خبراء: "الذكاء الإصطناعي قد يمثل خطرا على العلاقة التواصلية بين المربي والتلميذ "
تاريخ النشر : 13:28 - 2024/09/20
أتاح التطور التكنولوجي واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال فرصا لتطوير أدوات وآليات تعليم الأطفال وآفاقا مستقبلية في تعليمه منها تحسين جودة التعليم ومستوى التلاميذ، غير أنه فرض في المقابل، حسب عدد من الخبراء في المجال، جملة من التحديات المتعلقة بتطوير برامج وموارد تعليمية تتناسب مع مستوى الأطفال وتوفير البنية التحتية اللازمة لتعليم الذكاء الاصطناعي، وطرق ادماجه في العملية التعليمية وبتكافوء الفرص بين جميع الأطفال في تونس.
وتحدّث عدد من خبراء حاورتهم وكالة تونس افريقيا للأنباء، في هذا الخصوص، عن جملة من التحديات المتعلقة أساسا بطرق استغلال الذكاء الاصطناعي في العملية التربوية وبالتأثير على عملية التواصل حيث رأى الخبير في الأنظمة الاقتصادية والتكنولوجية، نزار يعيش، في الذكاء الاصطناعي تهديدا "صريحا" على المنظومة التعليمية في تونس في حال لم توضع له حدودا وضوابط دقيقة تسمح باستغلاله من قبل التلميذ والمربي بشكل سليم.
وقدّر أن الذكاء الاصطناعي سيخلق مع الأيام فجوة في العلاقة التواصلية بين المدرّس والتلميذ وبالتالي "يمكن أن يسوّق لنفسه البديل عن المربي بما يؤدي إلى تقلص العلاقة التعليمية تدريجيا بينهما وتأخذ الطفل تدريجيا نحو العزلة إيمانا منه بأن الذكاء الاصطناعي قادر على أن يحل مكان المربي"، والاستحواذ على المعلومات الخاصة بالتلميذ واستغلالها ضده أو لمآرب تجارية فضلا عن استسهال التلميذ للمعلومة الجاهزة المقدمة من الآلة الذكية على حساب التفكير والحفظ، واستنزاف طاقته ووقته أمام شاشة الهاتف أو الحاسوب.
وفي ذات السياق، ذهب المختص في علم النفس التربوي، نور الدين الهداوي، في حديثه ل(وات)، إلى أن إعادة التصرف في مخرجات الذكاء الإصطناعي في حل المشاكل دون التقدم والتطوير نحو مستويات أخرى يفسد "شكل التعلم وجودته ويأخذ مكان المربي لأن الآلة الذكية لا تفضي إلى التفاعل المباشر بينها وبين الإنسان".
ويرى الهداوي أن " عهد المعلم والأستاذ انتهى نتيجة منظومات جديدة وحديثة تقدم بدائل أكثر ملائمة وقدرة على إيجاد الحلول" وبالتالي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يطيح بدور المربي ويقصي الهدف الرئيسي من التعليم ويؤسس لجيل "كسول ومخدر".
وفي المقابل اعتبر الباحث في علوم التربية الاجتماعية، مصطفى الشيخ الزّوالي أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يلغي دور المربي القائم بالأساس على التواصل لأن التأثير الإيجابي للذكاء مرهون بدور الأستاذ في التدخل والتوجيه نحو حسن استغلاله وهذا يتطلب وفق تقديره "شد التلميذ في القسم وقدرة المعلم على تطوير أساليبه التعليمية وتوظيف الذكاء الاصطناعي لجلب اهتمام المتلقي بالدرس ومحتواه العلمي".
وبين أن ما يشاع حول تعويض المعلم بالذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحدث لأنه لا يتجاوز كونه آلة، غير أنه مجبول على مواكبة هذا التطور لكونه "المنقذ الحقيقي للتلاميذ من جاذبية التكنولوجيات الحديثة وأن قيمة المربي تتلخص في الدور التربوي وفي التعاطف والتواصل والعلاقة التي يؤسسها ويبنيها مع التلميذ".
