مع الشروق ..دمار «التيك ـ توكات»

مع الشروق ..دمار «التيك ـ توكات»

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/04

ما هذه «التيك-توكات» التي تنزل علينا صباحا مساء بمواقع التواصل الاجتماعي العالمية  و"صناع محتواها " من تونس ؟ .
ما هذه التفاهات والسخافات التي تنشر بلهجة تونسية أصيلة تنزل إلى القاع والحضيض بكلام تجاوز خدش الحياء لتمزيقه وقطعه وبتره ؟.
أصحاب وصاحبات المحتوى يبحثون عن المال بمقاطع فيديو قصيرة مثيرة ، تجاوزت إثارتها كل الحدود لتسقط في مستنقع الابتذال والدناءة والسفالة ..فتيات يتعرّين أمام عدسات الهاتف ، وأخريات تتلفّظن بكلمات ليست كالكلمات، كلمات لا تقدر النفس السليمة الأصيلة على الاستماع إليها واستيعاب معانيها  التي تصب في رافد الابتذال..
قبل صياغة هذه البطاقة ، جازفت وأبحرت في بعض هذه " التيك توكات " التونسية ..تصفحت البعض منها وأرهفت السمع إلى بعضها ، فخلت نفسي أني في عالم آخر : عالم القذارة والدناءة وسوء الأخلاق وسقمها ..
عند ولوجي إلى بعض هذه الصفحات ، استمعت إلى كل الكلمات السوقية التي لا يجرؤ " أعتى" " كلاب السوق " و" الباندية " على قولها والتلفظ بها ..استمعت إلى "نكت" سامة قاتلة مثيرة للاشمئزاز تخرج من بين شفتي فتاة تونسية أصيلة ، قد يكون والدها أو جدّها شيخ علم وصاحب عمامة ، رجل يعمل بكده وعرق جبينه في المصنع أو المتجر أو الإدارة ..قد يكون هكذا ، وقد تكون من رحم أم صائمة قائمة خاشعة للرحمان آناء الفجر وأطراف النهار ..
جاهلات كاسيات عاريات ، ناطقات بالسوء بشكل مباشر ينشرن " محتويات " نهلن ألفاظها ومعانيها من قاع الزبالة والرذالة والدناءة وسوء الخلق وأنهج المواخير ..يتعرّين دون حياء ، ويكشفن جزءا من أجسادهن العليلة السقيمة دون خجل واستحياء ..
الغاية من كل هذا ما يجنينه من أموال تبدو هامة للغاية..المهم المال، وربما الشهرة التي أصبحت اليوم و بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات التلفزية على قارعة الطريق وحكرا على الجاهلات وصاحبات سوء الخلق والأخلاق..
في تونس قوانين تحمي الأخلاق وتجرم كل من تجاهر بما ينافي ويخدش الحياء ..والمطلوب مساءلة كل هؤلاء لأن الأمر لا يعنيهن فقط ، بل يعني وطنا كريما طاهرا نقيا أنجب المشائخ والعلماء ..الدكاترة والطبيبات والأطباء ..العالمات والمهندسات والصحفيات وصانعات المحتوى العلمي والتقني الذي يكشف رسوخ هذا الوطن في العلم والمعرفة ..
سائلوهن حتى نحميهن من هذه المنزلقات و " التيك توكات" التي ما صنعت وما تصنع شهرة ونجومية ..اللهم نجومية العاهرات الفاسدات اللاتي لا يجلبن إلا العار لعائلاتهن ووطنهن الذي كان سباقا في تحريم العبودية ..وقطع شوطا كبيرا في سبيل حرية المرأة والمساواة ..
أطفالنا أمانة ، والتطور التكنولوجي والاتصالي وضعهم دون خيار منهم أمام هذه التفاهات .. أمام نجمات فاسدات وهن اللاتي كنّ بالأمس يدرسن ابن خلدون وعلوم الفيزياء والرياضيات ..يستمعن إلى شعر الشابي ويدرسن الطاهر الحداد والطاهر بن عاشور والطالبي والقائمة تطول ..بالله عليكم إن فات الأمر مع هذه " النجمات " فعجّلوا بحماية فلذات أكبادنا من دمار هذه "التيك توكات " ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك