المواجهة النووية ليست مستبعدة.. إسرائيل تطبق سياسة «عليّ وعلى حلفائي»

المواجهة النووية ليست مستبعدة.. إسرائيل تطبق سياسة «عليّ وعلى حلفائي»

تاريخ النشر : 15:25 - 2024/06/28

بقدر ما يمثّل إصدار فرنسا بطاقة جلب ضد الرئيس السوري بشار الأسد فرقعة إعلامية فإنه يؤكد أنه ليس بمقدور الاتحاد الأوروبي ولا الولايات المتحدة أن يتملصا من الهيمنة الصهيونية التي تدفع بقوة نحو الصدام مع تحالف  الشرق. 
 والواضح أن هذه الحقيقة المركزية قد عراها قائد الجيش الأمريكي «تشارلز براون» عندما قال مؤخرا إن الولايات المتحدة تواجه خطرا محدقا وليس بمقدورها أن تحمي إسرائيل معبرا بذلك عن الصراع المحموم الدائر وراء  الستار بين الطبقة السياسية التي زرعتها الحركة الصهيونية في كل دول حلف شمال الأطلسي  والتي تأتمر بأوامر تل أبيب وبين الجيوش التي تحتكم عادة لقراءة الوضع الإستراتيجي التي تفرض في المرحلة الراهنة  تطبيق مبدأ  التقليص  من الخسائر. 
 وكانت ذروة هذا التصادم قد خرجت إلى الأضواء   عندما استقال  قائد الجيش  الفرنسي إثر صعود «ماكرون»  إلى دفة الحكم  وقال  آنذاك «ماكرون  سيدمر فرنسا» لأنه كان يدرك أن الإنخراط الكامل في تنفيذ الأجندا الصهيونية سيرتد على فرنسا  بالوبال على المدى الإستراتيجي  وهو ما حصل بالفعل حيث أصبح التمرد على فرنسا ركيزة محورية لمسار التحرر الإفريقي وهو ما أدى بالتراكم إلى وضع فرنسا على حافة الإنهيار الذي لا يمكن  التكهن بشكله لأن رفاه المواطن والقدرات المالية والعسكرية للدولة مرتبطان ارتباطا وثيقا بالهيمنة على إفريقيا  كما أن التداين قد وصل إلى مداه بعد أن تخطى 3000 مليار يورو. 
وحتى تصريح قائد  الجيش الأمريكي  قد يظل تأثيره محدودا لأن القرار السياسي يظل في آخر المطاف  بيد إسرائيل عبر اللوبي الصهيوني الذي يحكم قبضته على مراكز النفوذ في الولايات المتحدة وهي المعادلة التي فرضت على الجيش الأمريكي أن يتوغل في البحر الأحمر رغم أن قراءة الوضع الاستراتيجي كانت تشير آنذاك إلى أن الهزيمة ستكون مؤكدة كما حكمت على الرئيس الأمريكي  بفرض  عقوبات على أعضاء المحكمة الجنائية  الدولية في توقيت يشهد تزايد شيطنة  وعزلة الولايات المتحدة. 
 وفي المقابل يعيش الكيان الصهيوني حالة جنون وهستيريا غير مسبوقة في التاريخ لأنه التقط ما يكفي من رسائل تؤكد  أن تواصل المنحى الحالي للصراع سيؤدي حتما إلى انهيار مشروع هيمنة تطلب خمسة قرون من التخطيط والإنجاز وبالتالي فهو يطبّق  سياسة «عليّ وعلى حلفائي»   بدفع حلف شمال الأطلسي  بقيادة الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع روسيا في شمال أوروبا وإيران في الشرق الأوسط وربما مناطق حيوية أخرى من العالم في مقدمتها شمال إفريقيا. 
 وعلى هذا الأساس شرع حلف الناتو في تدريب 90  ألف جندي منذ بداية العام الحالي كما تزايدة وتيرة الضربات الإرهابية ضد روسيا والعقوبات الاقتصادية ضد الصين في محاولة لإلهائها في شأنها الداخلي حتى يضعف التحالف الصيني الروسي. 
 وفي المقابل تحركت روسيا على أصعدة كثيرة لردع الولايات  المتحدة  لاسيما من خلال الاعلان عن تغيير عقيدتها  النووية بالتزامن مع توقيع معاهدة دفاع مشترك مع كوريا الشمالية وإرسال  غواصة  نووية  إلى كوبا إلى جانب تهديد أوروبا  بضربة مؤلمة إذا انخرطت بشكل مباشر في الحرب الأكرانية أو استخدمت الأموال الروسية المجمدة لتسليح أكرانيا. 
  والواضح أنه توجد اليوم حرب مشتعلة وراء الستار بين روسيا والكيان الصهيوني الذي يدرك جيدا أن قطار العالم الجديد المناهض لهيمنة الصهيونية العالمية قد توغل كثيرا  في إفريقيا  ووصل إلى قلب الشرق الأوسط فلسطين بفضل الضمانة العسكرية الروسية. 
 وبالنتيجة وصل العالم إلى المواجهة الحتمية التي لا يستبعد أن يستخدم فيها السلاح النووي ولو بشكل محدود لأن المنظومة الصهيونية بقيادة إسرائيل متمردة بطبعها على كل القيم الأخلاقية والإنسانية ولن تعترف بالهزيمة إلا عندما تشاهد آثار الهزيمة في عقر بيتها . 
 كما أن الحلف المضاد بقيادة روسيا والصين مستعد حتما لهذه الخطوة فكل التطورات السابقة تؤكد  أنه كان دائما سابقا بخطوة. 
 لكن في كل الأحوال لن يطول  المخاض  لراهن كثيرا كما سيؤول حتما إلى إعادة تشكيل النظام الدولي برمته.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

تعرضت امرأة لاعتداء جنسي على متن إحدى طائرات "أمريكان إيرلاينز"، حيث اتهمت الشركة بالتسبب في الحا
17:29 - 2025/05/02
أعلنت السلطات التشيلية أن ساحل البلاد معرض لخطر حدوث موجات تسونامي "خطيرة" بعد أن ضرب زلزال بقوة
16:07 - 2025/05/02
اتهم متظاهرون من الطائفة الدرزية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإسرائيل بخيانتهم، جراء
12:56 - 2025/05/02
شهدت محافظة كرمانشاة غرب ايران، اليوم الخميس، جريمة مروعة، حيث أقدم رجل في حي "فرهنغیان" (المثقفي
09:50 - 2025/05/02
أعلن جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، اعتراض صاروخ أطلقته ميليشيا الحوثي من اليمن قبل أن يدخل المجال ا
09:28 - 2025/05/02
تولى لي جو هو، نائب رئيس وزراء كوريا الجنوبية للشؤون الاجتماعية ووزير التعليم اليوم الجمعة منصب الرئ
09:21 - 2025/05/02
تطور جديد في ملف التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، جاء هذه المرة من بكين، فقد أعلنت
08:41 - 2025/05/02
تحوّلت وجبة مدرسية يفترض أن تكون مغذية إلى كابوس صحي في ولاية بيهار الهندية ، فقد أُصيب نحو 100 ت
08:23 - 2025/05/02