تسجل السينما التونسية حضورها في الدورة التأسيسية من المهرجان الدولي للفيلم القصير بتيميمون (الجزائر)، من خلال فيلمين يشاركان في المسابقة المخصصة للأفلام الوثائقية القصيرة، وهما "عالحافة" لسحر العشي و"فزّاعات المنطقة الحمراء" لجلال فايزي. كما يسجل التونسي أمين بوخريص حضوره ضمن لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية.

وتقام فعاليات هذه الدورة الأولى من المهرجان من 13 إلى 18 نوفمبر 2025 بمدينة تيميمون، تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، بمشاركة 31 دولة، وتكريما للسينما الإفريقية، مع اختيار السنغال ضيف شرف هذه السنة.

يُفتتح المهرجان بالفيلم الوثائقي "Boomerang Atomic" للمخرج رشيد بوشارب، الذي يتناول ذاكرة التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، فيما يُختتم بفيلم Patience, Sabali، وهو إنتاج مشترك بين السنغال والجزائر وفرنسا، يجمع بين الدراما والكوميديا الموسيقية.

وتتضمن فعاليات المهرجان ثلاث مسابقات رئيسية للأفلام الروائية والوثائقية والجزائرية القصيرة. وتتنافس أفلام المسابقة على أربع جوائز هي "قورارة الذهبي" (الجائزة الكبرى) إلى جانب جائزة أفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل أداء (ممثل/ة)، إضافة إلى قسم خاص بعنوان "بطاقة بيضاء" يشرف عليه المخرج عبد النور زحزاح.

ويكرم المهرجان شخصيات بارزة في السينما الجزائرية، منها المخرج محمد شويخ والمخرجة الراحلة يمينة بشير شويخ، إلى جانب تنظيم دورات ماستر كلاس وموائد مستديرة لمناقشة قضايا تتعلق بالسينما الإفريقية والإنتاج المشترك وتوزيع الفيلم القصير.

ويُقام بالتوازي مع الهرجان، الملتقى الدولي حول "السينما، المجتمع والمناطق"، الذي يعيد التفكير في علاقة الصورة بالمجال الاجتماعي، بمشاركة باحثين ومخرجين من الجزائر وخارجها.

وتُعرض الأفلام في فضاءات مفتوحة خارج القاعات التقليدية، أبرزها المسرح المكشوف الذي يتسع لثلاثة آلاف مقعد.

ويهدف المهرجان إلى تشجيع المخرجين الشباب وبناء جسور ثقافية بين المهنيين الأفارقة والدوليين، إلى جانب المساهمة في تطوير السياحة الثقافية بالمنطقة وإبراز قيمها التراثية، من خلال برمجة تجمع بين العروض السينمائية والأنشطة الفكرية والتكوينية.

وتقع مدينة تيميمون في الجنوب الجزائري في منطقة قورارة على بعد نحو 1400 كلم جنوب الجزائر العاصمة. وتزيد مساحتها على 1000 كلم مربع ويقطنها أكثر من 4000 نسمة. وتضم أكثر من 30 قصرا.

وهي عبارة عن تجمعات سكانية مبنية بالطوب الأحمر المحلي، تحيط بها حقول وبساتين وواحات نخيل، ويعتمد معظم سكانها على الزراعة التقليدية في أسلوب عيشهم، التي تسقى بآبار متصلة ببعض تعرف محليا بالفقاقير.