تعليقا على التقدم المتميز لما يصطلح عليه اليسار الفرنسي الذي فرضه طوفان الأقصى عاملا رئيسيا

تعليقا على التقدم المتميز لما يصطلح عليه اليسار الفرنسي الذي فرضه طوفان الأقصى عاملا رئيسيا

تاريخ النشر : 22:04 - 2024/07/07

لا يهمنا في الواقع لا ما جرى في بريطانيا ولا ما يجري في فرنسا وفي غير مكان إلا بقدر التعرف مجددا على أنفسنا ورسم أفق متجدد في بلادنا. 
في الحقيقة لا يمين ولا يسار من وجهة نظرنا. وإنما الطوفان حيث ما امتد في الزمان وفي المكان وفي الآفاق: التيار الإنساني الطوفاني هو الأفق الثوري الوحيد للبشرية جمعاء. 
كل من يقف مع طوفان الأقصى سوف يرتقي وكل من يخونه سوف ينحط. هذا هو الخيار الإنساني العالمي. المعركة بين التصهين العالمي المتوحش المعولم والتحرر الإنساني الوحدوي والأممي. وما يجري في أوروبا سيجري في كل ارجاء الدنيا.
في بلادنا أيضا، بقدر ما يسري 7 أكتوبر في روح 17 ديسمبر - 25 جويلية سوف يرتقي هذا المسار في أفق وطني وحدوي ثوري وتحريري وكلما فتر سوف يتقهقر. وهي قناعة راسخة لا تتأثر بما يجري هنا أو هناك وتحت أي ظرف أو ضغط أو حدث وقتي.
نحن هنا في تونس، ومن زمان، من دعاة الالتفات إلى المستقبل في أفق استئناف حركة التيار الوطني المقاوم التاريخية وزرع نواتها في كل مرة من جديد في كل مراحل بناء الحركة الوطنية الجديدة ليرتقي هذا التيار الوطني المقاوم روحا وعقلا بجينات 7 أكتوبر التحريرية ماضيا ومستقبلا.
نحن تاريخ وطني مقاوم على الدوام ثوري من ناحية التحرير التام ومن حيث تجسيد السيادة الشاملة المتكاملة تدريجيا وتراكميا في شؤون وبالطفرة النوعية في عدة أمور أخرى عديدة تتطلب خطوتان إلى الأمام صفر خطوة إلى الوراء. 
وفي تيارنا الوطني المقاوم فلسطينيتنا؛ وفي تونسيتنا فلسطينيتنا. وفي حركتنا النازعة للاستعمار تونسيتنا وفلسطينيتنا. وكل هذا ثابت في التاريخ. وأيضا، في زيتونيتنا فلسطينيتنا وفي قيروانيتنا فلسطينيتنا وفي حركتنا النقابية الوطنية وفي حداديتنا وحاميتنا وحشاديتنا ونفاتيتنا وغذاهميتنا... الخ. وفي نهجنا الإصلاحي التاريخي نوجد وفي نهجنا المقاومي أيضا نكون. والخط يمتد إلى أكثر من قرن مضى وإلى أكثر من حلم يقبل ويأتي.
عندما تتجدد روح المقاومة الوطنية في قلوب وعقول التونسيين يتجدد مشروع المقاومة الوطنية التونسية التاريخي والممتد والمتجدد وتبنى حركة وطنية جديدة ومستقلة وأصيلة وهذا هو المشروع الأصيل الوحيد الذي يستحق الاحترام والتضحيات ويتماشى مع تونس وشعبها وهو المشروع الوطني الوحيد الذي ينتصر به وطننا وشعبنا وتستكمل به معركة التحرير الوطني المتواصلة.
الرؤية الوطنية الفكرية والسياسية الوحيدة التي نراها أصيلة وحرة وثابتة وثورية ولها مستقبل هي رؤية التحرير الوطني المتعلقة بروح المقاومة الوطنية وهي رؤية التيار الوطني المقاوم منذ أيام اندلاع المقاومة المسلحة وهي الرؤية التي تعمل كل الأطراف الأجنبية المعادية على اقتلاعها من التاريخ والواقع ومن العقول والقلوب دون جدوى وقطعها عن أجيال الحاضر والمستقبل اما باستدخال أساطير تبعية استذلالية إلحاقية من الخارج أو بتزييف واجتزاء لحظات دون أخرى ورمزيات دون أخرى بما يرسخ بترها ووَأَدَها تجربة وحركة وتفكيرا وتحريرا. 

ولن تنجح بلادنا أبدا في إنجاز التحرير الوطني التام والشامل على كل الاصعدة إلا باستئناف هذه الروح وهذه الروحية وهذا النهج وهذه القيم والرمزيات والخيارات والتطلعات وهي بطبعها منذ البداية تستوعب عدة أبعاد وحدوية وطنيا وقوميا وامميا وإنسانيا بإيمانية راسخة واستقلالية سيادية تامة ونزع ذاتي جذري تحريري حضاري وثقافي ومعرفي للاستعمار الداخلي والخارجي.
نتوجه بالمناسبة ومرة أخرى برسالة في البال تشغلنا منذ أسابيع إلى كل المسؤولين في الدولة التونسية. وهي كما يلي: 
* لا يمكن الجمع بين الوتر الديبلوماسي ما قبل السابع من أكتوبر والعقيدة الديبلوماسية المخضبة بدماء عشرات آلاف الشهداء على إيقاع تونس التحريرية التي أخذت نفسا عميقا بقلب فلسطين الطوفانية. 
* لا يمكن الجمع بين الفن والإبادة؛ الفن مقاومة والابتذال إبادة. 
ولا يمكن الجمع بين الإحياء الروحي في سياق الطوفان وبين الإبادة الروحية الجماعية في واقع الممارسات المهرجانجية الواقعة. نفسه، ينسحب على الرياضة وغيرها. 
* إن التخلف عن المشاركة المعنوية والرمزية في دفع الروح إلى أقصى إنسانيتها وكرامتها وشرفها أسوأ من الحرب في حد ذاتها.
* إذ كلما ارتقى شهيد شعرنا بريح النبي تمسح على أكتاف أرضنا الطاهرة.

 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

في خطاب ألقاه بمناسبة عيد "النيروز" يوم الجمعة في ساحة ساراتشهانه بالعاصمة التركية إسطنبول، وصف ا
14:29 - 2025/03/24
(ناشط نقابي و سياسي قومي مستقل) للأطراف المشبوهة أقول:
07:00 - 2025/03/20
"لا تخف إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفه/ما حنى الدهر قامتها أبداً/إنما ينحني لتعين المقادير/
07:00 - 2025/03/20
لا توجد أي فائدة على الإطلاق في أي ثرثرة تتعلق بما يسمى مفاوضات وما يسمى مراحل وما يسمى وسطاء.
22:44 - 2025/03/18
تاريخ ظهور المعارضة النقابية:
07:00 - 2025/03/17
تصدير : الصيام أعلى تعبير عن الإرادة أي فعل الحرية،حالة من السموّ الروحي لا يبلغها إلّا من يتأمّل
07:00 - 2025/03/17
الوقوف عند ذكرى الاستقلال والسيادة هو لقاء مع تاريخ مجيد في حياة شعب تونس الخضراء، وما يعنيه ذلك
07:00 - 2025/03/17