مع الشروق : تآكل مكانة الكيان الصهيوني في السياسة الأمريكية
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/06
لا شك أن الموقف الأمريكي من الكيان الصهيوني بدأ يشهد، في الآونة الأخيرة، تحوّلات ملحوظة، بدءا من التغيرات في الرأي العام وصولا إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شكّلت صدمة لركائز النظام الصهيوني.
هذه التحوّلات، التي تزامنت مع المظاهرات الحاشدة في شوارع أمريكا للتنديد بالعدوان على غزة، تشير إلى أن "إسرائيل" بدأت تفقد مكانتها التاريخية التي كانت قد بنتها في السياسة الأمريكية على مدار عقود، مدفوعة باللوبي الصهيوني الذي هيمن على الكونغرس وحكومات الولايات المتحدة المتعاقبة.
وقد كشفت الاستطلاعات الأخيرة عن هذا التغير العميق، ففي استطلاع مشترك بين جامعة هارفارد ومؤسسة "هاريس" الشهر الماضي، أظهر أن 60 % من الشباب الأمريكيين يقفون مع حركة المقاومة الإسلامية حماس في حربها ضد إسرائيل، وهو مؤشر قوي على تغير جذري في موقف الجيل الجديد، كما أشار الاستطلاع إلى أن نصف المستطلعين يعتقدون أن "إسرائيل" تمارس إبادة جماعية في غزة، في حين أن نحو 60 % من الديمقراطيين يعارضون تزويد الاحتلال بأسلحة هجومية أو دفاعية. ويعكس هذا الاتجاه المتزايد من النقد بداية تآكل الدعم الذي لطالما حظي به الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة، ويظهر تحولًا غير مسبوق في الانحياز التقليدي.
إضافة إلى ذلك، كشف استطلاع آخر أجرته مجلة "الإيكونوميست" أن نصف الأمريكيين يؤيدون إقامة دولة فلسطينية، مع تصاعد الدعم بين الديمقراطيين (70 %) مقابل نسبة أقل في صفوف الجمهوريين. ويكشف هذا التوجه أيضا مدى الانقسام الواسع بين الحزبين الرئيسيين في أمريكا حول قضية فلسطين، ويعكس انكشاف الدعم الأمريكي لإسرائيل أمام الرأي العام الداخلي.
ولا يقتصر التحوّل في المواقف السياسية في الولايات المتحدة على الاستطلاعات فحسب، بل يتجسد أيضا في تصريحات شخصيات سياسية بارزة. ففي مقابلة مع صحيفة "ديلي كولر"، تحدث ترامب قبل يومين عن التراجع الملحوظ في قوة اللوبي الصهيوني في الكونغرس، مُعترفا بأن "إسرائيل لم تعد تملك لوبيا قويا كما كان الحال قبل عشرين عاما"، وهو التصريح الذي أحدث بلبلة كبرى داخل الأوساط السياسية والعسكرية في الكيان المحتل، مع بروز مخاوف من تراجع الدعم الشعبي والتأييد العام لإسرائيل. خاصة وأن هذا التصريح جاء على لسان ترامب، الذي طالما كان حليفا قويا للاحتلال بل وشريكا في جرائمه في غزة.
كل هذه التغييرات الكبرى، التي عرّت الصهاينة وكشفت قبح الأنظمة الغربية والأمريكية المنحازة للجرائم الإرهابية في غزّة، هي من أبرز ثمار صمود غزّة، شعبا ومقاومة، أمام آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيا.
هذا الصمود الأسطوري لم يُفشل مخططات إسرائيل فحسب، بل أجبر الولايات المتحدة على مواجهة حقيقة تغير المزاج الشعبي في الداخل الأمريكي. وإذا استمرت هذه التحوّلات، فقد نشهد تغيّرا جذريا في سياسة الولايات المتحدة تجاه الاحتلال، قد يتضمن مزيدا من الضغط على الكيان الصهيوني أو حتى تغييرات في دعم واشنطن لأمن إسرائيل.
ويبدو أن هذه التحولات العميقة في المواقف الأمريكية باتت تؤشّر على أنّ أن إسرائيل أمام لحظة فارقة، حيث بدأ تآكل دعمها الداخلي ينعكس على سياساتها، في وقت تواصل فيه غزة، رغم الدماء والتضحيات، انتصارها الرمزي والسياسي في معركتها ضدّ الاحتلال، ما يعيد رسم معادلات القوة في المنطقة والعالم.
