رأي: من محمد عبو إلى محمد الحامدي.. عندما تفضح السلطة "الثوريين"!
تاريخ النشر : 09:01 - 2020/04/05
منذ أيام تجاهل وزير الدولة للوظيفة العمومية ومقاومة الفساد محمد عبو القضية التي هزت الرأي العام في تونس وأعني بذلك ما يعرف بالسيارة التي هشمتها بنت أحد الوزراء وتم الالتفاف على الموضوع والتكتم على الملف وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الشارع التونسي مبادرة من عبو الذي بنى كل مشروعه السياسي على محاربة الفساد صمت وأكتفى بالقول "موش وقتو"!
صمت عبو في الوقت الذي كان من المفروض أن يبادر فيه لفتح تحقيق في هذه الجريمة ضد الملك العام للدولة والعبث بأموال المجموعة الوطنية في ظرف أقتصادي دقيق أفقدته الكثير من الرأس مال الرمزي وأكدت أن الأسطوانة التي يرددها ويردده قادة حزبه ليست إلا شعارات للأستهلاك ما قبل الوزارة وسيبقى صمت عبو علامة فارقة بين زمنين ولن ينسى الناخب التونسي أن عبو صمت عندما كان يجب أن يتكلم أو أن يستقيل ربما.
وليس عبو هو الوحيد من الوجوه الثورية التي فضحتها السلطة في الشهر الأول تقريبا؛ فالمنشور الذي أصدره وزير التربية محمد الحامدي الذي يمنع فيه إطارات الوزارة من مديرين عامين ومديرين ومديرين جهويين من التواصل المباشر مع وسائل الأعلام ويشترط عليهم طلب الأذن وهي عملية مستحيلة إذ أن وسائل الأعلام سواء في العاصمة أو الجهات تحتاج إلى إيضاحات حينية ولن يجد المسؤول الوقت للحصول على الإذن وبالتالي فهي دعوة صريحة لتكميم الأفواه وأن يكون التصريح حكرا على الوزير فقط في كل ما يهم الشأن التربوي!
محمد الحامدي كان من أبرز وجوه المعارضة قبل 14جانفي وكان ناشطا في التجمع الديمقراطي التقدمي وفي النقابة العامة للتعليم الثانوي وفي المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأنسان وكانت "الديمقراطية" وحرية الأعلام هي الكلمة المفتاح في كل تدخلاته التقابية والحقوقية والسياسية نجده اليوم يفعل ما كان يعيبه على نظام ما قبل 14جانفي!. أن هذا المنشور هو سقطة سياسية بأمتياز وكنت أعتقد أن الحامدي المعروف بالصدق أذكى من أن يرتكب عثرة كهذه ستكلفه الكثير في مسيرته السياسية رغم كل الديباجة التي صدر بها قراره ومحاولة تبريره فالوزارة لن تدوم وسيأتي اليوم الذي سيغادر فيه مبنى باب بنات لكن هذا المنشور سيبقى في ذاكرة التونسيين وخاصة الصحفيين منهم فما لم يفهمه الكثيرون أن 14جانفي ومهما كان تقييمنا للحدث وتداعياته فإنه كان تاريخا فاصلا بين عهدين في مستوى الأعلام والأتصال ولن يقدر أي كان من إعادة الصحافة إلى بيت الطاعة وكل من يختار الدخول في حرب مهما كانت مبرراته مع الصحافة فهو يدخل حربا مخسورة مسبقا.!


منذ أيام تجاهل وزير الدولة للوظيفة العمومية ومقاومة الفساد محمد عبو القضية التي هزت الرأي العام في تونس وأعني بذلك ما يعرف بالسيارة التي هشمتها بنت أحد الوزراء وتم الالتفاف على الموضوع والتكتم على الملف وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الشارع التونسي مبادرة من عبو الذي بنى كل مشروعه السياسي على محاربة الفساد صمت وأكتفى بالقول "موش وقتو"!
صمت عبو في الوقت الذي كان من المفروض أن يبادر فيه لفتح تحقيق في هذه الجريمة ضد الملك العام للدولة والعبث بأموال المجموعة الوطنية في ظرف أقتصادي دقيق أفقدته الكثير من الرأس مال الرمزي وأكدت أن الأسطوانة التي يرددها ويردده قادة حزبه ليست إلا شعارات للأستهلاك ما قبل الوزارة وسيبقى صمت عبو علامة فارقة بين زمنين ولن ينسى الناخب التونسي أن عبو صمت عندما كان يجب أن يتكلم أو أن يستقيل ربما.
وليس عبو هو الوحيد من الوجوه الثورية التي فضحتها السلطة في الشهر الأول تقريبا؛ فالمنشور الذي أصدره وزير التربية محمد الحامدي الذي يمنع فيه إطارات الوزارة من مديرين عامين ومديرين ومديرين جهويين من التواصل المباشر مع وسائل الأعلام ويشترط عليهم طلب الأذن وهي عملية مستحيلة إذ أن وسائل الأعلام سواء في العاصمة أو الجهات تحتاج إلى إيضاحات حينية ولن يجد المسؤول الوقت للحصول على الإذن وبالتالي فهي دعوة صريحة لتكميم الأفواه وأن يكون التصريح حكرا على الوزير فقط في كل ما يهم الشأن التربوي!
محمد الحامدي كان من أبرز وجوه المعارضة قبل 14جانفي وكان ناشطا في التجمع الديمقراطي التقدمي وفي النقابة العامة للتعليم الثانوي وفي المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأنسان وكانت "الديمقراطية" وحرية الأعلام هي الكلمة المفتاح في كل تدخلاته التقابية والحقوقية والسياسية نجده اليوم يفعل ما كان يعيبه على نظام ما قبل 14جانفي!. أن هذا المنشور هو سقطة سياسية بأمتياز وكنت أعتقد أن الحامدي المعروف بالصدق أذكى من أن يرتكب عثرة كهذه ستكلفه الكثير في مسيرته السياسية رغم كل الديباجة التي صدر بها قراره ومحاولة تبريره فالوزارة لن تدوم وسيأتي اليوم الذي سيغادر فيه مبنى باب بنات لكن هذا المنشور سيبقى في ذاكرة التونسيين وخاصة الصحفيين منهم فما لم يفهمه الكثيرون أن 14جانفي ومهما كان تقييمنا للحدث وتداعياته فإنه كان تاريخا فاصلا بين عهدين في مستوى الأعلام والأتصال ولن يقدر أي كان من إعادة الصحافة إلى بيت الطاعة وكل من يختار الدخول في حرب مهما كانت مبرراته مع الصحافة فهو يدخل حربا مخسورة مسبقا.!