مهرجان نابل الدولي 2025… تكرار بلا روح والتجديد غائب.

مهرجان نابل الدولي 2025… تكرار بلا روح والتجديد غائب.

تاريخ النشر : 15:21 - 2025/08/04

خيبة أمل كبيرة عبّر عنها جمهور مهرجان نابل الدولي في دورته الحالية، حيث خيّم الفتور على فعالياته، وسط اتهامات متزايدة بالإرتجالية وغياب الرؤية الفنية والتجديد، فمنذ انطلاقه، بدا واضحًا أن المهرجان يسير بخطى متعثّرة، لا تعكس عراقة تاريخه ولا تطلعات جمهوره الوفي.
بدأت تظهر في الأفق تساؤلات حول ظاهرة تكرار العروض والفنانين في الدورات الأخيرة، مما يثير مخاوف بشأن قدرة المهرجان على التجديد وتقديم محتوى يلبي تطلعات الجمهور المتغيرة.

برمجة متكرّرة

أولى الانتقادات التي طالت هذه الدورة تمثّلت في البرمجة المكررة، حيث تمّت استضافة نفس الأسماء التي اعتاد الجمهور رؤيتها على ركح المهرجان كل سنة. غابت المفاجآت، وافتقدت العروض للرهان على التجارب الجديدة أو الطاقات الشابة، مما جعل بعض السهرات أشبه بإعادة لما سبق، دون أيّ لمسة تطوير أو ابتكار.

تنظيم ضعيف وغياب الإعلام

زادت الانتقادات حدّة بعد تسجيل غياب شبه تامّ للتغطية الإعلامية، سواء من وسائل الإعلام الوطنية أو المحلية. ورغم محاولات متفرقة للترويج لبعض العروض على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن الصدى ظلّ باهتًا، مما أثّر سلبًا  على صورة المهرجان عمومًا.
من ناحية التنظيم، اشتكى عدد من الحاضرين من سوء التواصل، وغياب الإرشادات الواضحة، إضافة إلى غلاء أسعار التذاكر مقارنة بجودة العروض.

غياب البعد الثقافي والتنوّع الفني
في وقت تنتظر فيه نابل مهرجانًا يعكس غنى ثقافتها وتاريخها، اختُزلت الدورة الحالية في عروض تجارية ذات طابع استهلاكي، دون رهان حقيقي على المسرح، الفنون التشكيلية، أو العروض الفلكلورية التي تمثّل العمق الحقيقي للمدينة.
حتى التظاهرات الموازية، كالمعارض أو الندوات الثقافية، لم يكن لها وجود يُذكر، وكأنّ المهرجان بات مجرد حفل موسيقي متكرر لا يحمل أي بعد ثقافي جامع.

"نعيشو الفن"... لكن بأي فن؟

رغم الشعار البراق "نعيشو الفن"، تكررت نفس العروض والأسماء ككل عام، دون مفاجآت أو ابتكار. غابت الصحافة، غاب التقييم، وغابت الحياة الثقافية الفعلية، نفس المسرحيات… نفس الفنانين… بلا جديد.
 لا إعلام، لا نقد… فقط صمت على ركح منسي.
أمام هذا المشهد المحبط، يتساءل كلّ محبّي الفن: هل انتهى زمن مهرجان نابل الدولي؟ وهل سيبقى رهين عقلية التسيير الكلاسيكي دون مراجعة أو تجديد؟ أم أن الفرصة لا تزال سانحة لإنقاذه، شريطة إعادة هيكلته جذريًا، والانفتاح على كفاءات فنية وتنظيمية قادرة على إعادة إشعاعه؟

الأكيد أن مهرجانًا يحمل اسم نابل، عاصمة الزهر والتقاليد العريقة، يستحق أكثر بكثير من مجرّد نسخة باهتة تُطوى في صمت.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

حالة من الغضب انتابت جمهور مهرجان لعروسة من ولاية سليانة، بعد ان قدم الفنان الشعبي هشام سلام وصلة
17:20 - 2025/08/04
توفيت الممثلة الأمريكية ''لوني أندرسون'' عن عمر ناهز 79 عاما، فيما أكدت عائلتها أنها لفظت أنفاسها
11:48 - 2025/08/04
قدمت المغنية الفرنسية من أصول أمريكية "روبين بينيت" في سهرة الأحد 3 أوت 2025، عرضا غنائيا اتسم با
09:52 - 2025/08/04
الشروق: مكتب صفاقس
07:00 - 2025/08/04
شكرا على دعمكم ...تفاعلي مع جمهور قرطاج الاستثنائي  والمخلص كان صادقا ...وعدت إليكم بنفس الشعور و
07:00 - 2025/08/04
من ذاكرة «ستِينيّ» حدّثنا عن «طفولة بريئة « كانت الأحلام فيها بسيطة .
07:00 - 2025/08/04