مع الشروق :الاعتراف... نصر أكتوبر الجديد
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/08/03
لم يتلقّ العدو الصهيوني هزيمة نكراء في تاريخ حروبه مع الدول العربية هزيمة أكبر من هزيمة أكتوبر في العام 1973، ولكن هذا لا يعني أنّ الكيان المحتل لم يتلق هزائم أخرى في سيرورة معارك تحرير الأرض العربية، ففي سنة 2000 اندحر مهزوما من جنوب لبنان وفي جويلة من العام 2006 مرّغ حزب الله انف اسرائيل في تراب وادي الحجير في ما عرف وقتها بمجزرة الميركافا، ويبدو اننا على ابواب نصر دبلوماسي جديد للقضية الفلسطينية في شهر سبتمبر القادم ويحق لنا أن نسميه نصر أكتوبر الجديد.
فسيل الاعترافات بالدولة الفلسطينية جارف، والمهمّ فيه هو التحولات الجذرية في مواقف الدول الغربية من القضية الفلسطينية، فبدل مشروع التصفية الذي كان يعدّ لها، أحيا حدث السابع من أكتوبر 2023 أوراق القضية ملفاتها التي تعفّرت بالتراب، و استطاعت تضحيات الشعب الفلسطيني الجسيمة في قطاع غزة و في الضفة الغربية أن تقود إلى هذا النصر الدبلوماسي العظيم الذي حتى وإن عارضته الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني، فإنهما لن يستطيعا الاستمرار طويلا في مواجهة رفض الحق الفلسطيني و الشرعية الدولية.
إنّ مشاهد التخريب الشامل لقطاع غزة، وعشرات الآلاف من الشهداء و الجرحى و المفقودين، هو الثمن اللازم لنيل الحرية، لأن الشعب الفلسطيني كما الشعوب التي كانت مستعمرة، كان عليه أن يدفع ثمنا باهظا لنيل استقلاله وحرّيته، صحيح أنّ المشاهد مؤلمة ، ولكن اسلافنا دفعوا ذات الأثمان و ربما اكثر من ذلك طيلة عقود من الاستعمار لأوطاننا لكن صبرهم و نضالهم هو الذي أنتج تحررهم. وهكذا الحال في كل فلسطين، فتضحيات غزة وقبله الضفة و عموم فلسطين كانت مراكمة تاريخية للتضحيات من أجل الوصول إلى حالة الاعتراف بدولة فلسطين حتى من الذين أطلقوا في القرن الماضي وعد بلفور. لقد قال الشاعر أحمد شوقي "ما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا/ وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ، إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا. " ومثله علّم الشاعر أبو القاسم الشابي الشعوب معنى ربط إرادة الحياة باستجابة القدر، وهذه القيم تتجسد اليوم في قضية فلسطين، إذ الاعتراف الدولي بدولة فلسطين هو التحرر الذي ينشده شعب الجبارين، بفضل دماء شهدائه وأمعاء ابنائه الخاوية.
كمال بالهادي
لم يتلقّ العدو الصهيوني هزيمة نكراء في تاريخ حروبه مع الدول العربية هزيمة أكبر من هزيمة أكتوبر في العام 1973، ولكن هذا لا يعني أنّ الكيان المحتل لم يتلق هزائم أخرى في سيرورة معارك تحرير الأرض العربية، ففي سنة 2000 اندحر مهزوما من جنوب لبنان وفي جويلة من العام 2006 مرّغ حزب الله انف اسرائيل في تراب وادي الحجير في ما عرف وقتها بمجزرة الميركافا، ويبدو اننا على ابواب نصر دبلوماسي جديد للقضية الفلسطينية في شهر سبتمبر القادم ويحق لنا أن نسميه نصر أكتوبر الجديد.
فسيل الاعترافات بالدولة الفلسطينية جارف، والمهمّ فيه هو التحولات الجذرية في مواقف الدول الغربية من القضية الفلسطينية، فبدل مشروع التصفية الذي كان يعدّ لها، أحيا حدث السابع من أكتوبر 2023 أوراق القضية ملفاتها التي تعفّرت بالتراب، و استطاعت تضحيات الشعب الفلسطيني الجسيمة في قطاع غزة و في الضفة الغربية أن تقود إلى هذا النصر الدبلوماسي العظيم الذي حتى وإن عارضته الولايات المتحدة و الكيان الصهيوني، فإنهما لن يستطيعا الاستمرار طويلا في مواجهة رفض الحق الفلسطيني و الشرعية الدولية.
إنّ مشاهد التخريب الشامل لقطاع غزة، وعشرات الآلاف من الشهداء و الجرحى و المفقودين، هو الثمن اللازم لنيل الحرية، لأن الشعب الفلسطيني كما الشعوب التي كانت مستعمرة، كان عليه أن يدفع ثمنا باهظا لنيل استقلاله وحرّيته، صحيح أنّ المشاهد مؤلمة ، ولكن اسلافنا دفعوا ذات الأثمان و ربما اكثر من ذلك طيلة عقود من الاستعمار لأوطاننا لكن صبرهم و نضالهم هو الذي أنتج تحررهم. وهكذا الحال في كل فلسطين، فتضحيات غزة وقبله الضفة و عموم فلسطين كانت مراكمة تاريخية للتضحيات من أجل الوصول إلى حالة الاعتراف بدولة فلسطين حتى من الذين أطلقوا في القرن الماضي وعد بلفور. لقد قال الشاعر أحمد شوقي "ما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا/ وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ، إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا. " ومثله علّم الشاعر أبو القاسم الشابي الشعوب معنى ربط إرادة الحياة باستجابة القدر، وهذه القيم تتجسد اليوم في قضية فلسطين، إذ الاعتراف الدولي بدولة فلسطين هو التحرر الذي ينشده شعب الجبارين، بفضل دماء شهدائه وأمعاء ابنائه الخاوية.
كمال بالهادي
