مسيرة النهضة... أو رقصة الديك المذبوح

مسيرة النهضة... أو رقصة الديك المذبوح

تاريخ النشر : 17:54 - 2021/02/28

القريحة التونسية في الغباء السياسي لا مثيل لها في العالم لا في الديمقراطيات و لا حتى في الديكتاتوريات .ومن تجليات هذه القريحة و ما تفتقت عنه هو الاحتكام للشارع لحسم الخلافات السياسية و لاستعراض العضلات الانتخابية .ففي تونس دون غيرها يصبح الامر عاديا أن يتسبب الحزب الحاكم في أزمة سياسية حادة في البلد و لما يعجز عن ايجاد الحل ينزل انصاره للشارع للتظاهر من اجل ايجاد الحل .
وفي تونس فقط يستولي الحزب الحاكم و مشتقاته على الشارع الذي هو المكان الطبيعي للمعارضة ليختلط المشهد السياسي وتتشوه المعارضة و الحكومة وهو أسلوب اتبعته النهضة منذ 2010 حيث دوما ما تملصت من مسؤوليتها التاريخية في ما وصل له حال البلد ويردد قادتها في استبلاه فج للشعب بأنهم لم يحكموا بل شاركوا في الحكم. فمسيرة اليوم هي ليست كما روّج لها من أنها دعم للاستقرار الحكومي  لكنها بحث من النهضة أو من قادتها تحديدا عن مخرج من أزمتهم الداخلية وهم قد ارادوا تمرير رسالة لا نعتقد أن الشعب الكريم صدقها مفادها انهم غير مسؤولين عن الازمة التي تعيشها تونس و التي من الممكن أن تقصم ظهرها.
مسيرة النهضة اليوم و مشتقاتها مكشوفة النوايا و مفضوحة الاهداف وهي أشبه برقصة الديك المذبوح كما يقال. فالرقصة ليست دائما تعبيرا عن فرح (ومسيرة النهضة شكل من اشكال الفرح)  فهي قد ترمز أحيانا إلى عكس ذلك للتظاهر بالوجود ومحاولة إثبات الذات لإثارة الانتباه. فالديك حينما تراه يرقص فهو ليس على ذلك الحال من شدة الفرح بل من شدة النزيف والألم يحتضر. ولعل ذلك هو المشهد الفلكلوري الذي توجد عليه اليوم النهضة. فهم بعد أن انتابتهم مشاعر الإحباط واليأس يحاولون أن يقامروا بآخر أوراقهم لنقل الصراع الشارع. وهو نوع من الافلاس السياسي كما وصفه الرئيس قيس سعيد.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

-إذا كان الوعي من أعمال العقل،وإذا كان العقل يغلب عليه التشاؤم أحيانا،وهو يحلّل ويستقرئ ببرود وحي
09:16 - 2024/04/15
مرّت ذكرى يوم الطفل الفلسطيني الموافق للخامس من شهر افريل هذه السنة في ظروف صعبة لواقع الطفل الفل
09:16 - 2024/04/15
بقلم: محمد سعد عبد اللطيف (مصر) كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية
09:16 - 2024/04/15
ذكرى تونسة الأمن  هي ذكرى خالدة وعزيزة على كل التونسيين، تضاف إلى الذكريات الوطنية الأخرى في تونس
07:00 - 2024/04/14
بحسب رأيي وفي الوقت الحالي وأمام أهوال ما بلغه العدوان الصهيوني على شعبنا وأراضينا الفلسطينية الم
23:29 - 2024/04/10
قال: لولا التقلبات السياسية في أوروبا والتهديدات الألمانية لفرنسا سنة 1938 لتم الحكم على الزعيم ب
07:00 - 2024/04/08
لوقت غير بعيد و تحديدا ما قبل سنة 2011 كانت السياحة في تونس أول مموّل للمالية العمومية من العملة
07:00 - 2024/04/08