فلسطين

فلسطين

تاريخ النشر : 08:51 - 2023/10/17

 كانت تسمى فلسطين و صارت فلسطين وستبقى فلسطين، هكذا ترعرعت قلوب المقاومة على هذه الأرض التي تستحق الحياة، فلسطين منبع النخوة والضمير الحر، مسقط شهداء القدس و طفولة غزة المزهرة رغم الدم والطغيان.
ما يحدث في هذه الأيام من تاريخ فلسطين كشف حقيقة الخلفيات السياسية التي تعبر عن الديبلوماسية العربية الصامتة في ظل توحد العلاقات الغربية، وهذا في حد ذاته يشكل فارقا كبيرا بين حقيقة المنطقة العربية و الغربية من هذا العالم المضطرب. 
إن الساحة الفلسطينية أصبحت مسرحا كارثيا لتحقيق أهداف الطغيان و الترهيب و تحقيق أكثر ما يمكن  من المجازر في حق أطفال فلسطين، نساء فلسطين و المدنيين في فلسطين في ظل القانون الدولي الإنساني الذي يقف عاجزا عن عناق المشردين واحتواء الطفولة التي يدمع من أجلها الجمر في قلب هذه الأنثى المقاومة التي قيل عنها أم البدايات و النهايات.
و من أخلاقيات الحرب أن يعامل بالمثل، السن بالسن و السلاح مقابل السلاح والقوة بالقوة، ولكن ما يحدث في فلسطين هو عبارة عن عملية استعراضية دنيئة الملامح للكيان الصهيوني الغاصب للأطفال الرضع و المدنيين  والمساكن و المناطق الضعيفة بدعم المنطقة الغربية التي لطالما شكلت الصف الأول في توثيق القواعد الدولية الآمرة بحفظ حقوق الأفراد زمن السلم وزمن الحرب لتكون هي ذاتها الشاهد الأول على عمليات القصف العشوائي المعدم للأخضر واليابس على الأراضي الفلسطينية،  والشاهد الفاعل في طمس عمليات الإعدام والإجرام المنظم في حق الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي كشف فيه طوفان الأقصى أن اسرائيل أضعف بكثير من أن تكون موقفا أو رمزا أو منطقة من هذا العالم،
أما عن المنطقة العربية فقد سجل التاريخ مواقفا عربية مخجلة تشير إلى اتساع رقعة الإستعمار الغربي ولو كان ذلك بشكل ضمني و هو ما كشفته حالة العدوان على فلسطين عن ملامح السياسات العميقة لدول المنطقة العربية.
 إن الوضع الحالي في فلسطين تجاوز ملامح الحرب بكثير إلى مخاطر الإبادة البشرية و بشاعة الإحتلال الغاصب، فحال المدنيين و ما يحدث في الطفولة من قتل الرضع والتنكيل بالحرمة الجسدية هي جرائم ترتقي للمجازر لا علاقة لها بالرد على المقاومة الفلسطينية، كل ذلك يفرض ضرورة وسرعة تدخل المنطقة العربية بشكل جدي لا رجعة فيه لتعزيز المقاومة و الدفاع عن الهوية العربية، فلابد من التدخل الفعلي و توحيد الصف العربي في الدفاع عن فلسطين، ربما حان الوقت لانتفاضة الضمير العربي و ووحدة الدم العربي وإعادة هيكلة السياسات العميقة العربية نحو توحيد المواقف العربية لتكون القضية الفلسطينية قضية الهوية العربية، الإسلامية التي لا تتجزأ.
 ثم إن المقاومة الحقيقة في الواقع لا تتعلق بوسط فلسطين فحسب، إنما هي مقاومة الإحتلال على التاريخ العربي و الهوية الإسلامية وتبقى فلسطين آية النصر.
 فالمقاومة لا تعني الفصائل التي تقاوم من أجل غزة فحسب وإنما كان من الأجدر أنها كتلة عربية موحدة لمقاومة الإحتلال على الهوية الإسلامية .
ما يحدث في فلسطين هو العنوان العميق لعالم مضطرب، وفي عمق الأزمة من حق الشعب الفلسطيني تقرير المصير، ومن حق الطفولة أن تنبع بالحياة، ولابد للشمس أن تشرق في فلسطين.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

إن الهدف الرئيسي من تقديم هذه المعطيات المجمعة حول الخسائر الاقتصادية والمالية للعدو من عدة مصادر
00:12 - 2024/05/03
إن آخر ما يتبادر إلى الذهن تحليل ما يجري في الجامعات الأمريكية.
21:21 - 2024/04/27
قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22