تستعدّ ولاية صفاقس لاحتضان الملتقى الوطني الأوّل للمجالس المحليّة، الذي سيُعقد يوم غد الأحد 21 ديسمبر 2025 على الساعة العاشرة صباحًا بإحدى القاعات الخاصة بطريق سكرة كم 4,5 بصفاقس، بمشاركة ممثّلين عن مختلف ولايات الجمهوريّة، في محطة وطنيّة تُعدّ الأولى من نوعها، وتأتي في سياق ترسيخ مسار البناء القاعدي الجديد للدولة التونسيّة.
ويُنتظر أن يمثّل هذا الملتقى فضاءً جامعًا للحوار والتنسيق بين المجالس المحليّة والجهويّة، وفرصة لتوحيد الرؤى والمقترحات، والانطلاق من العمل القاعدي المحلي نحو صياغة تصوّرات وطنيّة مشتركة، تعكس تطلّعات الجهات وتستجيب لمتطلّبات المرحلة.
وفي هذا الإطار، أوضحت كاميليا اللومي، نائبة بالمجلس المحلي بمعتمدية صفاقس الغربيّة عن عمادة سكرة، أنّ هذه المبادرة هي مبادرة جماعيّة صادرة عن لجنة تنظيم الملتقى، نابعة من تشاور وتنسيق بين أعضاء المجالس المحليّة والجهويّة، وتهدف إلى توحيد الجهود وترسيخ العمل القاعدي المشترك، بعيدًا عن أيّ مبادرات فرديّة، وفي إطار رؤية تشاركيّة جامعة، وهو ما تُجسّده تركيبة لجنة التنظيم الممثّلة لمختلف المجالس والجهات.
وبيّنت اللومي أنّ الملتقى سيُخصّص لعرض ومناقشة خمس نقاط أساسيّة تمّ الاتفاق حولها مسبقًا خلال ملتقى مصغّر، وذلك بهدف توحيد المقترحات قبل تقديمها على المستوى الوطني. وأضافت أنّه، بعد التأكّد من وصول جميع المراسلات والاستدعاءات إلى رؤساء المجالس الجهويّة، يتعيّن على رئيس المجلس الجهوي مراسلة رؤساء المجالس المحليّة لإعلامهم رسميًا بانعقاد الملتقى وبرنامجه.
وأكّدت أنّ المجالس الجهويّة شرعت في تنسيق عملها مع المجالس المحليّة الراجعة لها بالنظر، وفق منهجيّة منظّمة، تبدأ بعقد اجتماعات تمهيديّة على مستوى كلّ مجلس محلّي، تليها اجتماعات موسّعة على مستوى المعتمديّات لإعداد المقترحات وصياغتها رسميًا، قبل إحالتها إلى رئيس المجلس الجهوي الذي يتولّى تجميعها. ويعقد المجلس الجهوي، في مرحلة لاحقة، جلسة لمراجعة المقترحات والمصادقة عليها وتوحيد صيغتها النهائيّة، تمهيدًا لتقديمها خلال الملتقى الوطني عبر مداخلات رؤساء المجالس الجهويّة أو من ينوبهم.
وفيما يتعلّق بالتحضيرات التنظيميّة، تتكوّن لجنة تنظيم الملتقى من أعضاء المجالس المحليّة والجهويّة التالية أسماؤهم: فهيمي المرعوي، نائب بالمجلس الجهوي بصفاقس، وكاميليا اللومي، نائبة بالمجلس المحلي بصفاقس الغربيّة، ووليد الوحيشي، نائب بالمجلس المحلي بساقية الدائر، وزهور بوعين، نائبة بالمجلس المحلي بصفاقس الجنوبيّة، ونور الدين قحامي، نائب بالمجلس المحلي ببئر علي، إضافة إلى غادة بن دبابيس، نائبة بالمجلس المحلي بطينة، وفريد السلامي، نائب بالمجلس المحلي بصفاقس المدينة، وهيكل معتوق، نائب بالمجلس المحلي بصفاقس المدينة، حيث توحّدت جهودهم لضمان حسن الإعداد والتنظيم، وتأمين الجوانب اللوجستيّة، وإنجاح هذا الموعد الوطني.
وأشارت اللومي إلى أنّه سيتمّ، بعد ضبط القائمات النهائيّة للمشاركين، إحالتها إلى المجلس الجهوي لتحديد العدد الجملي للحضور، وضمان الجاهزيّة التنظيميّة واللوجستيّة للملتقى. وأضافت أنّ نوّاب صفاقس الأحرار، من مختلف معتمديّات الجهة، يستعدّون للمشاركة صفًّا واحدًا، إيمانًا منهم بأنّ وحدة الصفّ تمثّل أساس النجاح ومفتاح تحقيق الأهداف المشتركة.
وبيّنت أنّ اختيار صفاقس لاحتضان هذا الملتقى يعود إلى موقعها الجغرافي الوسطي، الذي يسهّل تنقّل المشاركين من مختلف جهات الجمهوريّة، فضلًا عن خبرتها التنظيميّة وقدرتها على احتضان التظاهرات الوطنيّة الكبرى، بما يعكس روح التضامن والتكامل، ويعزّز وحدة الصف الوطني.
ويهدف هذا الملتقى إلى تعزيز مسار الإصلاح وترسيخ مؤسّسات الحكم المحلي الفاعلة والقريبة من المواطن، وتوحيد الرؤى بين مختلف المجالس، وتبادل الخبرات، وصياغة مقترحات عمليّة من شأنها دفع التنمية المحليّة والارتقاء بالأداء والخدمات. كما يحمل الحدث دلالة رمزيّة خاصّة، باعتباره أوّل تجربة وطنيّة من نوعها تحتضنها صفاقس، في أجواء تُشبه العرس الوطني، تتوحّد فيها الجهود وتتقاطع فيها الإرادات، خدمة للوطن وترسيخًا لأسس العمل القاعدي المشترك.