منصف عاشور يكتب حول مستقبل الحكومة

منصف عاشور يكتب حول مستقبل الحكومة

تاريخ النشر : 09:26 - 2021/05/25

قدر رجل السياسة ورجل الدولة بالخصوص ان يجيب على عدة اسئلة في نفس الوقت وان يرفع التحديات الداخلية والخارجية وان يتفاعل مع المطالب العاجلة، وان يفكر على المدى المتوسط والبعيد وان يحدد الاولويات وان يحترمها، وان يهتم بالابعاد الاقتصادية والاجتماعية دون اهمال القضايا السياسية والمجتمعية، وان يتحرك خارجيا ودبلوماسيا دون التفريط في القضايا الوطنية والجهوية والمحلية.
 وفي هذا الاطار اعتقد ان قدر الحكومة الحالية يتمثل في كسب رهان كونها بالاساس حكومة كفاءات وطنية مستقلة هدفها الاساسي نجاح تونس في معركتها ضد الجائحة واخراج البلاد من الازمة الاقتصادية والاجتماعية وحسن التعامل في ادارة الازمة السياسية. 
وبالتالي فان معركة عودة الإنتاج من نفط وفسفاط ومحروقات وتحسين الانتاجية لا تقل اهمية على كسب معركة التفاوض مع المانحين الدوليين وشركاء تونس. كما ان تحسين مناخ الاستثمار والانفتاح عن الخارج و تعزيز علاقاتنا مع جيراننا وبالخصوص الشقيقة ليبيا لا يقل اهمية عن النجاح في ارساء علاقات تعاون وشراكة مع المنظمات الوطنية و مكونات المجتمع المدني. المقاربة الشاملة تقتضي ذلك. 
كما ان التاكيد على كونها حكومة كفاءات وطنية مستقلة لا يعني القطيعة مع المشهد الحزبي والسياسي والبرلماني وانما توسيع جبهة الالتفاف حولها (الحزام السياسي متحرك وليس بقار ويتغير بتغير المواقع والمواقف للكتل البرلمانية على قاعدة طبيعة ونًوعية المشاريع والقوانين والقرارات) وحول مشاريع قوانينها وسياساتها واصلاحاتها وقراراتها دون السقوط في تبعية اي طرف سياسي حزبي او برلماني او اجتماعي.
حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة اولويتها مواجهة الجائحة والتحدي الاجتماعي والاقتصادي خاصة في الجهات المهمشة والتي شهدت في الاشهر الاخيرة حوارات هامة باعتماد المقاربة التشاركية وعن قرب وافضت الى مخرجات لا بد من تقييمها ومتابعتها وتنفيذها لاستعادة الثقة و كسب معركة المصداقية. لا يجب ان تضيع البوصلة عن قادتنا و غير مسموح ان نخطيء في تحديد خارطة الطريق وعلى الحكومة ان تستحق بجدية و جدارة صفة حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة وعنوانها الرئيسي حكومة القول والفعل والإنجاز. وحتى تتحقق هذه الاهداف عليها ان تراجع سياساتها الاعلامية والاتصالية وان تثري عناصر خطابها السياسي وان تعزز المهارات والقدرات الاتصالية لمسؤوليها المركزيين والجهويين.
اليوم للدخول في عالم السياسة لا بد من الخروج من الشاشة او من الصورة. مستقبل ومصير هذه الحكومة رهين وعيها وقدرتها على رفع هذه التحديات وهذا بلغة الكورة بيدها وعليها ان تتولى امرها وان لا تحشر نفسها في معارك هي ليست معاركها ولا من اولوياتها ولا تدخل في وظيفتها الاساسية وفي اولويتها اليوم كمسالة التحالفات السياسية او الصراع من اجل السلطة او اتخاذ مواقف في قضايا هي ليست بالضرورة طرفا فيها كالنظام الانتخابي والنظام السياسي و التجاذبات الحزبية والانتخابية. وفي الاخير لا بد من التذكير بشرط حيوي لتحقيق كل ذلك وهو شرط اعطاء المثال و كسب معركة الصدقية والمصداقية. 
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

ربما لا تصح المبالغة في جدوى المؤتمر الدولي الأخير في نيويورك عن «حل الدولتين» وإقامة الدولة الفل
07:00 - 2025/08/04
بقلم: غسان الشابي (تونس)
07:00 - 2025/08/04
هكذا يوافق يوم الأحد: هياكل عظمية غزواية وخراب هيكل صهيوني، هكذا يوافق يوم الأحد ما يسمى « ذكرى خ
07:00 - 2025/08/03
من الإنجازات الصحية التي تفتخر بها بلادنا أذكر اليوم المستشفى الجامعي الكبير شارل نيكول الذي يتوا
07:00 - 2025/08/02
هكذا يوافق يوم الأحد: هياكل عظمية غزاوية وخراب هيكل صهيوني، هكذا يوافق يوم الأحد ما يسمى " ذكرى خ
20:15 - 2025/08/01
في زمنٍ يتهاوى فيه كلّ ما تبقّى من القيم، لا بدّ من تسمية الأشياء بأسمائها.
07:00 - 2025/07/31
رغم انني أعرف أغلب شوارع العاصمة التي قدمت اليها وعمري 11 سنة لاجئا من الجنوب (مدنين) لا عفوا (ان
07:00 - 2025/07/31
من خلال مسيرة الأمين السعيدي الأدبية نتبين أن للرواية تقنياتها الخاصة وأسلوبها المتفرد ولغتها الح
22:14 - 2025/07/29