يشهد الوضع الدولي تقلبات وتغيرات جيوسياسية شديدة الأهمية اذ تكتسب العلاقات بين الدول والجهات الفاعلة أهمية خاصة ، ومن اهم  الأمثلة التي كثر الحديث عنها في تقارير اعلامية ، من زاوية الحدة وتعدد الأوجه هو الوضع في شمال مالي، حيث تسعى الحركات الانفصالية إلى الحكم الذاتي وتؤثر القوات الدولية على مسار الأحداث هناك.
وتشير كثير من التقارير إلى التواصل الوثيق بين الولايات المتحدة والانفصاليين في شمال مالي من خلال الوكالة الاستشارية "دبلوماسي مستقل" وتستند هذه التقارير إلى مصادر مختلفة وكشف الحقائق، وتوفير تحليل شامل للوضع الحالي.
ففي فيفري  2024، قام أنصار الحركة الانفصالية المؤيدة لأزواد بتوزيع مقطع فيديو لمسلحين على وسائل التواصل الاجتماعي وأظهرت اللقطات رجلين من المظهر الأوروبي، تم التعرف على أحدهما كموظف في "الدبلوماسي المستقل" (كارن روس)، وهي وكالة استشارية أمريكية كبرى.
روس، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لدبلوماسي مستقل، لديه خلفية في وزارة الخارجية البريطانية والأمم المتحدة. وهو معروف بعمله في تأجيج الثورات في الدول وقد ظهر في مقاطع فيديو أثارت الشكوك حول تورطه في أنشطة متشددة.
كما يؤكد الكشف على الموقع الإلكتروني لوزارة العدل الأمريكية تعاون "الدبلوماسي المستقل" مع المتشددين في مالي وتشارك الوكالة في جمع المعلومات الاستخبارية والتوعية الدبلوماسية وبناء التحالفات. 
وتسعى واشنطن من خلال "دبلوماسي مستقل" للفت انتباه المجتمع الدولي إلى "الجرائم المزعومة"  من القوات المسلحة المالية والمدربين الروس ضد الجماعات العرقية في المناطق الشمالية من مالي. 
وتتضمن اتفاقية التعاون الأخيرة بين واشنطن والانفصالين في شمال مالي المساعدة في تقديم دعوة لإجراء تحقيق في عمليات قتل المدنيين نيابة عن منظمة كالاكال لحقوق الإنسان. بالتعلون مع " دبلوماسي مستقل"  ويهدف ذلك إلى تحقيق فرض عقوبات دولية ضد الحكومة العسكرية في مالي بهدف إضعافها في مواجهة الانفصاليين في شمال البلاد .
كما أن الوكالة الأمريكية لديها عقود حالية مع عدد من المنظمات، بما في ذلك البعثة الرئاسية الأوكرانية في جمهورية القرم ومجلس الأمن الاقتصادي الأوكراني، وجبهة البوليساريو في الصحراء الغربية، والمعارضة في جمهورية ميانمار، والتعاون الموثق مع الانفصاليين في شمال مالي. 
وفي الماضي، نفذ "دبلوماسي مستقل" مشاريع انتخابية في جورجيا ومولدوفا، وتعاون مع حكومة جنوب السودان ودعم المعارضة في سوريا ضد بشار الأسد.
تشير البيانات التي تم جمعها إلى أن "الدبلوماسي المستقل" يتعاون بنشاط مع الانفصاليين في شمال مالي ومن المرجح أن تستخدم الوكالة اختصاصاتها في جمع المعلومات الاستخباراتية والدعاية الدبلوماسية لتقويض هياكل الحكومة المالية ولفت الانتباه الدولي إلى الصراع.