة سرقة وتهريب مخدرات، فر من السجن ، او ساعدوه للفرار ، فصار ظلًا للاحتلال ينفذ أوامره في كل خطوة ،كان بنذالة يدهس وجع الناس، ويقايض آلامهم بثمن بخس وينهب رغيفهم من افواههم الجائعة، ليتحول من مهرب مخدرات إلى خنجر مغروس في قبيلته يمزق قلب غزة بلا رحمة.
عندما حانت اللحظة التي غابت طويلا جاءه الحساب الشعبي صافيا كحدّ السيف... لم تتردد قبيلته ولا غزة، ولم تساوم، بل أعادت ترتيب معادلتها الداخلية بطريقة يفهمها كل خائن عميل.
نُقل الخائن إلى مستشفى سوروكا بالكيان الغاشم ،وهناك انتهت الحكاية كما تنتهي كل قصص الخونة..مات بلا معنى، بلا دمعة، وبلا صوت يودّع ، بل كان الفرح عارما، لكنه ليس فرحا بالموت، بل بتحرر الناس من عبء خنجر وسخ نجس كان يطعنهم يوميا ويثقل خطواتهم ويفسد طمأنينتهم ويحوّل لياليهم إلى خوف متواصل ، وتلاحمهم الى تفرقة.
غزة، في لحظات كهذه، لا ترفع صوتها فقط، بل ترفع معناها كله لتؤكد أن الشعب هو خط الدفاع الأول، وأن الوحدة ليست شعارا بل ضرورة وجود.. فحين تتماسك الجبهة الداخلية يتحول الخائن إلى ورقة محترقة ، وحين ينكشف العميل ينهار كل رهان بائس وضعه العدو عليه، وتسقط أوهامه كما تسقط أبنية الوهم أمام زحف الحقيقة والغضب العادل.
التاريخ الفلسطيني مليء بأسماء سقطت بالطريقة نفسها ، فلا شيء ينجو من ذاكرة الشعوب حين يتعلق الأمر بالخيانة...ولنا في صفحات التاريخ اسماء عملاء نتنزه حتى عن ذكرها ..
أهالي غزة قد ينسون الجوع، لكنهم لا ينسون من طعنهم من الخلف .. وغزة، التي تدفع ثمن الصمت العربي كل يوم، تعرف جيدا أنه عليها أن تحمي نفسها بنفسها قبل أن تنتظر معجزة ..معجزة لا تأتي ما دام بعض الحكام جبناء أراذل ..
مقتل ياسر أبو شباب ليس مجرد نهاية عميل ذليل، بل نهاية لمنطق بائس حاول في تقديره أن يساوي بين الخيانة والذكاء..كل خائن يظن وهما أنه أذكى من شعبه وظله أطول من ذاكرة الناس ،لكنه يكتشف في اللحظة الأخيرة أن الشعب لا ينسى، وأن الزمن لا يحمي من باع أرضه وسلّم نفسه للذل قبل أن يسلّم جسده لنهاية مرة تليق به.
غزة اليوم لا تحتفل بالموت، بل بالحياة التي استعادت بعضا من نقائها لتقول للعالم الظالم الكرامة ليست ترفا، والعدالة ليست تأملا نظريا، بل فعل يومي يحرس الوجود ..وتضيف الخائن يسقط والمقاوم يبقى، والشعب يواصل السير فوق الركام كأنه يعلن أن هذه الأرض تعرف أبناءها جيدا وتحفظ أسماءهم في صدور الجبال وإرادة الأحياء وتعيد صياغة الغد.
راشد شعور
في رفح الجريحة، حيث تختلط رائحة الدماء الطاهرة الزكية برائحة البارود والقذائف، سقط العميل ياسر أبو شباب سقوطًا يليق بكل من خان أهله.
بائع وطنه بثمن بخس، خرج من قبيلة علّمته معنى الرجولة والشرف والدفاع عن قضيته بل قضية كل المسلمين العرب المشروعة، لكنه انقلب على إرثها وهرول نحو العدو، معتقدًا أن الطريق إلى النجاة يُعبد بالخيانة والذل دون حياء ، فكانت في الموعد للتخلص منه ..من العار .
