مع الشروق : بهلوانيات ترامب... إلى أين ؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/04/30
يواصل الرئيس الأمريكي شطحاته وبهلوانياته يمنة ويسرة.. فتارة يريد السطو على قطاع غزة وتحويله إلى منتجع لأثرياء العالم ضاربا عرض الحائط بالقانون الدولي وبحق الشعب الفلسطيني في أرضه... وهو تارة يزيد الرسوم على صادرات كل الدول ثم يتراجع ليخصّ بها الصين فقط مرحليا. وهو بذلك يحدث زلزالا يهز أسس الاقتصاد العالمي ويربك استقرارا يعاني من أعراض الهشاشة بطبعه.. وهو تارة يصعّد هجماته على الصين في مسعى بيّن الى إرباك التنّين الصيني والحد من توقه إلى احداث التوازن على النظام العالمي. وهو تارة أخرى يلتفت إلى إيران موزّعا تهديداته بالويل والثبور دون أن ينسى دول الخليج العربي وفي طليعتها المملكة العربية السعودية معبّرا عن نواياه الخبيثة في السطو على أموالها على اعتبار أنها تملك الكثير من المليارات وأن ثبات العائلات المالكة فيها يعود الفضل فيه إلى أمريكا.
وفي الختام ولو مؤقتا في انتظار شطحات أخرى، ها هو يدعو إلى عبور السفن الأمريكية من قنال السويس (وكذلك من قنال بنما) دون مقابل... وهو بذلك ينفذ عدوانا مزدوجا على جمهورية مصر العربية أولا باعتدائه الصارخ على سيادة الدولة المصرية واستباحته لممر مائي يقع بالكامل تحت سيادة مصر. ولا ينازعها فيه منازع منذ أن تمّ شقّه بتعب وبمعاناة وتضحيات الشعب المصري حين كانت أمريكا تحبو وتخطو خطواتها الأولى في سبعينيات القرن التاسع عشر (بداية الحفر عام 1859).. وثانيا فهو يخطط لحرمان الدولة المصرية والاقتصاد والشعب المصريين من مورد هام للعملة الصعبة... لأنه لا شيء سوف يمنع باقي الدول فيما لو نجحت عملية ـ البلطجة ـ «الترامبية» من النسج على المنوال الأمريكي والمطالبة بالعبور المجّاني من قنال واقع بالكامل تحت السيادة المصرية. وظل منذ شقه يعمل بنفس النظام دون أن يعترض أحد على طرق تشغيله.
الدولة المصرية استشعرت خطر هذه الهلوسات على سيادتها وعلى مصالحها الاقتصادية وعلى حق شعبها في السيادة على قناة مصرية والانتفاع بمواردها. وقد صدرت التعليمات للجيش المصري بتأمين عمل القناة وفق النظم المتعارف عليها وإن أدى الأمر باستعمال السلاح... وبذلك فإن مصر ترسل رسالة صارمة إلى الرئيس الأمريكي مفادها أن عملية السطو الممنهج أو لنقل البلطجة الأمريكية لن تمر... وان مصر مصمّمة على حماية مصالحها وتأمين سيادتها على القنال.
والواقع أن مسؤولية التصدي لهذه ـ الهرطقات الترمبية ـ ليست مسؤولية مصرية صرفة وان كانت في بدايتها مصرية. بل هي مسؤولية المجتمع الدولي ومسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي القائمين على حماية السلم والأمن الدوليين. ذلك أن دعوة من هذا القبيل هي دعوة إلى الفوضى على الساحة الدولية ودعوة الى استباحة الدول الصغيرة من قبل الدول الكبرى. فما الذي سوف يمنع أي قوة دولية أو اقليمية من فرض إرادتها على الدول الصغيرة ومصادرة مواردها واستباحة سيادتها ؟
وما الذي سوف يمنع في نهاية المطاف من عودة الاحتلال المباشر متدثرا بالدفاع عن مصالح وطنية ضيقة من قبيل هذه التي يروم ترامب تحقيقها من خلال دعوته الجائرة إلى عبور السفن الأمريكية مجانا عبر قنال السويس؟ كما أن مسؤولية التصدي لنوازع الهيمنة والغطرسة هذه تقع على المجموعة العربية أولا وعلى جامعة الدول العربية ثانيا المطالبة بالتحرك الناجز والسريع لارسال رسالة صارمة توقف هذا الصلف الأمريكي لأن نجاح هذه النزعة الأمريكية الظالمة سيكون تأشيرة لاستباحة موارد وثروات كل المنطقة لأن ترامب لن يعدم الحيلة والوسيلة لتنفيذ عملية سطو شاملة على مقدرات دول المنطقة فيما لو نجحت عملية استباحة قنال السويس.
وتأكيدا يبقى التصدي العربي لهذه الخطوة عنوانا للوجود العربي وللمستقبل العربي... ذلك أن الحقوق السياسية للأمة.. في فلسطين وغيرها مستباحة من قبل التحالف الصهيوني ـ الأمريكي.. وسوف يكون تنفيذ الخطوة الأمريكية بمثابة قتل نهائي لقنال السويس تهيئة لإتمام استباحة كاملة لموارد المنطقة.. وليتحسّس كل العرب رؤوسهم في هذه الحالة.
