غيب الموت قبل قليل الفنان توفيق الناصر المولود في 1937 "ويعتبر الفقيد توفيق الناصر من أبرز الفنانين الذين ساهموا في إثراء خزينة الغناء التونسية بحوالي 150 عمل على مدى 60 سنة من العطاء، حيث لحّن في مختلف الأغراض من القصيد إلى الأغنية الوطنية والعاطفية والدينية لأهم المطربين التونسيين على غرار علية وزهيرة سالم ومصطفى الشرفي ويوسف التميمي وعزالدين إيدير ومحسن الرايس.
كما لحّن الراحل إلى المطرب السعودي محمد عبده قصيد «جريح» كلمات الشاعر فائق عبد الجليل بالإضافة إلى تلحينه لعدد من المطربين من المغرب والجزائر وليبيا.
غنّى توفيق الناصر كذلك لكبار الشعراء مثل نزار قباني وأحمد شوقي وأحمد اللغماني وأحمد خير الدين وغيرهم.
انطلقت مسيرته الفنية منذ انضمامه إلى الكشافة التونسية في مدينة صفاقس أين نشط في فرقة "دار الثقافة والتعاون المدرسي" قبل أن ينضمّ إلى معهد الرشيدية حيث تتلمذ على يد صالح المهدي والطاهر غرسة ومحمد التريكي وخميس ترنان ومنه إلى جمعية الرعد للتمثيل والموسيقى التي تخرّج منها علي بن عيّاد وعلية..
بدأ بالعمل مع بعض الفرق الموسيقية مثل فرقة "ليالي تونس" للمستاري العيد، وفرقة "المنار" لرضا القلعي وفرقة "العصر" لحسن الغربي قبل أن يبعث فرقة "البخت" رفقة صديقه عز الدين إيدير في أواخر الخمسينات وبداية الستينات..
انضمّ الفقيد توفيق الناصر إلى المجموعة الصوتية لفرقة الإذاعة الوطنية سنة 1966.
من أبرز أعماله الفنية نذكر "ايجيك نهار وتتفكرني" و"وداعا لست أهواك" و"يا اللي انت غالي علية" و"صباحك سكر" و"أمي" و"ساكنة في القلب يا مشكايا" وغيرها."
ويذكر أن الفنان الراحل كان من كتاب صحف دار الأنوار وخاصة جريدة الأنوار والشروق وكان مساهما دائما بمقالاته فيهما وكان من الأصدقاء المقربين للعميد الراحل صلاح الدين العامري رحمه الله.
ويعتبر الفنان توفيق الناصر من أغزر الفنانين التونسيين عطاءا وقد لقب ب" أفلاطون" الأغنية التونسية و يمثل رحيله نهاية كاملة وثرية في الأغنية التونسية التي كان الراحل أحد روادها.
رحمه الله رحمة واسعة ورزق عائلته وأصدقائه جميل الصبر والسلوان.