في ترذيل الديمقراطية والمراهقة السياسية

في ترذيل الديمقراطية والمراهقة السياسية

تاريخ النشر : 08:16 - 2021/04/21

ما يحدث في تونس هذه الاشهر في المجال السياسي في هذه الديمقراطية الناشئة يفوق الوصف و يعجز خبراء السياسة و فطاحلتها على تفسيره أو تحليله لا لتعقده وعلو كعبه و انما لتفاهته و الانحطاط الكبير الذي أصبح سمة اللعبة السياسية في تونس. حتى أننا تفوّقنا على الشقيقة لبنان ذات الطوائف المتعددة والتي سبقتنا في الديمقراطية لكننا سبقناها في ترذيل الديمقراطية فهم لم يحدث عندهم يوما -فيما أعلم- أن شنت الرئاسات الثلاثة الحرب على بعضها وهم متضامنون في كل مرة يشتد الضغط الشعبي عليه.

وحتى مقتل الزعيم رفيق الحريري لم يزعزع ثقة المؤسسات الرسمية الثلاثة في لبنان وان كان الثمن دوما تدفعه الحكومة لكن لم نرى رئيسا لبنانيا يهاجم رئيس حكومة و لم نرى رئيس برلمان يهاجم رئيس الدولة و يكيد له الدسائس...اللبنانيون نراهم متحدين عند الكوارث اما نحن فنستثمر في الكوارث . ما يحدث تسريبات يدخل في باب الحرب القذرة التي يخوضها السياسيون بأجندات خارجية أصبحت مكشوفة. وسنعود قليلا على تسريبات النائب راشد الخياري من محمد عمار الى رئيس الجمهورية مرورا بنادية عكاشة و مايا القصوري. فهذا الرجل ماهو سوى واجهة و بيدق لقوى أكبر تحارب خصومها من خلاله و مستعدة للتضحية به في كل وقت.وهم أقنعوه أنه بطل قومي و انه سيكون منقذ تونس من الخيانة و الاستعمار الذي عششوه في رأسه لذلك لم يتورعوا في مده بتسجيلات لم يثبت القضاء بعد صحتها و بمعلومات تصلح أن تكون مقالا تحليليا و لا قيمة لها دون اثباتات و دون اختبارات فنية.

بل ان تونس اليوم بأزمتها الاقتصادية و الصحية ليست في حاجة لمزيد من الازمات .فلا خير في هذه التسريبات و لا خير في مسربها و لا خير فيمن مدوه بها. أما الطرف الاخر ضحية التسجيلات فهم أيضا لاخير فيهم لانهم لم يقدّروا قيمة و حساسية المناصب التي يتقلدونها وتركوا مراهقي السياسية و المبتزين يتراقصون على أبوب القصر الرئاسي الذي كان منذ تأسيه شامخا مهيبا لا أسرار تخرج منه و لا فضائح .بل انه كان يمثل الدولة التونسية في وحدتها وقوتها و انسجامها..لقد كان القدوة و الخيمة الكبرى للتونسيين.

آما اليوم فقد أصبح طرفا في صراع سياسي و فايسبوكي والقصر اليوم يديره و يشرف عليه هواة لذلك لا خير فيهم أيضا. المطلوب اليوم أن يعود الرئيس رئيسا للتونسيين جميعا و ان يتعفف عن التصادم مع الجميع و أن يكون أكبر من الاحزاب و أكبر من المدونين. فقد تحولنا الى دولة تدار بالفيس بوك و هذا العبث بعينه .

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

تعرض رواية "مواسم الريح" للروائي التونسي الأمين السعيدي بعمق الصراع الأيديولوجي في مختلف دول العا
20:57 - 2025/12/25
  بقرية الشهب على أطراف مدينة جلمة من ولاية سيدي بوزيد ولد الأمين السعيدي في 10 ماي 1983
20:13 - 2025/12/24
لا أحد عاقل يتوقع أن يعم الهدوء فى المنطقة ، ولا أن تسود اتفاقات «أبراهام» اللعينة إياها ، بل أن
07:00 - 2025/12/22
كلما اتيحت لي فرصة زيارة ولايتي مدنين وتطاوين الا وقمت بزيارة للآثار المتواجدة في الولايتين المذك
07:00 - 2025/12/22
في الحقيقة والواقع كان يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 يوما تاريخيا فاصلا بين مرحلتين اثنتين لا ثالث
07:00 - 2025/12/22
نظرًا للتفاعل الواسع الذي أثاره هذا الموضوع عقب نشر المقال الأوّل بالعنوان نفسه في جريدة الشروق،
07:00 - 2025/12/21
كان باولو روسي على مشارف الغياب عن كأس العالم 1982 و لكنّ المحكمة خفّفت الحكم الصادر ضدّه من ثلاث
07:00 - 2025/12/21
لم توفق الحكومة في الوصول الى معرفة المكان الذي يوجد به البطل " فاروق" بعد ان فقد عقله، لم تشفع ل
21:17 - 2025/12/20