الشعب التونسي العجيب..لا خوف عليه من عجائب الدهر..

الشعب التونسي العجيب..لا خوف عليه من عجائب الدهر..

تاريخ النشر : 10:20 - 2021/09/20


الشعب التونسي رغم  عدده القليل مقارنة بكثير من الشعوب وهو كله ب12مليون نسمة يمكن ان يكون ولاية في القاهرة أو حيّا في الصين. و رغم صغر مساحة البلاد التي يعيش عليها الا انه كان تاريخيا صانع الحدث ومؤثر في التاريخ منذ عهد عليسة مرورا بإفريقية ثم الحضارة العربية .ثم في مقاومة الاستعمار و تحصله على استقلاله قبل دول كثيرة .
ومنذ 2011 و الشعب التونسي يصنع الحدث تلو الاخر فهو كان المبادر بإطلاق شرارة ما سمي بالربيع العربي و التي اطاحت بأربع رؤساء  لتشكل الاستثناء الديمقراطي بين العرب و يتوج بجائزة نوبل للسلام لنجاحه في ادارة الخلاف السياسي بعيدا عن الاقتتال كما حدث في سوريا و اليمن و ليبيا و حتى مصر .
ولقد حصد الشعب التونسي الاعجاب و بدأ اسم تونس مقترن بالحرية و التحرر  و الديمقراطية و التعايش السلمي بين الفرقاء .ورغم السنوات العشر العجاف اقتصاديا و اجتماعيا فان البلاد نجحت في ضمان مكان لها ضمن الدول الديمقراطية بالتداول السلمي على السلطة و بقبول الاختلاف و حسن ادارة الخلافات داخل مؤسسات الدولة.
و من عجب الشعب التونسي أن نرى مظاهرة تنظم لمؤازرة الحكومة و اخرى لمناصرة الرئيس كما حدث في اواخر حكم المشيشي .أما العجب العجاب فما حدث في مظاهرة يوم السبت الفارط  حيث التقى أنصار الرئيس المساندين لقرارات 25جويلية و أنصار المنظومة القديمة المناهضين للانقلاب وفق رؤيتهم و قد رفعوا شعارات مسيئة للرئيس مطالبين اياه التراجع على الانقلاب غير مدركين ان الانقلاب و المنقلب أول ما يقوم به هو قمع مظاهرة كهذه و اغلاق المؤسسات الاعلامية التي تنتقد الرئيس و تصف ما قام به بالانقلاب .
ومن العجب أيضا ان المتظاهرين نادوا بإسقاط النظام الذي هو ساقط أصلا و هو نظام احزابهم و حكومتهم السابقة وهم يتصورون أن الرئيس أسس لنظام و لابد من اسقاطه وهو ما لم يحدث الى اليوم .
في حين اتهم انصار الرئيس الطرف المقابل بالإرهاب و الفساد و تخريب الدولة .
حدث كل هذا في مساحة ضيقة دون حدوث صدامات فالكل عبّر كما شاء و غادر المكان دون ايقافات و لا اصابات .وهي اشارة واضحة أن الامن محايد و يقوم بدوره الجمهوري في حماية المتظاهرين السلميين .
انه شعب عجيب ..هكذا يتحدث عنه الاخرون بكثير من الاعجاب فلا نبخس انفسنا و لا نجلد ذواتنا فنحن نمارس الديمقراطية و نتنفس الحرية ..و شعب عجيب مثل شعبنا لا خوف عليه من عجائب الدهر.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

تقدر الاعتمادات المقترح ترسيمها بمشروع ميزانية مهمة رئاسة الحكومة ، ضمن ميزانية الدولة لسنة 2026
20:54 - 2025/11/08
استقبل رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، اليوم السبت، بقصر قرطاج المهندس في البتروكيمياء المتخرّج من جام
20:05 - 2025/11/08
تعتبر فكرة نشر "القوة الدولية" في قطاع غزة، التي يتم الحديث عنها في الآونة الاخيرة، خطوة غير محاي
07:00 - 2025/11/08
بعدما فشل دونالد ترومب في الحصول على جائزة نوبل للسلام ، هلا يفوز بالكرة الذهبية لأحسن لاعب بالكر
07:00 - 2025/11/08
قال النائب المنتمي الى كتلة صوت الجمهورية محمد امين الورغي إن هناك مشاورات أولية بين الكتل حول ام
07:00 - 2025/11/08
لم يعد خافيا على أحد أن ما تتعرض له المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يعد استمرارا
07:00 - 2025/11/08
نركز في ركن نبض الصحافة العربية الدولية على ملف الاتفاقيات الابراهمية حيث تقول بعض الآراء ان اتفا
07:00 - 2025/11/08
من المرتقب أن تنفّذ وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عددا من المشاريع والبرامج في إطا
07:00 - 2025/11/08