عبد الحميد الرياحي
يواصل الرئيس الأمريكي شطحاته وبهلوانياته يمنة ويسرة.. فتارة يريد السطو على قطاع غزة وتحويله إلى منتجع لأثرياء العالم ضاربا عرض الحائط بالقانون الدولي وبحق الشعب الفلسطيني في أرضه... وهو تارة يزيد الرسوم على صادرات كل الدول ثم يتراجع ليخصّ بها الصين فقط مرحليا. وهو بذلك يحدث زلزالا يهز أسس الاقتصاد العالمي ويربك استقرارا يعاني من أعراض الهشاشة بطبعه.. وهو تارة يصعّد هجماته على الصين في مسعى بيّن الى إرباك التنّين الصيني والحد من توقه إلى احداث التوازن على النظام العالمي. وهو تارة أخرى يلتفت إلى إيران موزّعا تهديداته بالويل والثبور دون أن ينسى دول الخليج العربي وفي طليعتها المملكة العربية السعودية معبّرا عن نواياه الخبيثة في السطو على أموالها على اعتبار أنها تملك الكثير من المليارات وأن ثبات العائلات المالكة فيها يعود الفضل فيه إلى أمريكا.
وفي الختام ولو مؤقتا في انتظار شطحات أخرى، ها هو يدعو إلى عبور السفن الأمريكية من قنال السويس (وكذلك من قنال بنما) دون مقابل... وهو بذلك ينفذ عدوانا مزدوجا على جمهورية مصر العربية أولا باعتدائه الصارخ على سيادة الدولة المصرية واستباحته لممر مائي يقع بالكامل تحت سيادة مصر. ولا ينازعها فيه منازع منذ أن تمّ شقّه بتعب وبمعاناة وتضحيات الشعب المصري حين كانت أمريكا تحبو وتخطو خطواتها الأولى في سبعينيات القرن التاسع عشر (بداية الحفر عام 1859).. وثانيا فهو يخطط لحرمان الدولة المصرية والاقتصاد والشعب المصريين من مورد هام للعملة الصعبة... لأنه لا شيء سوف يمنع باقي الدول فيما لو نجحت عملية ـ البلطجة ـ «الترامبية» من النسج على المنوال الأمريكي والمطالبة بالعبور المجّاني من قنال واقع بالكامل تحت السيادة المصرية. وظل منذ شقه يعمل بنفس النظام دون أن يعترض أحد على طرق تشغيله.
الدولة المصرية استشعرت خطر هذه الهلوسات على سيادتها وعلى مصالحها الاقتصادية وعلى حق شعبها في السيادة على قناة مصرية والانتفاع بمواردها. وقد صدرت التعليمات للجيش المصري بتأمين عمل القناة وفق النظم المتعارف عليها وإن أدى الأمر باستعمال السلاح... وبذلك فإن مصر ترسل رسالة صارمة إلى الرئيس الأمريكي مفادها أن عملية السطو الممنهج أو لنقل البلطجة الأمريكية لن تمر... وان مصر مصمّمة على حماية مصالحها وتأمين سيادتها على القنال.
والواقع أن مسؤولية التصدي لهذه ـ الهرطقات الترمبية ـ ليست مسؤولية مصرية صرفة وان كانت في بدايتها مصرية. بل هي مسؤولية المجتمع الدولي ومسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي القائمين على حماية السلم والأمن الدوليين. ذلك أن دعوة من هذا القبيل هي دعوة إلى الفوضى على الساحة الدولية ودعوة الى استباحة الدول الصغيرة من قبل الدول الكبرى. فما الذي سوف يمنع أي قوة دولية أو اقليمية من فرض إرادتها على الدول الصغيرة ومصادرة مواردها واستباحة سيادتها ؟
وما الذي سوف يمنع في نهاية المطاف من عودة الاحتلال المباشر متدثرا بالدفاع عن مصالح وطنية ضيقة من قبيل هذه التي يروم ترامب تحقيقها من خلال دعوته الجائرة إلى عبور السفن الأمريكية مجانا عبر قنال السويس؟ كما أن مسؤولية التصدي لنوازع الهيمنة والغطرسة هذه تقع على المجموعة العربية أولا وعلى جامعة الدول العربية ثانيا المطالبة بالتحرك الناجز والسريع لارسال رسالة صارمة توقف هذا الصلف الأمريكي لأن نجاح هذه النزعة الأمريكية الظالمة سيكون تأشيرة لاستباحة موارد وثروات كل المنطقة لأن ترامب لن يعدم الحيلة والوسيلة لتنفيذ عملية سطو شاملة على مقدرات دول المنطقة فيما لو نجحت عملية استباحة قنال السويس.
وتأكيدا يبقى التصدي العربي لهذه الخطوة عنوانا للوجود العربي وللمستقبل العربي... ذلك أن الحقوق السياسية للأمة.. في فلسطين وغيرها مستباحة من قبل التحالف الصهيوني ـ الأمريكي.. وسوف يكون تنفيذ الخطوة الأمريكية بمثابة قتل نهائي لقنال السويس تهيئة لإتمام استباحة كاملة لموارد المنطقة.. وليتحسّس كل العرب رؤوسهم في هذه الحالة.
عبد الحميد الرياحي