وشدد الشيخ الزّوالي على الدور المحوري للمعلم في كشف هينات هذه التكنولوجيا والاستفادة منها بشكل سليم متحدثا عن "أنسنة التعليم" ووضع "إتيقة أو الأخلاقيات التي يجب أن تحكم العلاقة بالذكاء الاصطناعي" وهو ما دعت إليه منظمة اليونسكو، حسب قوله.
وفي سياق الحديث عن السبل المثلى للاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي قدّر الخبير الدولي، نزار يعيش، أن حماية الأجيال علميا وفكريا يكمن في التحكم في الذكاء الإصطناعي بالصيغة التونسية وتحت إشراف أساتذة ومعلمين على اطلاع بنوعية الأسئلة المطروحة ومجالات البحث والتعاطي مع الآلة الذكية وهو ما يستدعي حسب قوله تدخل الوزارة لوضع حدود في استعمالاته بشكل استباقي.
أما المختص في علم النفس التربوي نور الدين الهداوي، فدعا إلى أن تكون البيداغوجيا التعيلمية قائمة على مشاريع حل المشكلات بعيدا عن نظام الحفظ وإرجاع المعطيات حتى يفسح المجال للمتمدرس لتشغيل أدوات التفكير وتطوير النموذج التقليدي للمعلم والأستاذ عبر إعداد برامج تكوين عالية المستوى بعيدا عن الكراس والقلم مع إيلاء تكوين المربي الأهمية اللازمة ليعايش هذا التطور ويقدر على تطويع الذكاء الإصطناعي لصالح التلاميذ.
وأجمع محدّثو "وات" على أن الذكاء الإصطناعي قد اقتحم حياة البشرية ووجد البيئة الحاضنة غير أن الغموض يحوم حول مدى قدرة الإنسان على السيطرة عليه وحماية الأجيال القادمة من انعكاساته السلبية إن لم يهيئ جيلا متسلحا بالتفكير والبناء والتأويل في مواجهة آلة لها القدرة على تطوير ذاتها بذاتها.
يشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعرّف بصفة عامة على أنه قدرة الآلة على محاكاة العقل البشري من خلال برامج حاسوبية يتم تصميمها، وتنفيذ تلك الأنشطة التي عادة تتطلب الذكاء، فهو يهتم بتطوير الآلات وإضافة هذه القدرة لها.
أتاح التطور التكنولوجي واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال فرصا لتطوير أدوات وآليات تعليم الأطفال وآفاقا مستقبلية في تعليمه منها تحسين جودة التعليم ومستوى التلاميذ، غير أنه فرض في المقابل، حسب عدد من الخبراء في المجال، جملة من التحديات المتعلقة بتطوير برامج وموارد تعليمية تتناسب مع مستوى الأطفال وتوفير البنية التحتية اللازمة لتعليم الذكاء الاصطناعي، وطرق ادماجه في العملية التعليمية وبتكافوء الفرص بين جميع الأطفال في تونس.
وتحدّث عدد من خبراء حاورتهم وكالة تونس افريقيا للأنباء، في هذا الخصوص، عن جملة من التحديات المتعلقة أساسا بطرق استغلال الذكاء الاصطناعي في العملية التربوية وبالتأثير على عملية التواصل حيث رأى الخبير في الأنظمة الاقتصادية والتكنولوجية، نزار يعيش، في الذكاء الاصطناعي تهديدا "صريحا" على المنظومة التعليمية في تونس في حال لم توضع له حدودا وضوابط دقيقة تسمح باستغلاله من قبل التلميذ والمربي بشكل سليم.
وقدّر أن الذكاء الاصطناعي سيخلق مع الأيام فجوة في العلاقة التواصلية بين المدرّس والتلميذ وبالتالي "يمكن أن يسوّق لنفسه البديل عن المربي بما يؤدي إلى تقلص العلاقة التعليمية تدريجيا بينهما وتأخذ الطفل تدريجيا نحو العزلة إيمانا منه بأن الذكاء الاصطناعي قادر على أن يحل مكان المربي"، والاستحواذ على المعلومات الخاصة بالتلميذ واستغلالها ضده أو لمآرب تجارية فضلا عن استسهال التلميذ للمعلومة الجاهزة المقدمة من الآلة الذكية على حساب التفكير والحفظ، واستنزاف طاقته ووقته أمام شاشة الهاتف أو الحاسوب.
