قال رئيس هيئة الخبراء المحاسبين، صلاح الدّين الزّحاف، إنّ الخبراء المحاسبين ليس لهم من خيار إلّا مواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية أو أنهم مهدّدون بالاضمحلال.
   وأكد الزّحاف، الخميس، في مفتتح الدّورة 33 للمؤتمر الدّولي لهيئة الخبراء المحاسبين تحت شعار "الثّورة الرّقمية التّحديات والإسهام في الاقتصاد التونسي"، أنّ المهنة تعي خطورة هذا التحدي الكبير من منطلق تسارع التحولات الرقمية، التي أضحت واقعا مفروضا على كل المهن ولا سيما الخبير المحاسب.
   ولئن رأى المتحدث في التّحولات الرقمية، تهديدا لمستقبل المهنة فقد أبرز ما تزخر به من فرص جدّية لتوظيفها في المهنة من خلال المرور من المعاملات الورقية المادية إلى الرقمية المؤمنة، بما يتيح ربحا كبيرا للوقت ونجاعة اكبر في معالجة الملفّات.
   واعترف الزّحاف بالتّأخير الواضح لتونس في مواكبة التّحولات الرّقمية، في العشرية الأخيرة، بسبب الاهتمام المنصب على الجوانب السياسية على حساب مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، باستثناء بعض المبادرات الحكومية أو الخاصة التي تظل، من وجهة نظره، منقوصة. ولم يستثن في هذا الصّدد مهنة الخبير المحاسب من هذا التأخير الذي يمتذّ ليشمل جلّ القطاعات الخدماتية والصناعية.
   وشدّد رئيس المؤتمر، جمال ساسي، أعلى وجوب الاستفادة من الثورة الرقمية العالمية لتلبية أولويات اجتماعية واقتصادية محدّدة خاصة بكل بلد.
   ولاحظ أنّ إتقان التحول الرقمي يتطلب مهارات إدارية وفنية ومؤسسات قياديّة وسياسات ولوائح منظّمة للاقتصاد الرّقمي وبنية أساسية تنافسية في الاتصالات وصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
   وذكر أنّ الثّورة الرقمية هي قضية أساسية لجميع الفاعلين الاقتصاديين، بما في ذلك مهنة المحاسبة، فجلّهم لم يبدأ بعد تحوله للاستفادة من هذه الثّورة، من أجل النّمو وتطوير القدرة التنافسية.
   وقال وزير المالية، رضا شلغوم، لدى افتتاحه المؤتمر، إنّ الرّقمنة تشمل كل المجالات في مختلف القطاعات (صحة وخدمات إدارية وصناعة وفلاحة وتجارة...). 
   وأكّد ضرورة دراسة سبل مزيد الاندماج في الثورة الرقمية لإحراز التّقدم المعرفي والنمو الاقتصادي المرجو، لافتا الى أنّه تم التوفق في ارساء جزء من محاور الإدارة الالكترونية، لكن تبقى العديد من المجالات التي تطمح تونس الى أن تتقدم فيها أكثر.
   وأقرّ شلغوم، الذّي يشرف بالمناسبة على آخر نشاط له على رأس وزارة المالية، قبل تسليم المهام إلى الوزير الجديد (غدا الجمعة)، أنّه لم يقع التوفق في تطوير التجارة الالكترونية وهو أمر ليس مرتبطا بالإطار القانوني بل برجال الأعمال ودورهم الكبير في التوجه إلى التجارة الالكترونية التي تظل نتائجها دون التطلعات.
   ودعا الوزير في هذا السياق، الخبراء المحاسبين إلى معاضدة جهود الدولة في محاربة الجريمة السيبرنية ومقاومة تبييض وغسل الأموال.
   وتتناول أشغال المؤتمر، الذي يتواصل على مدى يومين، عّدة محاور منها "تحديات الثورة الرقمية وتأثيرها على المهنة" و"المؤسسات الاقتصادية، واستراتيجية التحول الرقمي النّاجح"، و"تهديدات الشبكة الرقمية والتحول في العصر الرقمي" ودور الخبير المحاسب". كما سيتم التطرق الى محوري "تحديد عوامل النجاح الرئيسية في مشروع التحول الرقمي وتحويل وظيفة التمويل والتقنيات الحديثة" و"استراتيجيات الحكومة حول الانتقال الرقمي ورقمنة الإدارة".