لم تكن خطيئته عمالة فقط رغم ما في الكلمة من جرم ونذالة ، بل مشروع خيانة كامل بنى عليه طموحه المريض.. ترأس ما سُمّي بالقوات الشعبية، وأدار شبكة سرقة وتهريب مخدرات، فر من السجن ، او ساعدوه للفرار ، فصار ظلًا للاحتلال ينفذ أوامره في كل خطوة ،كان بنذالة يدهس وجع الناس، ويقايض آلامهم بثمن بخس وينهب رغيفهم من افواههم الجائعة، ليتحول من مهرب مخدرات إلى خنجر مغروس في قبيلته يمزق قلب غزة بلا رحمة.
عندما حانت اللحظة التي غابت طويلا جاءه الحساب الشعبي صافيا كحدّ السيف... لم تتردد قبيلته ولا غزة، ولم تساوم، بل أعادت ترتيب معادلتها الداخلية بطريقة يفهمها كل خائن عميل.
نُقل الخائن إلى مستشفى سوروكا بالكيان الغاشم ،وهناك انتهت الحكاية كما تنتهي كل قصص الخونة..مات بلا معنى، بلا دمعة، وبلا صوت يودّع ، بل كان الفرح عارما، لكنه ليس فرحا بالموت، بل بتحرر الناس من عبء خنجر وسخ نجس كان يطعنهم يوميا ويثقل خطواتهم ويفسد طمأنينتهم ويحوّل لياليهم إلى خوف متواصل ، وتلاحمهم الى تفرقة.
غزة، في لحظات كهذه، لا ترفع صوتها فقط، بل ترفع معناها كله لتؤكد أن الشعب هو خط الدفاع الأول، وأن الوحدة ليست شعارا بل ضرورة وجود.. فحين تتماسك الجبهة الداخلية يتحول الخائن إلى ورقة محترقة ، وحين ينكشف العميل ينهار كل رهان بائس وضعه العدو عليه، وتسقط أوهامه كما تسقط أبنية الوهم أمام زحف الحقيقة والغضب العادل.
التاريخ الفلسطيني مليء بأسماء سقطت بالطريقة نفسها ، فلا شيء ينجو من ذاكرة الشعوب حين يتعلق الأمر بالخيانة...ولنا في صفحات التاريخ اسماء عملاء نتنزه حتى عن ذكرها ..
أهالي غزة قد ينسون الجوع، لكنهم لا ينسون من طعنهم من الخلف .. وغزة، التي تدفع ثمن الصمت العربي كل يوم، تعرف جيدا أنه عليها أن تحمي نفسها بنفسها قبل أن تنتظر معجزة ..معجزة لا تأتي ما دام بعض الحكام جبناء أراذل ..
مقتل ياسر أبو شباب ليس مجرد نهاية عميل ذليل، بل نهاية لمنطق بائس حاول في تقديره أن يساوي بين الخيانة والذكاء..كل خائن يظن وهما أنه أذكى من شعبه وظله أطول من ذاكرة الناس ،لكنه يكتشف في اللحظة الأخيرة أن الشعب لا ينسى، وأن الزمن لا يحمي من باع أرضه وسلّم نفسه للذل قبل أن يسلّم جسده لنهاية مرة تليق به.
غزة اليوم لا تحتفل بالموت، بل بالحياة التي استعادت بعضا من نقائها لتقول للعالم الظالم الكرامة ليست ترفا، والعدالة ليست تأملا نظريا، بل فعل يومي يحرس الوجود ..وتضيف الخائن يسقط والمقاوم يبقى، والشعب يواصل السير فوق الركام كأنه يعلن أن هذه الأرض تعرف أبناءها جيدا وتحفظ أسماءهم في صدور الجبال وإرادة الأحياء وتعيد صياغة الغد.
راشد شعور