ناجح بن جدو
لا شك أن الموقف الأمريكي من الكيان الصهيوني بدأ يشهد، في الآونة الأخيرة، تحوّلات ملحوظة، بدءا من التغيرات في الرأي العام وصولا إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شكّلت صدمة لركائز النظام الصهيوني.
هذه التحوّلات، التي تزامنت مع المظاهرات الحاشدة في شوارع أمريكا للتنديد بالعدوان على غزة، تشير إلى أن "إسرائيل" بدأت تفقد مكانتها التاريخية التي كانت قد بنتها في السياسة الأمريكية على مدار عقود، مدفوعة باللوبي الصهيوني الذي هيمن على الكونغرس وحكومات الولايات المتحدة المتعاقبة.
وقد كشفت الاستطلاعات الأخيرة عن هذا التغير العميق، ففي استطلاع مشترك بين جامعة هارفارد ومؤسسة "هاريس" الشهر الماضي، أظهر أن 60 % من الشباب الأمريكيين يقفون مع حركة المقاومة الإسلامية حماس في حربها ضد إسرائيل، وهو مؤشر قوي على تغير جذري في موقف الجيل الجديد، كما أشار الاستطلاع إلى أن نصف المستطلعين يعتقدون أن "إسرائيل" تمارس إبادة جماعية في غزة، في حين أن نحو 60 % من الديمقراطيين يعارضون تزويد الاحتلال بأسلحة هجومية أو دفاعية. ويعكس هذا الاتجاه المتزايد من النقد بداية تآكل الدعم الذي لطالما حظي به الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة، ويظهر تحولًا غير مسبوق في الانحياز التقليدي.
إضافة إلى ذلك، كشف استطلاع آخر أجرته مجلة "الإيكونوميست" أن نصف الأمريكيين يؤيدون إقامة دولة فلسطينية، مع تصاعد الدعم بين الديمقراطيين (70 %) مقابل نسبة أقل في صفوف الجمهوريين. ويكشف هذا التوجه أيضا مدى الانقسام الواسع بين الحزبين الرئيسيين في أمريكا حول قضية فلسطين، ويعكس انكشاف الدعم الأمريكي لإسرائيل أمام الرأي العام الداخلي.
ولا يقتصر التحوّل في المواقف السياسية في الولايات المتحدة على الاستطلاعات فحسب، بل يتجسد أيضا في تصريحات شخصيات سياسية بارزة. ففي مقابلة مع صحيفة "ديلي كولر"، تحدث ترامب قبل يومين عن التراجع الملحوظ في قوة اللوبي الصهيوني في الكونغرس، مُعترفا بأن "إسرائيل لم تعد تملك لوبيا قويا كما كان الحال قبل عشرين عاما"، وهو التصريح الذي أحدث بلبلة كبرى داخل الأوساط السياسية والعسكرية في الكيان المحتل، مع بروز مخاوف من تراجع الدعم الشعبي والتأييد العام لإسرائيل. خاصة وأن هذا التصريح جاء على لسان ترامب، الذي طالما كان حليفا قويا للاحتلال بل وشريكا في جرائمه في غزة.
كل هذه التغييرات الكبرى، التي عرّت الصهاينة وكشفت قبح الأنظمة الغربية والأمريكية المنحازة للجرائم الإرهابية في غزّة، هي من أبرز ثمار صمود غزّة، شعبا ومقاومة، أمام آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيا.
هذا الصمود الأسطوري لم يُفشل مخططات إسرائيل فحسب، بل أجبر الولايات المتحدة على مواجهة حقيقة تغير المزاج الشعبي في الداخل الأمريكي. وإذا استمرت هذه التحوّلات، فقد نشهد تغيّرا جذريا في سياسة الولايات المتحدة تجاه الاحتلال، قد يتضمن مزيدا من الضغط على الكيان الصهيوني أو حتى تغييرات في دعم واشنطن لأمن إسرائيل.
ويبدو أن هذه التحولات العميقة في المواقف الأمريكية باتت تؤشّر على أنّ أن إسرائيل أمام لحظة فارقة، حيث بدأ تآكل دعمها الداخلي ينعكس على سياساتها، في وقت تواصل فيه غزة، رغم الدماء والتضحيات، انتصارها الرمزي والسياسي في معركتها ضدّ الاحتلال، ما يعيد رسم معادلات القوة في المنطقة والعالم.
ناجح بن جدو