وفي ذات السياق، ذهب المختص في علم النفس التربوي، نور الدين الهداوي، في حديثه ل(وات)، إلى أن إعادة التصرف في مخرجات الذكاء الإصطناعي في حل المشاكل دون التقدم والتطوير نحو مستويات أخرى يفسد "شكل التعلم وجودته ويأخذ مكان المربي لأن الآلة الذكية لا تفضي إلى التفاعل المباشر بينها وبين الإنسان".
ويرى الهداوي أن " عهد المعلم والأستاذ انتهى نتيجة منظومات جديدة وحديثة تقدم بدائل أكثر ملائمة وقدرة على إيجاد الحلول" وبالتالي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يطيح بدور المربي ويقصي الهدف الرئيسي من التعليم ويؤسس لجيل "كسول ومخدر".
وفي المقابل اعتبر الباحث في علوم التربية الاجتماعية، مصطفى الشيخ الزّوالي أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يلغي دور المربي القائم بالأساس على التواصل لأن التأثير الإيجابي للذكاء مرهون بدور الأستاذ في التدخل والتوجيه نحو حسن استغلاله وهذا يتطلب وفق تقديره "شد التلميذ في القسم وقدرة المعلم على تطوير أساليبه التعليمية وتوظيف الذكاء الاصطناعي لجلب اهتمام المتلقي بالدرس ومحتواه العلمي".
وبين أن ما يشاع حول تعويض المعلم بالذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحدث لأنه لا يتجاوز كونه آلة، غير أنه مجبول على مواكبة هذا التطور لكونه "المنقذ الحقيقي للتلاميذ من جاذبية التكنولوجيات الحديثة وأن قيمة المربي تتلخص في الدور التربوي وفي التعاطف والتواصل والعلاقة التي يؤسسها ويبنيها مع التلميذ".
وشدد الشيخ الزّوالي على الدور المحوري للمعلم في كشف هينات هذه التكنولوجيا والاستفادة منها بشكل سليم متحدثا عن "أنسنة التعليم" ووضع "إتيقة أو الأخلاقيات التي يجب أن تحكم العلاقة بالذكاء الاصطناعي" وهو ما دعت إليه منظمة اليونسكو، حسب قوله.
وفي سياق الحديث عن السبل المثلى للاستفادة من تطورات الذكاء الاصطناعي قدّر الخبير الدولي، نزار يعيش، أن حماية الأجيال علميا وفكريا يكمن في التحكم في الذكاء الإصطناعي بالصيغة التونسية وتحت إشراف أساتذة ومعلمين على اطلاع بنوعية الأسئلة المطروحة ومجالات البحث والتعاطي مع الآلة الذكية وهو ما يستدعي حسب قوله تدخل الوزارة لوضع حدود في استعمالاته بشكل استباقي.
أما المختص في علم النفس التربوي نور الدين الهداوي، فدعا إلى أن تكون البيداغوجيا التعيلمية قائمة على مشاريع حل المشكلات بعيدا عن نظام الحفظ وإرجاع المعطيات حتى يفسح المجال للمتمدرس لتشغيل أدوات التفكير وتطوير النموذج التقليدي للمعلم والأستاذ عبر إعداد برامج تكوين عالية المستوى بعيدا عن الكراس والقلم مع إيلاء تكوين المربي الأهمية اللازمة ليعايش هذا التطور ويقدر على تطويع الذكاء الإصطناعي لصالح التلاميذ.
وأجمع محدّثو "وات" على أن الذكاء الإصطناعي قد اقتحم حياة البشرية ووجد البيئة الحاضنة غير أن الغموض يحوم حول مدى قدرة الإنسان على السيطرة عليه وحماية الأجيال القادمة من انعكاساته السلبية إن لم يهيئ جيلا متسلحا بالتفكير والبناء والتأويل في مواجهة آلة لها القدرة على تطوير ذاتها بذاتها.
يشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعرّف بصفة عامة على أنه قدرة الآلة على محاكاة العقل البشري من خلال برامج حاسوبية يتم تصميمها، وتنفيذ تلك الأنشطة التي عادة تتطلب الذكاء، فهو يهتم بتطوير الآلات وإضافة هذه القدرة لها.